المهدي ليمينة يستعرض إكراهات وحلول جذرية للرفع من منسوب المشاركة السياسية لدى الشباب

0 270

شارك المهدي ليمينة عضو شبيبة الأصالة والمعاصرة، يوم السبت 22 مارس الجاري، في ندوة حول موضوع: “المشاركة السياسية للشباب”، من تنظيم الشبيبة الحركية بشراكة مع مؤسسة Friedrich naumann.

وفي مداخلته، استعرض ليمينة التحديات التي تواجه الشباب في انخراطهم في العمل السياسي، وأسباب عزوفهم عن المشاركة الفعالة في الشأن العام، مبرزا أن تحليل واقع المشاركة السياسية للشباب بالمغرب يتطلب النظر في مجموعة من الجوانب المرتبطة بالسياق الاجتماعي، الاقتصادي والسياسي العام، إضافة إلى دراسة سلوك الشباب وتصوراتهم اتجاه الفعل السياسي.

وأوضح ليمينة أن الشباب يشكل نسبة كبيرة من سكان المغرب، ورغم هذا الثقل العددي فإن حضورهم في الحياة السياسية والمؤسسات التمثيلية لا يعكس حجمهم الديمغرافي، مبرزا أن نسبة كبيرة من هؤلاء الشباب تعاني من البطالة، الهشاشة الاجتماعية، وضعف التكوين المهني، وهو ما يولد شعورا بالتهميش وعدم الثقة في المؤسسات.

كما تطرق عضو شبيبة حزب البام لمظاهر ضعف المشاركة السياسية لدى الشباب من خلال سرده لعدة أسباب، من بينها أن نسبة مشاركة الشباب في الانتخابات منخفضة مقارنة بالفئات العمرية الأخرى مبررين ذلك بعدم جدوى التصويت وغياب البدائل السياسية المقنعة، فيما يخص السبب الثاني فيتعلق بالأحزاب السياسية التي تعاني من شيخوخة بنياتها وغياب آليات جلب وتأطير الشباب، خاصة أن خطاب الأحزاب لا يتماشى مع اهتمامات وتطلعات الجيل الجديد، إضافة إلى سبب ثالث يتعلق بتمثيلية الشباب في البرلمان، المجالس الجماعية والمناصب العليا التي لاتزال ضعيفة.

وفي ذات السياق، عرج ليمينة في مداخلته على أشكال جديدة تتبناها فئة الشباب من أجل المشاركة في الساحة السياسية، وهي الفضاء الرقمي وكذلك الحركات الإحتجاجية الشبابية التي شهدها المغرب خلال العقد الماضي التي تجاوزت فيه التأطير الحزبي التقليدي، على سبيل المثال حركة 20 فبراير التي أثمرت إصلاحات سياسية ودستورية ببلادنا، مبرزا أنه رغم وجود مبادرات لتشجيع المشاركة السياسية للشباب بالمغرب، كمبادرة “اجي شارك”، وإصلاحات قانونية كالقانون التنظيمي للأحزاب تسعى لتقوية دور الشباب، إلا أن التحديات تظل كثيرة، أبرزها العزوف وفقدان الثقة، وعدم إعادة الإعتبار للفعل السياسي وتجديد النخب والخطاب السياسي، وكذلك عدم إشراك الشباب بفعالية حقيقية في اتخاذ القرار.

وأوضح ليمينة أن الشبيبات الحزبية يمكن أن تلعب دورا محوريا في بناء الوعي السياسي لدى الشباب من خلال عدة وسائل وأساليب منها، التثقيف السياسي والمشاركة في النقاش العام، والتواصل مع قضايا الشباب، وكذلك استعمال وسائل التواصل الحديثة، مسلطا الضوء على عدة مقترحات لتطوير المشاركة السياسية للشباب، من بينها: تعزيز التربية السياسية في التعليم، ورقمنة العمل السياسي، ودعم المبادرات الشبابية، وإصلاح الأحزاب السياسية، وإنتاج برامج إعلامية موجهة للشباب تتناول قضاياهم بلغة قريبة منهم، وإدماج الشباب في مؤسسات القرار.

كما أشار ليمينة إلى أنه نظرا لما يشهده العالم اليوم من تحولات سياسية متسارعة، وما للشباب من دور محوري في صياغة مستقبل الأوطان، فإن الحكومة مطالبة بتوفير الآليات والبرامج الكفيلة برفع مستوى الوعي السياسي لدى الشباب، ويشمل ذلك:

– إدراج الثقافة السياسية ضمن المناهج التعليمية في المدارس والجامعات.

– تنظيم ورشات عمل وندوات دورية بالتعاون مع مؤسسات المجتمع المدني والمراكز الفكرية.

– تفعيل دور الإعلام الوطني في نشر الثقافة السياسية من خلال برامج شبابية هادفة.

– إنشاء منصات حوار مفتوحة بين الشباب وصناع القرار لتعزيز المشاركة السياسية.

وختم ليمينة مداخلته باستعراض السياق والأرضية التأسيسية لمبادرة “جيل 2030” من طرف حزب الأصالة والمعاصرة والتي لقيت استحسانا كبيرا من الشباب المغربي، مشددا على أن إدماج الشباب في الحياة الاقتصادية والاجتماعية والسياسية يبقى تحديا تنمويا حقيقيا لجميع الجهات المسؤولة.

إبراهيم الصبار

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.