إستطلاع عن الدورة ال 27 للمعرض الدولي للنشر والكتاب بعيون روائي وأديب وإعلامي وناقد ومستشار ثقافي دولي

0 1٬352

أول أمس الأحد 12 يونيو الجاري، انتهت فعاليات المعرض الدولي للكتاب والنشر في دورته الـ27 ونسخته الرباطية، واستطاعت الجهات المنظمة أن تكسب التحدي وأن يحج إليه أزيد 202 ألف و 89 زائر وزائرة، بعد عامين من التوقف بسبب حالة الطورائ الصحية، وهو رقم علق عليه وزير الشباب والثقافة والتواصل؛ محمد المهد بنسعيد على صفحته الرسمية على منصة جداره الأزرق (فيسبوك): “إن الأمر يتعلق برقم مهم يبين اهتمام المغاربة بالكتاب وثقافة القراءة، خاصة مع الأخذ بعين الاعتبار الظرفية الخاصة بانتشار الوباء وارتفاع الحالات وضرورة التقيد بالإجراءات الاحترازية”.

هذا الموعد الثقافي البارز المنظم بين الـ الثاني 02 و الثاني عشر 12 من شهر يونيو الجاري عرف مشاركة ما مجموعه 712 عارضا يمثلون 55 بلدا، من مختلف قارات العالم، حيث قدموا عرضا وثائقيا متنوعا غطى مجمل حقول المعرفة، وتجاوز عدد العناوين المعروضة فيه مائة ألف عنوان و2 مليون نسخة. كما شهد حضورا مهما للآداب الإفريقية بصفتها ضيف شرف الدورة الـ27، وذلك تقديرا للروابط المتشعبة المناحي، والمتعددة الأبعاد، بين الثقافة المغربية وثقافات البلدان الإفريقية الشقيقة.

ولإستطلاع آراء الفاعلين في هذا المعرض من مثقفين وأدباء وعارضين وزوار، استقت البوابة الرسمية لحزب الأصالة والمعاصرة Pam.Ma؛ وجهات نظر مجموعة من النخب الفكرية التي زارت المعرض وأبدت رأيها بكل موضوعية في أجواء تنظيم الدورة الـ27 من المعرض الدولي للكتاب والنشر بالرباط SIEL27 ، وأفادت بالتصريحات التالية:

– فؤاد العروي
مؤرخ وروائي مغربي،

”الحضور المتميز للأطفال في المعرض عامل جد إيجابي لدعم مقروؤية الكتب وترسيخها في عقول الأجيال الصاعدة”

كانت هذه أول مشاركة لي في المعرض، بحكم أن المعرض كان ينظم سابقا شهر فبراير، ولا أجد وقتا كافيا للحضور بحكم التزاماتي المهنية بأوروبا، لكن كنت من المتتبعين لفعالياته، وهذا العام تسنى لي الحضور وأنا سعيد بالمشاركة ضمن أنشطته، حيث قدمت كتابي الأخير ”ترافع عن العرب”، وهي الندوة التي سيرها المثقف المغربي الكبير عبد الرحمان طنكول. وكنت سعيدا بقضاء أوقات رائعة، إذ كانت القاعة ممتئلة والحاضرون ودودون ووجوههم بشوشة مبتسمة ومستمتعة بالنقاش، إلى جانب حضور وفد رسمي من السادة الوزراء، والذين تابعوا جزءا يسيرا من النقاش وتفاعلات الحاضرين، عموما أسعدت بالمشاركة.
كما عاينت تنظيما محكما ومنظما يراعي المعايير الدولية، كما أنني لاحظت توافد وفود غفيرة من الأطفال مرفقين بعائلاتهم، وكذلك أطفال المدارس وهذه فكرة جيدة وراقتني جدا، لأنه عامل جد إيجابي لدعم مقروئية الكتب وترسيخها في عقول الأجيال الصاعدة، لأنه يجب تربية النشء على حب القراءة والمطالعة، عموما كان الموعد الثقافي للمعرض الدولي للكتاب والنشر بالرباط من وجهة نظري رائعا.

– د. جيرار هويسو مدير دار النشر Editions du Flamboyant (بنين)؛ وهو أيضًا محام متخصص في الملكية الفكرية.

