لقاء تواصلي بطنجة- أصيلة يؤكد على تشجيع النضال الشبابي المسؤول من داخل المؤسسات وتعزيز الحوار حول القضايا الاجتماعية

0 567

في ظل التحولات الاجتماعية والسياسية التي تشهدها الساحة الوطنية، وما يرافقها من ارتفاع أصوات شبابية تطالب بالإصلاح والتغيير، عقد قطب الشباب بالأمانة الإقليمية لحزب الأصالة والمعاصرة بعمالة طنجة- أصيلة، برئاسة المنسق نصرو العبدلاوي، لقاء تواصليا موسعا اليوم السبت 11 أكتوبر الجاري بالمقر الجهوي للحزب بطنجة، بحضور بشرى ابجا وآية حجوب عضوي المجلس الوطني لمنظمة شباب الحزب، وإسماعيل العماري، عضو المجلس الوطني للحزب، إلى جانب العشرات من المناضلات والمناضلين الشباب والملتحقين الجدد بصفوف الحزب.

ويأتي هذا اللقاء في سياق الدينامية التي يشهدها حزب الأصالة والمعاصرة ومنظمته الشبابية على الصعيد الوطني، تجسيدا لتوجيهات السيدة فاطمة الزهراء المنصوري، المنسقة الوطنية للقيادة الجماعية للأمانة العامة للحزب، التي دعت إلى فتح المقرات الحزبية أمام المواطنين وتحويلها إلى فضاءات حقيقية للنقاش والتأطير السياسي، خصوصاً في مرحلة تعرف تنامي النقاشات المجتمعية حول قضايا الشباب والاحتجاجات الاجتماعية.

وفي مستهل اللقاء، ثمن المشاركون المضامين العميقة للخطاب الملكي السامي بمناسبة افتتاح الدورة التشريعية الخريفية لسنة 2025، والذي دعا فيه جلالة الملك محمد السادس إلى الانخراط الجاد والمسؤول في البناء الوطني وتعزيز الثقة بين المؤسسات والمواطنين، معتبرين أن الخطاب الملكي يشكل خارطة طريق واضحة للأحزاب السياسية من أجل تعبئة الطاقات الشابة وتوسيع المشاركة المواطِنة.

كما أشاد الحاضرون ببلاغ المكتب السياسي لحزب الأصالة والمعاصرة الصادر عقب الخطاب الملكي، والذي أكد الانخراط الكامل للحزب في تنزيل التوجيهات الملكية، من خلال دعم الإصلاحات الكبرى وتحقيق العدالة الاجتماعية والمجالية.

وأكد السيد العبدلاوي في كلمته الافتتاحية أن المرحلة الراهنة تتطلب من الشباب أن يكونوا فاعلين لا متفرجين، عبر النضال الواعي والمسؤول من داخل المؤسسات، وشدد على أن التغيير الحقيقي يمر عبر الانخراط في العمل السياسي المنظم الذي يضمن استمرارية المطالب ويحولها إلى مشاريع وبرامج واقعية.

وباسم الأمين الإقليمي للحزب السيد منير ليموري، رحب العبدلاوي بالحضور وخاصة منهم الملتحقين الجدد الذين اختاروا النضال من بوابة حزب الأصالة والمعاصرة، متمنيا لهم مسارا إيجابيا داخل الحزب. وفي المقابل نوه العبدلاوي بالمواكبة المتواصلة للأمين الإقليمي لاشتغال قطب الشباب؛ ودعمه الدائم وتشجيعه لكل مكونات القطب.

ومن جانبها، أبرزت السيدة ابجا أن منظمة شباب الأصالة والمعاصرة تعمل على إعادة الاعتبار لدور الشباب في المشهد السياسي الوطني من خلال التكوين والتأطير، معتبرة أن النضال الشبابي من داخل الإطار الحزبي يشكل جوابا حضاريا وسلميا على التحديات الاجتماعية الراهنة.

أما السيد العماري فشدد على ضرورة ربط الفعل السياسي بمطالب الشارع، ودعا إلى التمييز بين الاحتجاج المشروع وبين أشكال الفوضى التي تضعف الخطاب الإصلاحي، مؤكدا أن الحزب يدافع عن الحق في التعبير والاحتجاج السلمي في إطار احترام القانون والمؤسسات.

وفي السياق ذاته، سجلت المداخلات أن حزب الأصالة والمعاصرة بات يحظى بجاذبية متزايدة لدى فئات واسعة من الشباب الذين يرون فيه بيتا سياسيا يستعيد الثقة المفقودة في العمل الحزبي، ويمنحهم فضاء حقيقيا للتعبير والمبادرة والمشاركة في صياغة القرار العمومي.

وأكد المتدخلون أن ما يميز الحزب هو انفتاحه، وجرأته في النقاش، والتزامه بخطاب واقعي قريب من هموم المواطنين، مما يجعله اليوم وجهة للشباب الباحثين عن سياسة مسؤولة ومؤسسات فاعلة قادرة على حمل قضاياهم بجدية.

وخلال النقاش العام، تطرق المشاركون إلى الاحتجاجات الشبابية التي تشهدها بعض المدن المغربية، معتبرين أنها تعبير صادق عن معاناة فئات واسعة من المجتمع، لكنها تحتاج إلى قنوات مؤسساتية منظمة تضمن استدامة الترافع حول المطالب الاجتماعية والاقتصادية.

كما خلص اللقاء إلى التأكيد على أن الأصالة والمعاصرة، باعتباره أحد الأحزاب ذات الامتداد المجتمعي الواسع، سيواصل الانفتاح على الطاقات الشبابية وتوفير فضاءات للحوار، وتبني المبادرات الميدانية التي تسهم في إعادة الثقة في العمل الحزبي والمؤسساتي.

واعتبر اللقاء خطوة جديدة ضمن مسار متكامل من اللقاءات الجهوية والمحلية التي شهدتها عدة أقاليم خلال الأسابيع الماضية، والتي تهدف إلى تجديد النخب السياسية وتوسيع قاعدة المشاركة الشبابية في الحياة العامة.

مراد بنعلي

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.