إفريقيا تمتلك إمكانيات هائلة تمكنها من التموقع الإيجابي في النظام العالمي لما بعد كوفيد-19 (السيد بن شماش)

0 469

أكد رئيس مجلس المستشارين، السيد عبد الحكيم بن شماش، اليوم الخميس بالرباط، أن إفريقيا تمتلك اليوم إمكانيات هائلة تمكنها من التموقع الإيجابي في النظام العالمي الجديد لما بعد كوفيد-19 . وأوضح السيد بن شماش، في كلمة بمناسبة افتتاح لقاء تشاوري لرؤساء البرلمانات الإفريقية، أن إفريقيا “تمتلك اليوم إمكانيات اقتصادية، ديموغرافية وطبيعية هائلة توفر مجتمعة، مع بزوغ جيل جديد من القيادات المستوعبة لمسؤوليتها التاريخية، فرصة ثمينة للتموقع الإيجابي لقارتنا في النظام العالمي الجديد لما بعد كوفيد-19”.

وأبرز في هذا الصدد، أن مسار التعافي والتنشيط الاقتصادي يجب أن يكون مبنيا على التعاون والثقة والتكامل، قائلا إنه “من الصعب أن تنجح بلداننا في هذا المسار بالاعتماد على مقوماتها وإمكانياتها الذاتية فقط، خاصة وأن كل دولة ستحتاج بالضرورة إلى أسواق كبيرة وتدفقات استثمارية خارجية هامة ومنظومات لوجستية تنافسية”.

وأضاف السيد بن شماش أن اجتماع رؤساء البرلمانات الإفريقية يأتي “في ظروف إقليمية ودولية صعبة واستثنائية، جراء التبعات السلبية لجائحة كوفيد-19 على المستويات الاقتصادية والاجتماعية”، مسجلا أنه “من المرتقب أن يعيش عالمنا أسوء كساد اقتصادي منذ 90 سنة، مع وصول نسبة المديونية العامة العالمية لمستويات قياسية وغير مسبوقة من الناتج الداخلي العالمي”. ومن المتوقع أيضا، يضيف رئيس مجلس المستشارين، “أن تتسع رقعة الفقر العالمية ب 150 مليون شخص في هذه السنة (8 من عشرة منهم سيكونون في الدول ذات الدخل المتوسط)، وخصوصا بدول الجنوب ولاسيما منطقتنا الإفريقية”.

وأكد السيد بن شماش أنه “إذا كان هذا المعطى الواقعي يكشف حجم التحديات غير المسبوقة المطروحة على الأجندة الاقتصادية والاجتماعية لدولنا وقارتنا الإفريقية، فإنه من جهة ثانية يشكل فرصة وضرورة ملحة لتجديد أساليب التفكير وتسريع مسارات التغيير، وابتكار صيغ متقدمة لتعزيز وتوطيد آليات التعاون الثنائي والمتعدد الأطراف”.

وأضاف أنه “حين نقر بهذه الضرورة الملحة، فإن الأمر يستلزم، في المقام الأول، التعامل الصارم والحازم مع الجماعات والجهات المهووسة بحنينها إلى أساليب الزمن البائد، وزرع الدسائس عبر محاولات التفرقة وتفتيت الدول ورعاية الانفصال وممارسات قطاع الطرق، وفي مقام ثان المضي قدما في جعل مصالح شعوب قارتنا فوق كل اعتبار، وألا نخطئ الموعد والهدف مرة أخرى”.

من جهة أخرى، قال رئيس مجلس المستشارين “إننا كبرلمانيين مغاربة، حين نتحدث عن الفرص والضرورات السالفة الذكر، وحين نقر بأهمية وحتمية التعاون والتكامل والوحدة الإفريقية في مختلف مستوياتها، فإننا ننطلق من مرتكز أساس في السياسة الخارجية للمملكة المغربية كجزء لا يتجزأ من الفضاء الإفريقي، وباعتبار إفريقيا الامتداد الطبيعي جغرافيا وسياسيا للمغرب، مرتكز قوامه دعم التعاون جنوب- جنوب الذي يقوده ويرعاه جلالة الملك محمد السادس”.

ومع

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.