البام بتمارة يراهن على الشباب .. من التأطير السياسي إلى صناعة القرار العمومي

0 233

نظمت؛ الأمانة الإقليمية لحزب الأصالة والمعاصرة بالصخيرات- تمارة، اليوم الأربعاء 17 دجنبر 2025، ندوة سياسية حول موضوع “دعم مشاركة الشباب في الحياة السياسية وتمكين جيل أقل من 35 سنة من الترشح والمساهمة في صناعة القرار العمومي”، وذلك في إطار النقاش العمومي الذي يقوده الحزب حول تجديد النخب وتعزيز الحضور الشبابي داخل المؤسسات المنتخبة.

وعرفت الندوة مشاركة نخبة من الأكاديميين والفاعلين السياسيين والحقوقيين، من بينهم زهور الوهابي، نائب رئيسة المجلس الوطني لحزب الأصالة والمعاصرة وأستاذة جامعية، وسليمان التجريني دكتور في القانون الدستوري والعلوم السياسية، ورشيد اللك أستاذ بالمعهد العالي للصحة، والمحجوب زروال محام بهيئة الرباط والنائب الأول لرئيس مجلس جماعة تمارة، إلى جانب أحمد بنه عضو المكتب الوطني لمنظمة شباب الأصالة والمعاصرة ومهندس دولة في المعلوميات.

وخلال مداخلاتهم، شدد المتدخلون على أن تمكين الشباب سياسيا لم يعد خيارا ثانويا، بل ضرورة ديمقراطية تفرضها التحولات المجتمعية والتحديات التنموية.

وفي هذا السياق، تم التأكيد على أن الخطاب الملكي الذي دعا فيه جلالة الملك محمد السادس إلى المراجعة الشاملة للدستور شكل مرجعا أساسيا لتعزيز موقع الشباب في المشهد السياسي، من خلال مواصلة الإصلاح المؤسساتي وإدراج قضايا الشباب باعتبارهم قوة فاعلة في السياسات العمومية.

كما توقف النقاش عند البعد الدستوري لقضية الشباب، حيث أشار المتدخلون إلى أن دستور المملكة نص على إحداث المجلس الاستشاري للشباب والعمل الجمعوي، مع الدعوة الصريحة إلى تفعيل هذا الإطار الدستوري لما له من دور محوري في تأطير السياسات العمومية الموجهة للشباب، وفتح آفاق حقيقية أمامهم للمشاركة والتأثير.

وفي تشخيصهم لواقع المشاركة السياسية، أبرز المشاركون أن الشباب يواجهون إكراهات حقيقية، على رأسها العائق المالي المرتبط بتكلفة الحملات الانتخابية والترويج السياسي، معتبرين أن الحديث عن تكافؤ الفرص يظل ناقصا في ظل غياب تكافؤ الوسائل.

كما تم التذكير بأن نسبة تسجيل الشباب في اللوائح الانتخابية لا تتجاوز حوالي 3 في المائة، في مؤشر مقلق على عمق الفجوة القائمة بين الشباب والمؤسسات السياسية.

وسجلت الندوة وجود أزمة ثقة واضحة بين فئة واسعة من الشباب والعملية السياسية، حيث أظهرت دراسات أن حوالي 70 في المائة من الشباب يعتبرون أن السياسة لا تنصفهم ولا تفتح أمامهم آفاق مشاركة عادلة، وهو ما يفرض، حسب المتدخلين، مقاربة جديدة قوامها الدعم الحزبي المسؤول والمواكبة المستمرة.

وفي هذا الإطار، جرى التنويه بدور منظمة شباب الأصالة والمعاصرة باعتبارها تجربة تنظيمية رائدة داخل المشهد الحزبي، تضم كفاءات شبابية حقيقية وتشكل، حسب المتدخلين، بصيص أمل يعيد الثقة للشباب في العمل السياسي، من خلال تكريس الاستقلالية الشبابية، وابتكار آليات جديدة للاستقطاب والتأطير، وجعل الشباب فاعلين لا مجرد خزان انتخابي.

وأكدت مداخلات الندوة أن حزب الأصالة والمعاصرة يراهن على الشباب باعتبارهم شركاء في المشروع الحداثي، لا أدوات ظرفية، وأن إعادة الاعتبار للسياسة تمر من داخل المؤسسات، لكن أيضا عبر الاستثمار في الرأسمال البشري الشبابي، وتأهيله لتقلد مناصب المسؤولية والمشاركة الفعلية في صناعة القرار العمومي.

واختتمت الندوة بالتأكيد على أن القانون وحده لا يكفي، وأن الرهان الحقيقي يظل في إرادة سياسية حزبية صادقة، قادرة على مواكبة الشباب، تكوينهم، والدفاع عن حضورهم داخل مختلف مستويات القيادة، بما يضمن تجديد النخب وتعزيز الثقة في العمل السياسي والمؤسساتي.

تحرير: سارة الرمشي/ تصوير: عبد الرفيع لقصيصر

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.