القيادة الجماعية تستحضر بدورة المجلس الوطني روح وقيم المسيرة الخضراء وتدعو للتسلح بالعقلانية والحس الإنساني في التفاعل مع القضايا الوطنية والدولية

0 303

أكد السيد محمد المهدي بنسعيد عضو القيادة الجماعية للأمانة العامة لحزب الاصالة والمعاصرة، أن الدورة 30 للمجلس الوطني هي موعد حزبي للتواصل مع السيدات والسادة أعضاء المجلس الوطني ومن خلاله مع جميع مناضلات ومناضلي الحزب في مختلف الجهات والأقاليم، والتواصل أيضا مع المواطنات والمواطنين.

وأكد بنسعيد في كلمته أمام برلمان البام اليوم السبت 31 ماي الجاري، “أن المرحلة الدقيقة التي نعيشها اليوم مليئة بالتحديات والرهانات، وهذه الأخيرة تضع على عاتقنا مسؤولية كبيرة كحزب داخل الأغلبية الحكومية، وتفرض علينا جميعا مواجهتها بشكل عقلاني، إنساني وحكيم خلال تفاعلنا مع جميع القضايا الوطنية، والدولية الراهنة”.

وفي مقدمة هذه القضايا، يبرز بنسعيد، قضيتنا الوطنية الأولى، قضية الصحراء المغربية تتصدر التي تصب في انشغالات واهتمامات الحزب، مشيرا الى “أننا هذه السنة نعيش على وقع ذكرى استثنائية للمسيرة الخضراء، وهي الذكرى الخمسين، فإنه من المهم أن التذكير بأن هذا الحدث لم يكن مجرد مناسبة عابرة بل كانت فكرة عبقرية قادها ملك عبقري المغفور له الملك الحسن الثاني رحمه الله، جسدت قيم السلام والتضامن والإنسانية، وهي الطريق التي اختارتها المملكة المغربية في وقت كان العالم يعرف فيه حروبا باردة وأخرى قاتلة، لنثبت للعالم أن الطريق الأقل تكلفة للتحرر والتنمية يأتي عبر مسيرة السلم ونضال السلام”.

واعتبر عضو القيادة الجماعية أن الروح، التي أبان عليها المغاربة، نساء ورجالا، حينما استجابوا لنداء الوطن، من واجبنا الحفاظ عليها، مشيرا إلى أن الإنجازات الدبلوماسية التي حققتها المملكة المغربية اليوم، لا يمكن إخراجها عن روح المسيرة الخضراء، بحيث أنه مرة أخرى في وقت يشهد فيه العالم حروبا بشعة على الأرض وأخرى اقتصادية، فإن المغرب اختار العمل السلمي المتمثل أولا في التنمية الاقتصادية والاجتماعية للأقاليم الجنوبية عبر مشاريع كبرى نفتخر بها، وثانيا عبر عمل دبلوماسي يقودهما بكل حكمة وتبصر صاحب الجلالة الملك محمد السادس نصره الله.

وقال بنسعيد، ” فإن كانت المسيرة الخضراء، مسيرة بالأقدام، فنعيش اليوم مسيرة بالعقول، نحو تنمية اقتصادية واجتماعية شاملة، من تطوير الصناعات الكبرى، إلى الطاقات المتجددة، مرورا بالبنى التحتية والدعم الاجتماعي المباشر والنجاحات الدبلوماسية، أثمرت عن اعترافات وازنة من طرف الإدارة الأمريكية والدول قادة الاتحاد الأوروبي، فضلا عن أشقائنا في إفريقيا والشرق الأوسط”.

وأضاف بنسعيد، “إيمانا بالأدوار الدستورية التي نلعبها كحزب سياسي، فإن أكبر الرهانات التي تبقى مطروحة علينا كمناضلين داخل هذا الحزب كل من موقعه، هو تعزيز مستوى الدبلوماسية الحزبية والبرلمانية، ولهذا انخرطنا بكل اقتناع في منظمة الليبرالية الدولية، والتي تجمع الأحزاب الليبرالية والليبرالية الاجتماعية في مختلف دول العالم، من أجل الدفاع عن القضايا الوطنية العادلة ومصالح بلادنا وشعبنا، ولكن داخل هذا المجلس الوطني هناك طلبة وشباب، مهندسين وأطباء، محامون وأساتذة، فنانون واقتصاديون، حرفيون وتقنيون، وكل منا يجب أن يلعب دوره في هذا الإطار”.

وزاد بنسعيد مسترسلا في كلمته، “في إطار القضايا الوطنية، فإنه لا يمكن أن نمر دون الحديث عن ما يتعرض له الشعب الفلسطيني من انتهاكات خطيرة بقطاع غزة من طرف قوات الإحتلال، وفي هذا الإطار فإن حزب الأصالة والمعاصرة جدد عبر كل بلاغات اجتماعات مكتبه السياسي التأكيد على دعمه الكامل للقضية الفلسطينية، والشعب الفلسطيني الشقيق، في حقوقه العادلة والمشروعة، وهو الموقف الذي عبر عنه جلالة الملك، في جميع المحافل الإقليمية، والدولية”.

كما توقف عضو القيادة الجماعية عند القضية الفلسطينية، التي كانت دائما حاضرة في اهتمامات الحزب وتتصدر أولوياته، وسبق لقيادة الحزب زيارة القدس الشريف، في دعم واضح وصريح للسلطة الفلسطينية الممثلة الشرعية للشعب الفلسطيني وحقوقه العادلة المتمثلة في إقامة دولة فلسطينية مستقلة وعاصمتها القدس الشريف، وهو الحل الوحيد والأوحد الذي يمكنه إيقاف كل ما تشهده المنطقة من اضطرابات وانقسامات وتجنيب العالم الدخول في حروب ستكون تكلفتها باهظة على الشعوب، وهو الحل الوحيد والأوحد لتنتصر المبادئ الإنسانية.

واعتبر بنسعيد أن القضية الفلسطينية قضية وطنية، وفي نفس مرتبة قضية الصحراء المغربية، فإن القضايا الوطنية، هي قضايا الجميع، ولا تخضع لأي مزايدات من أي نوع كانت، أو منطق الحسابات السياسوية الضيقة.

تحرير: خديجة الرحالي/ تصوير: ياسين الزهراوي

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.