البام يسلط الضوء على التحديات القيمية للأسرة المغربية في عصر الرقمنة خلال لقاء بجماعة سيدي أحمد الشريف

0 491

نظمت؛ الأمانة المحلية لحزب الأصالة والمعاصرة بجماعة سيدي أحمد الشريف، تحت إشراف الأمانة الإقليمية للحزب، لقاء مفتوحا في إطار برنامج “لقاءات القرب”، ناقش موضوع “الأسرة المغربية والتحولات القيمية: الحفاظ على الهوية الثقافية في زمن الثورة الرقمية”، وذلك يوم السبت 31 ماي 2025 بدوار السدريين.

ويأتي هذا اللقاء في سياق وطني يتسم بتنامي النقاش حول التأثيرات الاجتماعية والثقافية للثورة الرقمية، وما يرافقها من تحولات قيمية داخل النسيج الأسري المغربي، خاصة في ظل الانفتاح التكنولوجي السريع وتأثيرات وسائط التواصل الاجتماعي على الأنماط التقليدية للتنشئة الاجتماعية.

اللقاء أطره الدكتور عبد الرحيم العطري، أستاذ علم الاجتماع والأنتروبولوجيا بجامعة محمد الخامس بالرباط، الذي قدم مداخلة أكاديمية تناول فيها التحولات الكبرى التي تعرفها الأسرة المغربية على مستوى البنيات والأدوار والعلاقات، محذرا من مخاطر التآكل القيمي إذا لم تصاحب الرقمنة بسياسات عمومية تعزز الثقافة والهوية وتدعم الأسر في أداء وظائفها التربوية والاجتماعية.

من جانبها، أبرزت السيدة سارة العساوي، عضو المكتب الجهوي لمنظمة نساء الأصالة والمعاصرة بجهة طنجة- تطوان- الحسيمة، الأدوار المتجددة للنساء داخل الأسرة في ظل التحول الرقمي، مشددة على ضرورة دعم النساء وتمكينهن من الأدوات المعرفية والتربوية التي تتيح لهن مواكبة التغيرات دون التفريط في القيم والمكتسبات الثقافية.

وشهد اللقاء حضور نائب الأمين المحلي للحزب يوسف الحمومي، ورئيس مجلس جماعة سيدي أحمد الشريف علي الحضري، إلى جانب عدد من رؤساء مجالس الجماعات الترابية، والأمناء المحليين، ومناضلات ومناضلي الحزب، فضلا عن حضور ساكنة زوار السدريين، وعموم المواطنين من مختلف الجماعات المجاورة.

وتخللت اللقاء مداخلات من الحاضرين أثرت النقاش، خاصة حول دور المدرسة والأسرة والمجتمع المدني في مواجهة تحديات التماهي الثقافي والانفصال القيمي الذي قد تسببه بعض مظاهر العولمة الرقمية.

وفي ختام اللقاء، شدد المشاركون على ضرورة بلورة مقاربات تشاركية تجمع بين الفاعل السياسي والأكاديمي والمدني، من أجل حماية النسيج القيمي للمجتمع المغربي في ظل المتغيرات الرقمية المتسارعة.

ودعا المتدخلون إلى تعزيز دور المؤسسات التربوية والثقافية والإعلامية في ترسيخ قيم الانتماء والتوازن بين الأصالة والانفتاح، مؤكدين أن الحفاظ على الهوية الثقافية لا يعني الانغلاق، بل الانخراط الواعي والمسؤول في العصر الرقمي، بما يضمن للأسرة المغربية أداء أدوارها التاريخية والتربوية والاجتماعية في بناء مجتمع متماسك وقادر على مواجهة تحديات الحاضر والمستقبل.

مراد بنعلي

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.