“طبيعي ومشروع أن تكون القارة الإفريقية ضيف شرف الدورة الـ27″؛ أجد ان مشاركتنا اليوم في هذا الموعد الثقافي البارز هو فرصة للتسويق لأدبائنا الأفارقة والبنينيين الذين أنشر مؤلفاتهم، فالأجواء التنظيمية جد جيدة والفضاء رائع تم إعداده والتخطيط له بشكل محكم يحترم المعايير العالمية، ونحن سعداء بدعوتنا للمشاركة بين أورقته وتقديم إسهامات الأدباء الأفارقة في هذا المعرض.
كما أعتبر أنه لمن الطبيعي والمشروع أن تكون القارة الإفريقية ضيف شرف هذه الدورة الـ27، لأن الأدب الأفريقي أصبح ناضجا. كما أن معظم البلدان الأفريقية اليوم أضحت مستقلة في أدبها. وإذا آخذنا مثالا على ذلك الدولة التي أنتمي إليها وأمثلها وهي دولة البنين؛ يتكون أدبنا بشكل أساسي من مؤلفي بلادنا، أي من أبناء البلد، وهم الذين ندرس إبداعاتهم ومؤلفاتهم اليوم. إذ أنه في الأمس القريب، عندما نتحدث عن الأدب، كان الأمر يتعلق بالأدب الفرنسي، مما يعني أن إفريقيا قد تطورت كثيرًا “.


– د.عمر حلي
مستشار للمدير العام لاتحاد جامعات العالم الإسلامي (الإيسيسكو)

” الرباط اتخذت حلة جديدة وتستحق ان تحتضن مثل هذه المواعيد الثقافية الكبرى ”

هذه الدورة اكتست صبغة خاصة أولا لأنها نظمت بالعاصمة الرباط لأول مرة، وهذا حدث في حد ذاته، أي نقل هذا الموعد الثقافي من العاصمة الاقتصادية إلى العاصمة الإدارية والثقافية للمملكة، وهنا أستحضر تعليقات لبعض الإخوة المثقفين الذين قالوا بأنه يجب الاحتفاظ بهذين الموعدين في كلا المدينتين وهذا أمر مستحب.
من وجهة نظري، يجب التفكير في توسيع هذه التظاهرة لتأخذ اشكال أخرى معتمدة على الرقمنة، وكذا حضور المنظمات الكبرى نظير المنظمة التي أمثلها، وهي منظمة ”الإيسيسكو”، منظمة العالم الإسلامي للتربية والعلوم والثقافة، وهذا تحدي أساسي، أي ان يكون المعرض منصة حقيقية للحوار بحضور ناشرين متميزين ولكن كذلك موعدا لحوار ثقافي حقيقي في خضم ما نعرفه من تحولات.
وبالتالي لاحظت ان التنظيم كان جيدا والفضاء مهيأ بشكل محترم، هناك من ينتقدون هذه المتغيرات على اعتبار الألفة مع الفضاء السابق. ولكن لا يجب ان نخلق لأنفسنا تابوتا معينا نتشبت به إلى ما لا نهاية. فلا بأس أن ينظم هذا المعرض الدولي بالرباط، بناء على نيلها شرف أن تكون عاصمة للثقافة بالعالم الاسلامي والقارة الإفريقية، كما أن الرباط اتخذت حلة جديدة وتستحق أن تحتضن مثل هذه المواعيد الثقافية الكبرى.

وفكرة المعارض الجهوية هي فكرة نيرة لكن يجب أن توفر لها ما يكفي من سبل النجاح لكي يُحترم الكتاب وتُحترم الثقافة، وأن يكون الفضاء إضافة اشعاعية لتلك الجهة وتلك المدينة، بحيث لا يجب أن تنظم المعارض من الدرجة الرابعة، ويجب أن تكون المعارض في حلة تسمح على الأقل للمواطنين والزائرين والشباب والأطفال احترام هذه المادة العجيبة الجميلة التي هي الكتاب.
عموما، اليوم المعرض الدولي للكتاب والنشر بالرباط يخطو خطوته الأولى نحو العالمية وأعتقد أنه يجب أن نتشبث به ليتطور كذلك ويصبح قبلة عالمية، فإذا تمكن المعرض اليوم أن يتجاوز العتبة الأولى في طريقه للعالمية، فيجب التفكير في كيفية جعله يتوسع أكثر وتصبح محطة الرباط غير قابلة للنسيان والتهميش ولا يمكن إلا تكون ضمن المواعيد البارزة في الأجندة الثقافية الدولية.

