نساء “البام” يناقشن التمكين السياسي والاقتصادي للمرأة في لقاء تواصلي بتازة

0 552

نظم، المكتب الجهوي لمنظمة نساء حزب الأصالة والمعاصرة بجهة فاس- مكناس، بتنسيق مع الأمانة الإقليمية للحزب بتازة، لقاء تواصليا يوم السبت 14 يونيو 2025، تحت شعار “التمكين الاقتصادي والسياسي للمرأة”، وذلك بمقر الحزب بمدينة تازة، بحضور وازن لمناضلات الحزب ومنتخبات وفعاليات من المجتمع المدني، وسط أجواء تميزت بالنقاش الجاد والانخراط الفعلي في قضايا الشأن النسائي.

وحضر اللقاء عدد من القيادات النسائية على المستويين الوطني والجهوي، من بينهن خديجة أدرية رئيسة المكتب الجهوي لمنظمة نساء الحزب بجهة فاس-مكناس، وخديجة حجوبي عضو المكتب التنفيذي الوطني ورئيسة المجلس الجهوي للحزب، ونزهة الصادقي عضو المكتب التنفيذي للمنظمة، وهدى البوشيخي رئيسة اللجنة الوطنية للأخلاقيات لمنظمة نساء الأصالة والمعاصرة، ومريمة الراشدي عضو المكتب الجهوي للمنظمة، إلى جانب كنزة لمقدم رئيسة مجلس جماعة بني فراسن بإقليم تازة، ونائب الأمين الإقليمي للحزب رشيد الهيسوفي، وعدد من رؤساء مجالس الجماعات الترابية؛ وأعضاء المجلس الوطني للحزب وفعاليات حزبية نسائية.

وفي كلمتها الافتتاحية، أكدت خديجة أدرية أن التمكين السياسي والاقتصادي للنساء لا يمكن أن يتحقق دون مشروع جماعي يقوم على الإدماج الفعلي للنساء في مختلف مستويات القرار.

وشددت على أن النهوض بأوضاع المرأة رهين بتغيير العقليات داخل المجتمع ومواصلة الضغط من أجل تفعيل المقتضيات الدستورية التي تنص على المناصفة، معتبرة أن منظمة نساء الأصالة والمعاصرة تسعى إلى جعل التمكين ورشا ميدانيا، يبدأ من التكوين والتأطير إلى الإدماج المهني والسياسي.

كما دعت إلى مواكبة النساء في المجال القروي من خلال دعم التعاونيات والمبادرات الذاتية وتيسير الولوج إلى التمويل، منوهة بالدور الريادي الذي يلعبه مجلس جهة فاس- مكناس في هذا الإطار، عبر دعم مشاريع مدرة للدخل لفائدة النساء، وأكدت أن التمكين خيار استراتيجي ينسجم مع أهداف التنمية المستدامة، وأن الحزب منخرط في دعم النساء عبر مبادرات تشمل تمويل التعاونيات، دعم الفرق الثقافية، وتوفير التكوين والمواكبة لتحسين أداء النساء في مختلف المجالات.

وقالت خديجة حجوبي إن تازة تزخر بكفاءات نسائية رائدة، داعية إلى دعم منظمة النساء وتعزيز موقعها النضالي، مشيرة إلى أن التمكين الاقتصادي يسهم في استقرار الأسر، وأن احترام الرجل المغربي للمرأة شكل دائما عنصرا إيجابيا في بنية المجتمع، كما نبهت إلى تراجع انخراط الشباب في السياسة، داعية إلى تعبئة جديدة عبر التكوين الحزبي، مستشهدة بتجربة خديجة أدرية كنموذج نسائي مؤثر داخل الحزب.

وتم خلال اللقاء تكريم خديجة حجوبي بلوحة فنية تحمل بورتريه خاص بها، كعربون اعتراف بمجهوداتها التنظيمية.

وأبرزت نزهة الصادقي أن قضية التمكين كانت دائما من أولويات الحزب منذ تأسيسه، مضيفة أن الديمقراطية لا تكتمل بدون مشاركة عادلة للنساء، وأن الحزب يتجاوز منطق التمثيلية إلى التأثير وصناعة القرار، ودعت إلى توسيع آليات التكوين وتوفير فرص التمويل وتعزيز المقاولات النسائية خصوصا في المناطق القروية.

أما مريمة الراشدي، فاعتبرت أن التمكين يرتبط بتقليص الفوارق بين المجالين الحضري والقروي، معتبرة أن التهميش المجالي يعرقل المسار التنموي للنساء، خاصة بإقليم تازة.

وقدمت مريم خراج، أستاذة القانون الخاص بكلية تازة، مداخلة تأطيرية تناولت فيها تجربة التمكين الاقتصادي من منظور أكاديمي، مؤكدة أن المرأة المغربية تتمتع بإرادة قوية، وأن تحقيق التمكين يمر عبر التكوين، التمويل، الدعم، الاستمرارية والمواكبة، كما استعرضت نماذج لآليات التكوين المتاحة، خاصة التكوين القانوني والمالي، وأشكال التمويل البنكي والدعم المؤسسي للمشاريع النسائية، مشددة على أهمية إدماج النساء في الدورة الاقتصادية بشكل فعال.

وتفاعل الحضور مع مضامين اللقاء من خلال نقاش مفتوح شمل شهادات وتجارب ناجحة لتعاونيات ومقاولات نسائية، حيث شددت فدوى ولقاضي على أن المرأة المغربية تحتاج فقط إلى التحفيز والثقة، بينما أشار رضوان الرشاش إلى أن التعاونيات النسائية أكثر نجاحا من نظيراتها بقيادة الرجال، نظرا للالتزام والمثابرة التي تظهرها النساء في العمل الجماعي.

واختتم اللقاء بتوصيات ركزت على دعم التكوين المستمر للنساء، تعزيز التأطير الحزبي، تمكين المقاولات النسائية من التمويل، وتوسيع تمثيلية النساء في مواقع القرار، إلى جانب الدعوة لتقليص الفوارق المجالية والاجتماعية بين المدن والقرى، بما يضمن مشاركة شاملة وفاعلة للنساء في التنمية الاقتصادية والسياسية.

مراد بنعلي

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.