الحساني: الحزب حقق تراكمات مهمة بفضل مؤسسيه وقيادييه ومناضلاته ومناضليه واستطاع أن يجسد فعل السياسة بشكل مغاير

0 477

وجهت، عضو المكتب السياسي لحزب الأصالة والمعاصرة السيدة فاطمة الحساني، أجمل تحية لمناضلات ومناضلي الحزب بمختلف ربوع المملكة المغربية، وذلك بمناسبة حلول الذكرى 12 للتأسيس.

وذكرت الحساني أنه بقدر ما تمثل هذه الذكرى فرصة للاحتفاء بالحدث، فإنها تمثل مناسبة لتقييم حصيلة المرحلة، التي -رغم قصرها- فإنها كانت إيجابية، على اعتبار أنها بوأت الحزب موقعا هاما في المشهد السياسي الوطني، بل جعلت منه اليوم رقما هاما في المعادلة السياسية ببلادنا، بدليل تموقع الحزب كثاني قوة سياسية في البلاد، وهو أمر لا يخلو من دلالات.

وقالت عضو المكتب السياسي لحزب الأصالة والمعاصرة إنه لن يختلف اثنان، وخاصة مناضلات ومناضلو الحزب الذين انخرطوا فيه عن قناعة واختيار مسبقين، على أن حزب الأصالة والمعاصرة جاء في لحظة فارقة وحارقة، كانت فيها البلاد في أمس الحاجة إلى نخب جديدة تساهم في تجديد الدماء وتواصل في الترافع عن قضايا المواطنين والوطن لاسيما في ظل الظرفية الصعبة التي كان يجتازها الوطن آنذاك وخاصة على خلفية العزوف السياسي الهام، التي سجلته بلادنا سنة 2007. فكان الرهان، تضيف الحساني، آنذاك هو كيف يمكن القطع مع هذا الخطر، وإعادة النقاش والحوار إلى داخل المجتمع حول سؤال جدوى السياسة والفعل السياسي في البلاد.

واسترسلت عضو المكتب السياسي بالقول: “أنا من موقعي كمناضلة في صفوف حزب الأصالة والمعاصرة منذ 2008، انخرطت في الحزب، عن قناعة واختيار إيمانا مني واقتناعا بما اختطه البــــام من رهانات وأهداف انسجمت منذ البداية مع قناعاتي، بأن جدوى وأهمية الفعل السياسي في المجتمع آنذاك كانت تقتضي بالفعل القطع مع الممارسات السياسية السابقة التي كادت تقود المجتمع إلى القطيعة مع السياسة، والتأسيس بدل ذلك لممارسات جديدة تستجيب لتطلعات المجتمع، أو ماسميناه بممارسة السياسة بطريقة مغايرة، وممارسة السياسة في الهامش وبناء مغرب الجهات وممارسة سياسة القرب والإنصات والاشتغال على هموم ومتطلبات الساكنة مع الجميع مهما اختلفنا معهم، لأن المجال يتسع للجميع ويظل المحك هو صدق الممارسة والمعاملة.هذه هي السياسة في أنبل تجلياتها التي رفعها الحزب وناشدها مؤسسوه وعلى أساسها تعاقدنا مع الساكنة ومانزال على الوعد”.

وفي هاته اللحظة وفي حالة من البوح العلني، تعلن الحساني أنها ممتنة لحزب الأصالة والمعاصرة ولمن كان وراء انخراطها في صفوفه ومعتزة بكل مكوناته ومناضلاته ومناضليه مهما اختلفنا، لأن ذاك الاختلاف، هو ما يمنح الحزب خصوصيته .فحزب الأصالة والمعاصرة استطاع أن يصالحني مع نفسي ومع منطقتي وجهتي وأهلي الذين فرقتنا السبل، لأعود إليهم، وأنا أكثر إنصاتا وتواضعا ورغبة وحرصا على مصالحهم باختلاف مشاربهم وانتماءاتهم السياسية، حريصة على خدمتهم عن طريق حزبي وأحزاب أخرى في إطار الترافع ومن مختلف المواقع السياسية التي مكنني منها تفعيلا للديمقراطية الداخلية والتدافع السياسي داخله.