– سعيد أهمان
إعلامي وكاتب صحفي

“تجربة المعرض الدولي للنشر والكتاب في سنتها ال27 ينبغي أن تكبر”

المشاركة في المعرض الدولي للنشر والكتاب بالرباط تقاسم حُرْقَةِ الكتابة الذي صار أنيناً وهمًّا يوميا نحمله، ينبغي أن تتوفر له الشروط الموضوعية للدعم في الطبع والنشر والتوزيع، كما يفعل المشارقة، خاصة في أوساط الشباب، ولمن لا يملكون دعما وليست بيدهم حيلة.
ولعل ما يعيشه المغاربة في المعرض الدولي للكتاب والنشر، وفي غيره من المعارض الدولية، يعكس قيمة ما يمنحه المسؤولون وأصحاب القرار لكُتّابهم ومُؤَلِّفيهم هنا وهناك، في زمن “كوفيد” الذي ارتفعت فيه كُلفة الطباعة في بلاد المغرب، فَتَاهَ المُواطن بين البحث عن تأمين رغيف يومه، تُصِيبه شظايا العيش اليومي من كل جانب أو يقتني كتاباً. ولعل هذا الأخير آخر ما يُفَكر فيه في هذا الزمان يا للأسف؟.

تجربة المعرض الدولي للنشر والكتاب في نسخته ال27 ينبغي أن تكبر، وتنتقل إلى معارض جهوية في محطات تابثة دورية ونصف دورية، تحتاج لدعم المؤسسات والفاعلين الترابيين المحليين ونحوهما، لنشر حُبِّ القراءة وحُبِّ الكتاب وتشجيع النشر والتأليف في زمن مجتمع المعرفة والإتصال.

– أحمد عصيد
كاتب وشاعر مغربي وباحث في الثقافة الأمازيغية وناشط حقوقي

”تنظيم هذا الموعد الثقافي، هو حدث وتحدي جاء لينهي مرحلة عصيبة غاب في الكُتَاب والكِتَاب”

بالطبع هذا الموعد رغم أنه لم ينظم في موعده المحدد ألا وهو شهر فبراير الذي تعودنا فيه على تنظيم هذا اللقاء الهام، فعلى كل فهو حدث وتحدي جاء لكي ينهي مرحلة عصيبة وهي مرحلة الجائحة والطوارئ الصحية، والتي غاب في هذا الكُتاب والمؤلفون عن الواجهة والكتاب والتظاهرة وتنظيمها في حد ذاته. وهو خطوة إيجابية مهما كان مستوى المعرض. واعتقد أنه من الناحية التنظيمية هو جيد، ونفس الأمر بالنسبة للمعدات التي تم توفيرها، لكن الخلل وقع في البرمجة وبرمجة الأنشطة الثقافية التي وجب تداركها في الدورة القادمة. إذ لا يفهم أن هناك كُتاب أو متثفين لهم خمس أو ست إسهامات في نفس الوقت وهذا أمر غير مقبول، وأدعو المنظمين إلى تداركه، بحيث يجب أن يتم مراعاة أن يحضر كتاب مختلفون وأن يشعر الجميع بالمشاركة والحضور في هذا الحدث الثقافي.
كما أدعو المنظمين مستقبلا إلى منح مساحات أكبر وأرحب للكتاب الأمازيغي وأدباءه، إلى جانب استحضار معيار العطاء والكفاءة والأسماء الوازنة التي أثبتت حضورها في إنتاجاتها الفكرية والأدبية، سواء بين أوساط المبدعين الشباب أو الأدباء الكبار، في توجيه دعوات الحضور أو المشاركة في الأنشطة الموازية للمعرض، والقطع مع مسألة العلاقات الشخصية والإخوانية والقرابة وهذه من المآخذ التي نسجلها وأتمنى ان يتم تداركها في الدورة المقبلة.

الرباط: يوسف العمادي/ خديجة الرحالي- تصوير مصطفى جوار / عبد الرفيع القصيصر

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.