العبدي لرئيس الحكومة: واقع الوضعية الاقتصادية ببلادنا اتسم دائما بالهشاشة وبضعف الأداء والتنافسية على كافة الأصعدة

0 485

قال رشيد العبدي، رئيس فريق الأصالة والمعاصرة، إن ” السياسة الاقتصادية المنتهجة لم تستطع معالجة الفقر والرفع من الدخل الفردي السنوي للمغاربة، الذي لا يتجاوز 5456 دولار، مما يجعل المغرب يحتل أحد المراتب المتأخرة عالميا (المرتبة 122 على الصعيد العالمي)، وهو ما يفسر التواضع الكبير للقدرة الشرائية للمستهلك المغربي”.

وأضاف العبدي في مداخلته، خلال جلسة مسائلة رئيس الحكومة حول السياسات العمومية، التي عقدت بعد زوال اليوم الاثنين 1 فبراير 2021، “هذا فضلا عن إنهاككم للقدرة الشرائية للمواطنات والمواطنين، ولم تستطيعوا مراجعة السياسة الأجرية ومنظومة التقاعد، والإفراج عن الترقيات، وإصلاح منظومة الدعم الاجتماعي ومعالجة إشكالية البطالة التي وصلت لأرقام قياسية في الآونة الأخيرة (13%)”.

كما توقف العبدي عند غياب إجراءات وتدابير عملية تحفز على استهلاك المنتجات المغربية المنشأة من طرف المستهلك المغربي على قلتها، خاصة وأن استهلاك الأسر يعتبر المحرك الرئيسي للنشاط الاقتصادي، حيث يمثل ما يقارب 59% من الناتج الداخلي الخام، وتساهم بنسبة 2,4 نقطة في نمو الناتج الداخلي الخام بين 1999 و2019 وفق معطيات وزارة الاقتصاد والمالية؛

ومن جهة أخرى، اعتبر العبدي أن سياسة الانفتاح التي انتهجها المغرب من خلال إبرام العديد من اتفاقيات التبادل الحر، لم توازيها الحكومة بإجراءات الدعم والمواكبة للمقاولات الصغرى والمتوسطة، والعمل على تعبئة الفرص التي تتيحها لتسويق المنتوجات الوطنية وتنويع الأسواق الخارجية، وتفعيل المنظومة التشريعية المتعلقة بالحماية التجارية والتدابير المضادة للإغراق.

وخاطب العبدي رئيس الحكومة بالقول، “لم تقدموا، السيد رئيس الحكومة، حلولا واقعية وملموسة لمعالجة إشكالية القطاع غير المهيكل، والذي لم تنجح كل التدابير الضريبية التي تم اتخاذها بهدف استيعابه إلى حد الآن، وخاصة من خلال سن نظام المقاول الذاتي”. مشيرا إلى أن دعم المنتوج الوطني ليس بقرار تقني أو سياسة قطاعية معزولة، أو مجرد تدبير روتيني وظرفي يمكن القيام به في أية لحظة، وإنما هو اختيار اقتصادي واجتماعي استراتيجي، بسياسات عمومية أفقية متجانسة ومنسجمة في الأهداف والغايات.

واعتبر العبدي واقع الوضعية الاقتصادية ببلادنا اتسم دائما بالهشاشة وبضعف الأداء والتنافسية وقلة مصادر النمو والعجوزات الهيكلية على كافة الأصعدة، وقد تضافرت عدة عوامل لإنتاج هذه الوضعية، منها ما هو مرتبط بتواضع وقصور السياسات العمومية المتعاقبة المنتهجة من قبل حكومتكم والحكومات السابقة، ومنها ما هو مستجد ومرتبط بتداعيات جائحة كوفيد 19، الذي فضح هذا الواقع بشكل صارخ.


خديجة الرحالي

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.