البام بفاس- مكناس يناقش تحديات الجماعات الترابية ويدعو إلى تنسيق الجهود لتسريع التنمية المحلية
عقد؛ حزب الأصالة والمعاصرة، يوم الخميس 23 أكتوبر 2025، لقاءً جهويا لرؤساء مجالس الجماعات الترابية المنتمين للحزب بجهة فاس- مكناس، ترأسه الأمين الجهوي الدكتور محمد الحجيرة، بحضور النائب البرلماني إدريس الشبشالي، وذلك بالمقر الجهوي الجديد للحزب بمدينة فاس.
في بداية الاجتماع، تم استحضار مضامين خطاب صاحب الجلالة الملك محمد السادس نصره الله بمناسبة عيد العرش المجيد وتأكيده على تفعيل الجيل الجديد من التنمية الترابية وتشديده على تجاوز مغرب السرعتين، والوقوف على التوجيهات الملكية المتضمنة في كلمة جلالة الملك بمناسبة افتتاح الدورة الخريفية للبرلمان والتي أكدت على التركيز على تعزيز العدالة المجالية والاجتماعية وعلى تنمية المناطق القروية والجبلية والساحلية والواحات، في إطار تقوية المغرب الصاعد والمتضامن.
كما توقف الحضور، عند الإنجاز التاريخي للمنتخب الوطني أقل من عشرين سنة والفوز بكأس العالم، وتقديم التهاني لجلالة الملك الرياضي الأول وللشعب المغربي وكل أعضاء المنتخب الوطني لاعبين وأطر تقنية وإدارية.

ويأتي الاجتماع في إطار تفعيل المذكرة التوجيهية الصادرة عن السيدة فاطمة الزهراء المنصوري؛ المنسقة الوطنية للقيادة الجماعية للأمانة العامة للحزب، التي تهدف إلى تعزيز التنسيق بين المنتخبين وتبادل التجارب حول تدبير الشأن المحلي وتحسين أداء الجماعات.
وتدارس اللقاء واقع الجماعات الترابية بالجهة، واستعرض القوانين التنظيمية المؤطرة لها والعلاقة التي تربطها ببرامج التنمية المحلية والمشاريع المبرمجة، بما في ذلك الميزانيات المرصودة والمتعثرة.
كما ناقش المجتمعون مستوى التنسيق مع مجالس العمالات والأقاليم ومجلس الجهة والحكومة والقطاعات الوزارية والمؤسسات العمومية، بهدف تحسين آليات تنفيذ المشاريع وتجاوز الإكراهات الإدارية والمالية.
وأكد الأمين الجهوي محمد الحجيرة أن هذا اللقاء يندرج في إطار نهج تواصلي مستمر بين قيادة الحزب ورؤساء مجالس الجماعات الترابية، بهدف توحيد الرؤى وتقوية العمل الجماعي الميداني لخدمة المواطنين، مشددا على أن التنمية الجهوية مسؤولية مشتركة تتطلب تعبئة شاملة وانخراطا جماعيا.
وأوضح الحجيرة أن الحزب يعكف على إعداد خطة جهوية لتأطير الجماعات ومواكبة المشاريع التنموية المبرمجة، داعيا إلى تجاوز منطق التدبير الفردي نحو مقاربة مندمجة تقوم على التشاور والتعاون بين الجماعات المجاورة وبينها وبين المؤسسات المنتخبة على المستوى الجهوي.

