“سؤال/ جواب” .. عبد المومن الصبيحي: 600 الف زائر كرسوا مهرجان صيف العرائش كأكبر ملتقى فني في شمال المغرب

0 417

عاشت مدينة العرائش ما بين 8 و17 غشت 2025 على إيقاع الدورة الثالثة من مهرجان “صيف العرائش”، الذي رسخ مكانته كأحد أبرز المواعيد الفنية والثقافية في شمال المغرب.

المهرجان، الذي استقطب هذه السنة ما يقارب 600 الف زائر، قدم برمجة غنية ومتنوعة جمعت بين أسماء فنية وازنة وأصوات صاعدة، وحول ساحة باب البحر إلى منصة نابضة بالحياة والفرح.

حول حصيلة هذه الدورة، ودلالات الأرقام القياسية التي حققها، وآفاق تطوير هذا الحدث مستقبلا؛ كان لنا (على مستوى البوابة الرسمية Pam.Ma) هذا الحوار مع عبد المومن الصبيحي، رئيس مجلس جماعة العرائش ورئيس اللجنة المنظمة، الذي سلط الضوء على الجوانب التنظيمية والفنية للمهرجان، موجها رسائل شكر وامتنان للشركاء والداعمين، ومؤكدا على رهانه في جعل العرائش عاصمة صيفية للفن والإبداع.

– س: بداية، كيف تقيمون نجاح الدورة الثالثة من مهرجان “صيف العرائش”؟

■ ج: الدورة الثالثة كانت بالفعل حدثا استثنائيا؛ بكل المقاييس.

استقطبنا حوالي 600 الف زائر خلال عشرة أيام، وهو رقم غير مسبوق يضع المهرجان ضمن أكبر التظاهرات الصيفية على الصعيد الوطني.

هذا النجاح يعكس مكانة العرائش كوجهة صيفية مفضلة، تجمع بين سحر البحر وإبداع الفن، وأعاد للمدينة إشعاعها الثقافي والحضاري.

– س: ما الذي ميز برمجة هذه النسخة عن سابقتيها؟

■ ج: الرهان كان على التنوع والانفتاح؛ حيث استضفنا 30 فنانا من مختلف الألوان الموسيقية: الشعبي، الراي، الطرب الحساني، الراب، والموسيقى الشبابية العصرية.

أسماء وازنة مثل الدوزي، حاتم عمور، ناس الغيوان، عمر ورجاء بلمير، ابتسام تسكت، بدر سلطان، حجيب، حميد القصري، إلى جانب أصوات صاعدة مثل 7ARI، Stormy، وDJ BigKid.

كل ليلة كانت بمثابة لقاء بين أجيال مختلفة، وهو ما جعل المنصة فضاء للتواصل الفني والثقافي.

– س: وماذا عن الجانب التنظيمي؟

■ ج: التنظيم والأمن كانا نقطة قوة هذه الدورة؛ حيث أن مصالح الأمن الوطني، القوات المساعدة، والسلطات المحلية عملت بخطة استباقية محكمة، مع انتشار واسع ومراقبة دقيقة، ما ضمن انسيابية الدخول والخروج وتدفق الجماهير.

هذا أعطى للجمهور إحساسا عاليا بالأمان، وخلق صورة إيجابية عن قدرة العرائش على احتضان أحداث جماهيرية كبرى.

كما أن التجهيزات التقنية واللوجستية للمنصة كانت على مستوى عال، تضاهي كبريات المهرجانات الوطنية.



– س: كيف تفاعل الجمهور والساكنة مع العروض؟

■ ج: الحضور كان غفيرا ومتفاعلا بشكل رائع؛ من الأسر والأطفال إلى الشباب وباقي الفئات العمرية، كلهم وجدوا ما يرضي أذواقهم.

وليالي المهرجان تحولت إلى لوحات جماعية من الفرح، حيث تمايلت ساحة باب البحر على أنغام الأغنية الشعبية، الموسيقى التراثية، وأيضا الراب الذي حطم أرقاما قياسية في السهرة الختامية.

وهذا التفاعل الجماهيري بشكل عام يعكس تعطش الناس لمثل هذه اللحظات التي تجمع بين الفن، المتعة، والعيش المشترك.

– س: ما هي الرؤية المستقبلية للمهرجان وكلمتكم الختامية؟

■ ج: طموحنا أن يواصل مهرجان “صيف العرائش” ترسيخ مكانته كموعد فني سنوي، وكرمز لهوية المدينة الثقافية، مع تعزيز إشعاعه على الصعيد الدولي.

ونعتبر المهرجان رافعة للتنمية المحلية، ليس فقط من الجانب الثقافي، بل أيضا السياحي والتجاري، حيث ينعكس بشكل مباشر على مداخيل المهنيين والفاعلين الاقتصاديين.

كما أن تنظيم هذا المهرجان جاء في سياق برمجة العديد من المهرجانات والملتقيات من طرف جماعة العرائش، كمهرجان البحر، مهرجان الصناعة التقليدية، ومهرجان مغاربة العالم، وكل هذه الفعاليات تعزز مكانة المدينة كعاصمة صيفية للفن والإبداع.

وهنا لا يسعني إلا أن أعبر عن خالص امتناني لوزارة الشباب والثقافة والتواصل في شخص السيد محمد المهدي بنسعيد، التي وفرت دعما استراتيجيا أساسيا لإنجاح هذه الدورة.

كما أتوجه بالشكر إلى عامل إقليم العرائش السيد العالمين بوعاصم، وكل الأجهزة الأمنية والسلطات المحلية، والمؤسسات الداعمة، والمجتمع المدني الذي انخرط بجدية في التنظيم؛ وأخص بالشكر ساكنة العرائش وزوارها الذين كانوا شركاء حقيقيين في إنجاح هذا الحدث، ورسخوا صورة المدينة كعاصمة صيفية للفن والإبداع.

– أعد الحوار: مراد بنعلي

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.