المحرشي: نعلن انخراطنا الكامل لتفعيل النموذج التنموي الجديد لبلادنا ومساهمتنا في مواصلة الأوراش الإصلاحية التي أطلقها جلالة الملك على شتى الأصعدة

0 933

قال عضو المكتب السياسي لحزب الأصالة والمعاصرة والمستشار البرلماني السيد العربي المحرشي، إن خطاب جلالة الملك وكما هو معهود منذ 20  سنة  لتولي جلالته الحكم، يتضمن (الخطاب) كل سنة توجيهات جديدة حول الاستراتيجيات الكبرى للبلد.

وأضاف المحرشي في حديث صحافي  مع جريدة أصوات بقوله: “اليوم وبعد مرور 20 سنة، تحدث جلالة الملك حول الحصيلة التي كانت جد ايجابية والتي تمثلت في الإنجازات الكبرى والمهمة التي تحققت على عهده خلال العقدين الماضيين”، إنجازات، يوضح المحرشي، شملت العديد من المشاريع على مستوى البنيات التحتية، والقطاع الصناعي الذي شهد تطورات مهمة وملحوظة بالنسبة لبلادنا (صناعة السيارات، صناعة الطائرات ..) إضافة إلى مشاريع كبرى شملت القطار فائق السرعة “التي جي في” والميناء المتوسطي “طنجة ميد” إلى غير  ذلك من المشاريع الكبرى والمهيكلة.

ورغم هذه الانجازات الضخمة ببلادنا والتي أثارت إعجاب العديد من الدول وفي بعض المواقف سجلت بعض الدول مبادرات للحاق بركب بلادنا رغم كل النواقص والأعطاب، إلا أن جلالة الملك غير راض نهائيا عن ما أنجز رغم آثاره الايجابية، يسترسل المحرشي، فجلالة الملك تحدث في خطاب العرش ل 30 يوليوز 2019 عن فئة عريضة من المواطنين المغاربة تعيش الفقر وهو ما جعل جلالته يشعر بالألم الشديد، وهذا الشعور نابع من غيرته على الرعايا الأوفياء.

وذكر المحرشي في هذا السياق، أن العدالة الاجتماعية، وبناء على التوجيهات الملكية السامية، مطلوب اليوم تفعيلها في بلادنا شأنها شأن توزيع الثروة بين كل المغاربة بشكل متساو.

وقال المحرشي في سياق متصل: “ولهذا نحن كسياسيين ومسؤولين يجب علينا بذل المزيد من الجهد و العطاء والانخراط في المسلسل الإصلاحي الذي أعلن عنه جلالة الملك وتحقق فيه الكثير”.

واعتبر المحرشي أنه في الوقت الراهن يتم الإعلان عن استراتيجية جديدة بعد تسجيل العديد من الثغرات فيما يخص المنجزات، فعلى سبيل المثال ومنذ سنة 1999 إلى سنة 2011 التي صوت فيها المغاربة على الدستور كان رهان هؤلاء في حدوث تحول جذري وإضافي بالموازاة ما تحقق سابقا (هيئة الإنصاف والمصالحة، تقرير الخمسينية، إصلاح القضاء وأوراش إصلاحية أخرى ..)، حيث كان يتوقع مع الدستور الجديد الذي يتيح صلاحيات كبيرة لمن يتحملون المسؤولية وبالتالي حدوث مزيد من الإصلاح والتغيير الإيجابيين.

إلا أن الواقع يحيل على وجود مؤشرات تنبئ بالخطورة، يقول عضو المكتب السياسي لحزب الأصالة والمعاصرة، فالتقرير الأخير لوالي بنك المغرب يتحدث عن عراقيل وهنا نذكر بكون الخطاب الأخير لجلالة الملك دعا الجميع إلى التعبئـــة من أجل مواصلة الإصلاحات الكبرى التي تنخرط فيه بلادنا.

وأوضح المحرشي أن بلادنا كانت تحقق ما بين 1999 و2011 مؤشر نمو بين 4 و4.5 في المائة، لكن وبعد  دستور 2011 وتمكين الحكومة من صلاحيات واسعة تراجعت نسبة النمو إلى نصف النسبة المشار إليها سلفا، وهذا التراجع غير مفهوم وغير واضح. وفيما يتعلق بالبطالة فقبل دستور 2011 كان الحديث عن 8.5 في المائة بينما وصل الوضع في بلادنا اليوم إلى 10 في المائة، وكل ذلك، يتطلب انخراط الجميع دون اعتبار لألوانهم السياسية في التعبئة، المشاركة، والتعاون والمساهمة من أجل تنزيل الاستراتيجية التي جاءت في خطاب جلالة الملك وكذا باقي الأوراش الإصلاحية التي تم إطلاقها في العهد الجديد.

وكشف المحرشي أنه وبعد خطاب الملك في ذكرى عيد العرش، سيعقد المكتب السياسي لحزب الأصالة والمعاصرة اجتماعا من أجل التداول ومناقشة مضامين الخطاب وسيعلن بشكل رسمي انخراطه في الأوراش الكبرى التي دعا إليها جلالة الملك، وأعرب المحرشي عن الاستعداد الكامل لحزب الأصالة والمعاصرة الانخراط في تحقيق هذه الأوراش بما في ذلك المساهمة من داخل اللجنة التي أوكلت إليها مهمة صياغة النموذج التنموي، حيث أن الملك كان قد أكد في مناسبة سابقة (أزيد من سنة ونصف) على أن الأحزاب السياسية ومكونات أخرى تقع عليها مسؤولية إغناء مضامين النموذج التنموي بأفكار ومقترحات. ولكن اليوم فجلالة الملك حدد الزمان والمكان بخصوص اللجنة التي ستشتغل على النموذج من أجل أن ترفع هذه الأخيرة في تقريرها (أن ترفع) الحقيقة إلى جلالة الملك وإن كانت مؤلمة.

وعبر المحرشي عن تفاؤله في العمل الذي ستقوم به لجنة إعداد النموذج التنموي خصوصا وأنه ستضم أطيافا سياسية مختلفة وأطرا من ذوي الاختصاص لصياغة “النموذج التنموي” المنشود، خاصة وأن جلالة الملك نوه إلى ضرورة الانفتاح على التجارب الدولية للاستفادة منها إيجابيا لصالح بلادنا.

وتحدث المحرشي عن منجزات بلادنا دبلوماسيا خلال العقدين الماضيين، والتي تميزت أساسا بعودة المغرب إلى الاتحاد الإفريقي والتي أثمرت توقيع أكثر من 1000 اتفاقية شراكة وتعاون همت عدة مجالات في إطار علاقات رابح- رابح، وهو الأمر الذي سيحقق استفادة على عدة أصعدة بالنسبة لبلادنا.

مراد بنعلي

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.