وأضاف أن اللقاء يشكل فضاء لتقييم الوضع الراهن وتسطير أولويات المرحلة المقبلة، من خلال تحديد القضايا والمشاريع التي تعرف التعثر والبحث عن حلول عملية لتسريع وتيرتها بتنسيق مع القطاعات الحكومية المعنية.
وشدد الحجيرة على ضرورة تعزيز جسور التواصل مع فريقي الحزب بمجلسي النواب والمستشارين، وكذا مع فريق الحزب بمجلس الجهة، لضمان الترافع المشترك حول الملفات التنموية ذات البعد الترابي.
واختتم كلمته بدعوة وزراء الحزب إلى تقوية التواصل مع رؤساء مجالس الجماعات الترابية والمنتخبين بجهة فاس- مكناس، وتكثيف اللقاءات الميدانية والحزبية، مؤكدا أن الحزب حريص على دعم كل المبادرات التي تصب في خدمة المواطن وترسيخ العدالة المجالية.
من جانبه، أبرز النائب البرلماني إدريس الشبشالي أن هذا اللقاء الجهوي يعكس التزام الحزب بتقوية التنسيق المؤسساتي بين المنتخبين في مختلف المستويات الترابية، معتبرا أن تبادل الخبرات بين رؤساء الجماعات يشكل رافعة أساسية لتحسين الأداء المحلي.
وأشار الشبشالي إلى أن المرحلة الراهنة تتطلب تعبئة كل الطاقات لتسريع تنفيذ المشاريع المتعثرة، خصوصا في مجالات البنية التحتية والخدمات الأساسية، داعيا إلى اعتماد مقاربة واقعية تأخذ بعين الاعتبار خصوصيات كل إقليم وجماعة.
وأكد أن تفعيل مضامين هذا اللقاء من شأنه ترسيخ مكانة حزب الأصالة والمعاصرة كقوة سياسية فاعلة في تنزيل النموذج التنموي الجديد، من خلال حكامة محلية رشيدة، وتنسيق مستمر بين ممثلي الحزب داخل البرلمان والجماعات ومجلس الجهة.
واختتم اللقاء بمداخلات مكثفة لرؤساء مجالس الجماعات الترابية المنتمين للحزب، الذين تطرقوا إلى أبرز القضايا التنموية ذات الأولوية في الجهة، وفي مقدمتها وضعية الطرق والمسالك القروية، وتزويد الساكنة بالماء الصالح للشرب والكهرباء، إلى جانب ملفات التطهير السائل وبرامج التهيئة الحضرية والقروية، وتأهيل البنيات التحتية الثقافية والسياحية، فضلا عن تعزيز خدمات قطاعات الشباب والتعاون الوطني.
كما أثار المتدخلون قضايا التعليم والنقل المدرسي، مطالبين بإصلاح وضعية المؤسسات التعليمية وتوسيع العرض المدرسي بالمناطق القروية والجبلية، إضافة إلى النقص الحاد في الموارد البشرية بقطاع الصحة، خاصة الأطباء والممرضين، والدعوة إلى إحداث مستشفيات جديدة وتجهيزها بالوسائل الطبية الضرورية.
كما دعوا إلى إحداث ملاعب القرب داخل الجماعات الترابية، وإحداث مراكز سوسيو-رياضية ومراكز للتكوين المهني، وتطوير مراكز الإيواء السياحي بالمناطق الجبلية، إلى جانب دعم الفرق الرياضية المحلية، خاصة فرق كرة القدم التي تواجه صعوبات مالية وهيكلية.

وأكد رؤساء مجالس الجماعات كذلك على أهمية إحداث طرق جهوية جديدة تفك العزلة عن المناطق النائية وتقرب المسافات بين المدن والمراكز داخل الأقاليم، باعتبارها رافعة أساسية للتنمية الاقتصادية والاجتماعية، مطالبين في الوقت ذاته بتبسيط مساطر تنفيذ المشاريع التنموية، خاصة تلك المبرمجة في إطار شراكات مع المؤسسات الحكومية والعمومية، بما يضمن تسريع وتيرة إنجازها وتحقيق مردودية أفضل على مستوى تدبير الشأن المحلي.
وشدد المتدخلون في ختام اللقاء على أن عددا من المشاريع تعرف تعثرا بسبب محدودية الميزانيات وتعقيد المساطر الإدارية، داعين إلى الرفع من التنسيق بين الجماعات ومجالس العمالات والجهة، وكذا مع القطاعات الوزارية والمؤسسات العمومية، من أجل تسريع تنفيذ المشاريع ذات الأولوية وتحقيق العدالة المجالية.
إلى ذلك؛ شدد المتدخلون على ضرورة إعطاء الجهة بكل أقاليمها، حصتها في الاستثمارات العمومية ونجاعة تنزيلها لكي تلتحق بركب التنمية المستدامة التي تعرفها باقي جهات وأقاليم المملكة بقيادة جلالة الملك.
كما أكدوا على أهمية تكثيف اللقاءات الحزبية والتكوينية لتبادل الخبرات وتقييم الأداء الجماعي بما يعزز دور الحزب كفاعل رئيسي في التنمية الترابية بجهة فاس- مكناس.


مراد بنعلي