الخبير الأمريكي كونتوروفيتش: اعتراف إدارة ترامب بسيادة المغرب على الصحراء ليس خروجا جذريا عن السياسة الأمريكية السابقة

0 525

اعتبر، الأستاذ في كلية أنتونين سكاليا للقانون بجامعة جورج ميسون ورئيس مركز الشرق الأوسط والقانون الدولي، يوجين كونتوروفيتش، أن إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، حققت نجاحا آخر على مستوى “صنع السلام” بين العالم الإسلامي وإسرائيل من خلال الخطوة المعلن عنها مؤخرا بخصوص تطبيع العلاقات بين المغرب وإسرائيل.

وأضاف الخبير الأمريكي ضمن مقال رأي نشرته Newsweek magazine (نيوزويك)، أن الاعتراف الأمريكي بالسيادة المغربية على الصحراء يعد واحد من أوجه التطور الطبيعي فيما يتعلق بموقف الولايات المتحدة الأمريكية من هذه القضية.

وانتقد كونتوروفيتش ما جاء في مقالين لكل من مستشار الأمن القومي السابق جون بولتون ووزير الخارجية السابق جيمس بيكر، حيث اعتبرا أن الاعتراف هو خروج جذري عن السياسة الأمريكية ومعايير القانون الدولي. وأضاف المتحدث بالقول: “أستغرب من هجومات من دعموا لفترات طويلة السياسات غير الناجحة لحل النزاع، والحال أن كل ما جاء في مقالي بولتون وبيكر مجرد ادعاءات ليس لها أي أساس من الصحة”.

بالمقابل، نبه الخبير الأمريكي إلى أن الصحراء لم تكن يوما دولة مستقلة على الإطلاق، بل كانت مستعمرة إسبانية إلى حدود سنة 1975، وحينها استعاد المغرب صحراءه باعتباره “أقاليم جنوبية” بغض النظر عن النزاع المفتعل الذي أججت ناره “جبهة البوليساريو” المدعومة من الجزائر.

إلـــى ذلك، ذكر كونتوروفيتش أن هذا الخروج الإعلامي لبولتون وبيكر في حقيقة الأمر لا أثر ولا تأثير له نهائيا، وبيكر الذي عمل كمبعوث خاص للأمم المتحدة لقضية الصحراء، باءت مبادرته لحل النزاع ب “الفشل” لأنه تفتقد إلى الواقعيــــة والأساس القانوني، و”الاستفتاء” كان غير قابل للتطبيق قبل سنوات وهو اليوم خيار لا يستحق الذكر. لكن بيكر يفضل أن تظل المنطقة عالقة في مأزق دبلوماسي إلى الأبد بدلاً من دفع الولايات المتحدة الأمريكية إلى الأمام للمضي نحو إيجاد الحل.

وأبرز الخبير الأمريكي أن اعتراف إدارة ترامب بالسيادة المغربية ليس خروجا جذريا عن السياسة الأمريكية السابقة، بل هو تطور طبيعي لها، فالولايات المتحدة الأمريكيـــة لم ترفض مطلقًا المطالب المغربية، وتحدثت فعلا بشكل إيجابي عن خطة قدمتها الرباط من شأنها أن تبقي الصحراء تحت سيادتها ولكن مع تنزيل “حكم ذاتي” لفائدة الصحراويين، وهو بالضبط ما أيده ترامب رسميًا.

ويضيف كونتوروفيتش أن وزارة الخارجية الأمريكية في عهد الرئيس جورج ولكر بوش مبادرة “الحكم الذاتي” تحت السيادة المغربية، وهو نفس التوجه الذي أيده بيان مشترك للمغرب والولايات المتحدة الأمريكية سنة 2013، حيث أوضح ذلك الرئيس الأمريكي باراكا أوباما بقوله: “الولايات المتحدة الأمريكية تعتبر أن خطة الحكم الذاتي المغربية جادة وواقعية وذات مصداقية”. وقد كرر مسؤولو وزارة الخارجية الأمريكية هذا الرأي في عام 2016 ، يسترسل كونتوروفيتش، بعد أن أشار الأمين العام السابق للأمم المتحدة بان كي كون إلى منطقة الصحــــــــراء على أنها “محتلة” قبل أن يعتـــــــــــذر بسرعة ويدعي أنه لم يتحدث عن عمد.

مــــــراد بنعلي

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.