الحساني أكدت في نفس الإطار على أنها تسعى اليوم بكل ما أوتيت من قوة وإمكانيات، وفي غاية التواضع والتفاني على جلب بعض من ثمار التنمية التي يوفرها الوطن لجهتها ومنطقتها، قائلة: “وأشعر بفخر كبير وأنا أساهم مع فرقاء آخرين في شق طريق أو توفير خدمات الماء أو الكهرباء أو توفير ملعب للقرب وأية خدمات أخرى تسمح بها الاختصاصات والإمكانيات، للتخفيف من معاناة الساكنة ناهيك عن السعادة في تقديم خدمات أخرى لهم، لن أفصل فيها لأنها من صميم الواجب والتضامن والتآزر المجتمعي، ومع ذلك تحتسب للحزب”.

واعتبرت المتحدثة أنها ما كانت لتقوم بذلك لولا انخراطها في حزب الأصالة والمعاصرة وإيماني الراسخ بأن الحزب جاء أصلا لخدمة الوطن والمواطنين، وإعادة الثقة في الفعل السياسي في بلادنا ومصالحة الناس مع السياسة والسياسيين، بالطبع هذا الأمر قد يظل نسبيا لاعتبارات عديدة لكن مع ذلك فإن ما تحقق في الساحة، يعد مؤشرا إيجابيا على أن الحزب يمشي على الدرب الصحيح.

الحساني سجلت في سياق متصل على أن ما تحقق من منجزات، وما حققه الحزب من تراكم يعود فيه الفضل لمؤسسيه وقيادييه الذين بصموه بطريقتهم وشخصياتهم الخاصة ومنحوه إضافات نوعية، وأيضا، وخصوصا بفضل مناضلاته ومناضليه سواء في صفوف الشباب، الذين أعتبرهم اليوم من خيرة الشباب المغربي، بما يحوزونه من قدرات وما لهم من جرأة في التعبير عن موقفهم وما يمتلكونه من نفس طويل للنقاش والحوار لمقاربة كل القضايا المجتمعية المطروحة وتقديم الحلول المناسبة لها ، فقط يتعين الثقة في قدراتهم ومأسسة مشاركتهم، تقول الحساني.

أيضا يزخر الحزب بمناضلات مقدامات وقادرات أيضا على الانخراط في الفعل السياسي على قدم المساواة مع الرجال بل منهن قياديات من الطراز العالي، استطعن في اللحظة المناسبة الحسم والفصل وإبداء الرأي السديد، لاحتواء وتطويق الوضع، فقط الظروف السابقة حالت دون أن يقلن كلمتهن. دون أن أنسى قوته الانتخابية الضاربة التي تشكل دينامو الحزب، ناهيك عن منتدياته المختلفة التي تمثل مشتلا للنضال والتفكير وقوة اقتراحية لا تنضب، فقط يتعين الإنصات لمكوناتها، وفتح باب الممارسة في وجوههم في إطار الديمقراطية الداخلية.

وتواصل الحساني حديثها عن تجربتها داخل صفوف حزب الأصالة والمعاصرة قائلة: “لن تكفي الكلمات، ولن تفي للحديث عن حزب الأصالة والمعاصرة الذي انخرطت فيه، وأنا متأكدة بأن باب المستقبل مشرع في وجهه بإذن الله بفضل ما يزخر به من طاقات وكفاءات، للإدلاء بكلمته وتقديم مقترحاته على قدم المساواة مع جميع الأحزاب السياسية التي تسعى إلى خدمة الوطن والمواطنين في ظل وحدة البلاد وحفاظا على ثوابته ومقدساته”.

لحظة الاحتفاء هاته لا يمكن أن تمر، وجزء عزيز من مناضلاته ومناضليه، اختاروا الابتعاد والانصراف عن حزب الأصالة والمعاصرة في وقت هو في أمس الحاجة إليهم، لأن قوة الحزب في وحدته ومناضلاته ومناضليه مهما اختلفت وجهات نظرهم حول كيفية تدبير الحزب، لأن البيت يتسع لجميعنا ولنا ثقة في السيد الأمين العام للاشتغال على هذا الملف ذو الأولوية.

وفي انتظار أن تنجلي الغيوم، وتتوفر شروط التئام المجلس الوطني وعودة المياه إلى مجاريها، وهو ما نرجو أن يتم بإذن الله قريبا، أبعث تحيتي ومحبتي من عاصمة البوغاز للجميع في انتظار أن نلتقي جميعا في أقرب الآجال، ولاسيما بعد أن يرفع الله عنا هاته الجائحة ويخرج منها بلدنا منتصرا، وما ذلك على الله بعزيز. وكل عام ومناضلات ومناضلي الحزب بألف خير، تختم الحساني.

مراد بنعلي

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.