اللجنة الأمازيغية بالمجلس الوطني تنظم يوما دراسيا لأساتذة اللغة الأمازيغية

0 193

نظمت، اللجنة الأمازيغية المنبثقة عن المجلس الوطني لحزب الأصالة والمعاصرة يوما دراسيا وطنيا لفائدة أساتذة اللغة الأمازيغية بالمقر المركزي للحزب بالرباط، يوم السبت 1 نونبر الجاري، وذلك بمشاركة واسعة حضوريا وعن بُعد.

ويأتي هذا اللقاء في سياق دينامية تشاورية وطنية، توجتها استمارة ميدانية مكنت من رصد دقيق للعراقيل والتحديات المرتبطة بورش تعميم الأمازيغية.

وافتتح، رشيد بوهدوز، رئيس اللجنة الأمازيغية، أشغال اليوم الدراسي بتهنئة جلالة الملك محمد السادس والشعب المغربي على النصر التاريخي الذي حققته قضية الصحراء المغربية في مجلس الأمن، مؤكدا أن المغرب يعيش مسيرتين متكاملتين: المسيرة الخضراء التي أبدعها جلالة المغفور له الملك الحسن الثاني لتوحيد التراب، ومسيرة العودة إلى الذات التي رسّخها جلالة الملك محمد السادس، والتي شهدت عودة قوية للأصل والهوية الأمازيغية بعد عقود من التهميش.

وشدّد بوهدوز على أن الأمازيغية هي “تربة الأصل” التي تزهر فوقها روافد الهوية المغربية، وأن تثبيت الأصل شرط لازدهار الفروع، موجّهًا التحية لنساء ورجال التعليم باعتبارهم طليعة هذه المسيرة وحَمَلة مشعل إحياء الهوية الوطنية، وما يؤدّونه من رسالة سامية تتجاوز حدود الوظيفة.

للإشارة، تضمّن البرنامج عرضًا افتتاحيًا لخلاصات التفاعل مع الاستمارة وما أبرزته من مؤشرات مقلقة بشأن المناهج، وأدوات التقويم، ونقص الموارد البشرية والوسائل الديداكتيكية، وكذا الفجوة بين المرجعيات والتنزيل على مستوى المديريات والمؤسسات.

إثر ذلك، تداول الأستاذات والأساتذة المشاركون في واقع تعميم الأمازيغية داخل المؤسسات التعليمية، مطالبين بإيلاء الملف الأهمية القصوى والترافع الفعّال عنه في الواجهتين التشريعية والتنفيذية، ومثمنين انفتاح اللجنة والحزب على هذا الورش الحيوي. وقد عكست المداخلات عمق الإحساس بالمسؤولية الوطنية لدى الأساتذة ورغبتهم في أن تتحول الأمازيغية من التزام رمزي إلى ممارسة مؤسساتية يومية.

وقد أدار أشغال اليوم الدراسي يوسف أوتوحي، فيما أثرى النقاش حضور الدكتور لحسن أمقران، الباحث بالمدرسة العليا للتربية والتكوين، من خلال مداخلة علمية قاربت سبل الارتقاء بتدريس الأمازيغية وتقويم أثرها في الفصول الدراسية.

واختتم اللقاء ببلورة حزمة من التوصيات العملية التي تعهّدت اللجنة الأمازيغية برفعها رسميا إلى رئيسة المجلس الوطني وإحالتها إلى القطاعات الحكومية المعنية، مع الالتزام بالترافع المؤسّسي من أجل تنزيلها.

وشملت هذه التوصيات تأمين قاعاتٍ قارةٍ مجهّزة وتوفير العُدَد والوسائل البيداغوجية اللازمة، والرفع التدريجي من الغلاف الزمني للمادة مع تقليص عدد الأفواج وتوحيد تدبير استعمالات الزمن؛ وإرساء برنامج وطني للتكوين المستمر حضوريًا وعن بُعد يتضمن وحدات في ديداكتيك الأمازيغية، وتقويم التعلمات، وإنتاج الموارد الرقمية.

كما دعت إلى إصدار مذكّرات تنظيمية صريحة تحدّد الغلاف الزمني وعدد الأفواج ومسؤوليات الأطراف، وإنشاء منصّة رقمية وطنية لتقاسم الممارسات الجيدة وتوثيق الموارد وإتاحة بنك للدروس والأنشطة القابلة لإعادة الاستخدام.

واعتمدت التوصيات آليات حوكمة وتتبع نصف سنوية تشمل لجنة قيادة مشتركة بين اللجنة والفاعلين التربويين، ومؤشرات أداء واضحة (نِسَب التغطية المؤسسية، عدد التكوينات المنجَزة، الساعات الفعلية لكل فوج، ومعدّل توفّر الوسائل)، مع تقارير دورية تُرفع إلى رئاسة المجلس الوطني والقطاعات المعنية قصد التقييم والتصحيح المستمر.

وتجسّد هذه التوصيات خريطة طريق عملية تضع المدرسة المغربية في صلب ورش تفعيل الطابع الرسمي للغة الأمازيغية.

وفي السياق ذاته وفي ختام اليوم الدراسي، أكد رئيس اللجنة أن هذا الموعد يشكّل محطة تحضيرية لمناظرة وطنية كبرى ستنظمها اللجنة باسم الحزب مستقبلا، بمشاركة الفاعلين والوصيين على القطاع والخبراء، قصد الانتقال من التشخيص إلى حلول قابلة للتنفيذ تعزّز حضور الأمازيغية ومكانتها داخل المدرسة المغربية.

الشيخ الوالي

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.