“الصحراء، أفول الشمولية” .. خبير إسباني يدق مسمارا آخرا في نعش “الانفصالية”

0 265

احتضن مقر مجلس المستشارين بالرباط، مساء الثلاثاء 09 نونبر الجاري، حفل تقديم كتاب “الصحراء، أفول الشمولية” للكاتب والمحامي الإسباني خوسي ماريا ليزونديا.

ويعتبر هذا الكتاب، الذي ترجمه إلى العربية عبد الرحمان لعوينة، ثمرة تعاون بين المندوبية السامية لقدماء المقاومين وأعضاء جيش التحرير، التي تكلفت بنشره، وبين معهد الدراسات الصحراوية

وفي كلمة له نوه النعم ميارة، رئيس مجلس المستشارين، بمجهودات الباحث الإسباني الذي خصص خمسة مؤلفات لقضية الصحراء، تتناول جوانب مختلفة منها.

وقال ميارة إن “أفول الشمولية” التي يتحدث عنها الكتاب ليست سوى نهاية وأفول أطروحة الانفصال، معبرا عن استعداد مجلس المستشارين لفتح أبوابه أمام كل الباحثين والكتاب خدمة لقضية الصحراء.

من جهته، اعتبر الباحث خوسي ماريا ليزونديا أن كتاب “الصحراء، أفول الشمولية” جاء ردا على كتابات العديد من الإسبان حول قضية الصحراء والمسيرة الخضراء التي يعتبرونها “خدعة سياسية من الحسن الثاني”، كما يزعمون أن الجماهير التي شاركت في المسيرة “تم إجبارها ولم تأت طواعية”.

وخلافا لعدد من المقاربات الإسبانية المتعسفة، قال خوسي ماريا ليزونديا إن حشود المتطوعين من كل فئات وشرائح المجتمع ومن سائر ربوع الذين شاركوا في المسيرة الخضراء انطلقوا اتجاه الأراضي الصحراوية بهدف إنهاء الاستعمار الإسباني وتحقيق الالتحام مع إخوانهم الصحراويين.

وأشار الكاتب والمحامي الإسباني إلى أن المؤلفات الإسبانية لم تتناول المسيرة الخضراء باعتبارها حدثا تاريخيا عظيما، ولم تبحث في دلالاتها ومعانيها وظروف تنظيمها المحكم، ولم يتعدّ تركيزها بعض المعطيات الكمية التي تستند بالأساس إلى تخمينات وتكهنات لا أساس لها من الصحة، مصرين بذلك على تجاهل كل الحقائق والوقائع ذات الطابع الكيفي.

وذهب ليزونديا إلى أن الجماهير التي شاركت في المسيرة الخضراء لم يكن في انتظارها أي مغانم مادية تسعى إليها، كما أن توغلها في فيافي الأقاليم الصحراوية لم يكن بداعي الجهاد ضد الكفار ولا بداعي نشر الدعوة الإسلامية؛ فالمشاركون لم يكونوا مطلقا مجموعة من الغزاة يحركهم الطمع في الاستيلاء على أراضي الغير، مشيرا إلى أنهم كانوا يدركون أن وجودهم في الصحراء وجود عابر ومؤقت ومرتبط بإنجاز مهمة محددة، يعودون أدراجهم بعد إنجازها.

وسجل مؤلف كتاب “الصحراء، أفول الشمولية” أن المسيرة الخضراء وضعت حدا لأطماع الانفصاليين ومن يدعمهم، ووضعت في الوقت نفسه منظمة الأمم المتحدة أمام واقع يأبى أن يرتفع، مشيرا إلى أنه بفضل المسيرة الخضراء تسارعت الأحداث وتبين فيما بعد أن جبهة “البوليساريو” كانت ضحية أنظمة معادية للمغرب.

من جهة أخرى، اعتبر الكاتب الإسباني أن الركائز التاريخية التي ساهمت في قيام جبهة “البوليساريو” انتهت وتلاشت، مما يؤدي بالتبع إلى فشل مشروعها.

من جانبه، قال مصطفى الكتيري، المندوب السامي لقدماء المقاومين وأعضاء جيش التحرير، في تقديمه لكتاب “الصحراء، أفول الشمولية”، إن الكتاب رؤية غير معتادة وقراءة من زاوية نظر جديدة، أعدته شخصية أكاديمية إسبانية خصت معضلة الصحراء بخمسة كتب، أفردت لتفنيد الأخطاء والطرح المغرض الذي تقدمه “البوليساريو” وداعموها، بالإضافة إلى تحديده لمجموعة من المفاهيم غير الصحيحة التي بني عليها خطاب الانفصال.

واعتبر الكتيري أن هذا الكتاب يعتبر مسمارا آخرا يدق في نعش فلول الانفصاليين وأزلامهم الذين لم تزدهم معاناة المحتجزين إلا أن يعمهوا في طغيانهم وتجبرهم، وأن يمكروا مكرا كبارا، حتى يظل مجتمع بكامله رهن الاحتجاز ليقضوا به مآرب أسيادهم ممن يحركونهم من وراء الستار.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.