المجلس الإقليمي لتطوان يقر سلسلة اتفاقيات لتنمية البنيات والخدمات في مختلف جماعات الإقليم
صادق المجلس الإقليمي لتطوان، بالإجماع على مجموعة من الاتفاقيات التنموية خلال انعقاد دورته العادية لشهر يونيو، التي احتضنها مقر عمالة الإقليم برئاسة السيد إبراهيم بنصبيح، رئيس المجلس، وبحضور عامل الإقليم السيد عبد الرزاق المنصوري، إلى جانب عدد من رؤساء المصالح اللاممركزة وأعضاء المجلس وأطر وموظفي المجلس والعمالة.
واستهلت أشغال الدورة بكلمة تهنئة من رئيس المجلس إلى جلالة الملك محمد السادس، والأسرة الملكية، وكافة ساكنة الإقليم، بمناسبة عيد الأضحى المبارك، كما أبرز أهمية جدول الأعمال الذي ضم مشاريع تنموية في قطاعات اجتماعية وثقافية ورياضية وبيئية.
وناقش المجلس وصادق بالإجماع على 16 نقطة توزعت بين اتفاقيات شراكة مع جماعات ترابية ومؤسسات عمومية وجمعيات، إضافة إلى مبادرات لدعم البنيات والخدمات الأساسية، وتعيين عضو منتدب لدى مجلس مؤسسة المعهد المتخصص في فنون الصناعة التقليدية بتطوان.
وشملت الاتفاقيات تهيئة المسلك الرابط بين المركز والمورد والمنطقة الصناعية “تطوان بارك” بشراكة مع جماعة السوق القديم، واقتناء مرافق صحية متنقلة لفائدة جماعتي أزلا وزاوية سيدي قاسم، ودعم التعليم الأولي بشراكة مع المديرية الإقليمية للتربية الوطنية والمؤسسة المغربية للنهوض بالتعليم الأولي، واقتناء شاحنة رافعة للإنارة العمومية لفائدة جماعة بني سعيد، وتعديل اتفاقية سابقة مع جماعة أزلا لاقتناء شاحنة لجمع النفايات، وأخرى مماثلة مع جماعة زاوية سيدي قاسم، واقتناء سيارة نفعية لجماعة أولاد علي منصور، ودعم قطاع الصحة النفسية عبر اتفاقية مع المندوبية الإقليمية للصحة وجمعية أصدقاء المرضى النفسانيين بمستشفى الرازي.
وشملت الاتفاقيات أيضا تدبير وتسيير عدد من الملاعب بشراكات متعددة، منها ملعب واد لو مع جماعة واد لو والجمعية الرياضية أولمبيك واد لو، وملعب أمسا مع جماعة زاوية سيدي قاسم وجمعية وفاق أمسا، وملعب “تمودة” بتطوان مع جماعة تطوان وجمعية تطاون للدعم الرياضي، إلى جانب دعم المسرح الكوميدي بشراكة مع المديرية الإقليمية للثقافة وجمعية “كوميديا آرت”، ودعم العمل الإعلامي من خلال اتفاقيتين مع الجمعية المتوسطية للصحافة الرقمية والجمعية المغربية للصحافة، خاصة ما يتعلق بمؤتمر صحفيي الضفتين، ودعم المهرجان الوطني للمسرح بتطوان بشراكة مع جمعية “تطاوان أسمير”، وتعيين عضو منتدب في مجلس المعهد المتخصص في فنون الصناعة التقليدية.
وشهدت الدورة نقاشات طبعها الإجماع والتوافق حول سبل تحسين الخدمات العمومية، خصوصا في العالم القروي والمجالات الساحلية، وأكد الحضور أهمية المشاريع المصادق عليها في تعزيز العدالة المجالية وتقليص الفوارق الاجتماعية.
وفي تصريح له عقب انتهاء أشغال الدورة، قال السيد بنصبيح: “نحن اليوم أمام محطة حاسمة لترسيخ رؤية تنموية شمولية تستجيب لحاجيات الساكنة، خصوصا في المجالات الصحية والرياضية والثقافية. وأضاف أن المصادقة بالإجماع على هذه الاتفاقيات تترجم روح الانسجام داخل المجلس، وتعكس التزام الجميع بخدمة الإقليم وتطوير بنياته الأساسية في إطار من العدالة المجالية والتضامن الترابي”.
من جانبه، نوه عامل إقليم تطوان في مداخلة له بالدينامية التي يعرفها المجلس الإقليمي، مشددا على أهمية التسريع في تنفيذ الاتفاقيات الخاصة بالمرافق الصحية المتنقلة استعداداً لموسم الصيف، داعيا إلى الالتزام بالآجال وتوفير التمويل اللازم لضمان جاهزية التجهيزات مع بداية يوليوز.
ودعا أيضا إلى تطوير تصور جديد لتأهيل الشواطئ عبر برنامج “اللواء الأزرق” من خلال شراكات مع جهات راعية لتدبير الشواطئ وفق معايير الاستدامة، مشيدا بالتجارب مع شركتي “أمانديس” و”لافارج”، كما شدد على ضرورة اعتماد مقاربة شمولية في دعم الصناعة التقليدية من خلال التكوين والتشغيل وتحفيز الطلب، ودمج الحرف التقليدية في البناء والتعمير، مع تضمين دفاتر التحملات مقتضيات تلزم بتوظيف الحرفيين المحليين.
وأكد عامل الإقليم على ضرورة إحداث مركز استشفائي جهوي متخصص في الأمراض النفسية والعقلية بمدينة تطوان، نظرا لمحدودية الطاقة الاستيعابية للمراكز الحالية، التي تستقبل مرضى من أقاليم متعددة، مشددا على أن العلاج حق مكفول لكل مريض، وأن التخلي عن المرضى يطرح إشكالات قانونية وأخلاقية تتطلب معالجة مؤسساتية عادلة.
ونوه بالدينامية الاقتصادية والسياحية المستمرة التي يشهدها الإقليم على مدار السنة، ما يستدعي تحسين جودة الخدمات العمومية، خاصة في مجالي النقل والصحة.
مراد بنعلي