الموجة الثانية لكورونا .. دول أوروبية تعيد تدابير “الإغلاق” وسط احتجاجات في بعض المناطق

0 566

بادرت الدول الأوروبية -التي دخل معظمها في الفترة الأخيرة أجواء الموجة الثانية لوباء كورونا- إلى تكثيف جملة القيود والتدابير الوقائية، خاصة ما تعلق منها بحظر التجول والإغلاق، الأمر الذي أثار حنق العديد من المواطنين، الذين دخل بعضهم في مواجهات مع قوات الأمن بسبب “تشديد” الإجراءات المشار إليها، إلى درجة اعتبروا فيها أن الأمر يتعلق ب “تقييد” للحركة غير مبرر، كما هو الحال في إسبانيا التي شهدت مواجهة مواجهات عنيفة بهذا الخصوص بين متظاهرين وقوات الأمن.

في كافة أنحاء القارة الأوروبية، شهدت الإصابات الإضافية بفيروس كورونا ارتفاعا كبيرا خلال أسبوع (41 في المائة)، وهو ما يمثل نصف الحالات التي سجلت خلال سبعة أيام المنصرمة على مستوى العالم. وهذا الارتفاع في الإصابات، يشكل مصدر قلق من حيث عجز الطاقة الاستيعابية للمستشفيات وخاصة الحكومية منها، وهو الأمر الذي يدفع هاته الحكومات إلى نهج سياسات عنوانها تضييق حرية تنقل المواطنين، واللجوء إلى إغلاق قطاعات تشكل عصب الاقتصاد كما هو الشأن بالنسبة لقطاع التجارة.

إسبانيا شهدت قبل يومين اندلاع مواجهات بين متظاهرين وعناصر الشرطة، وذلك رفضا للإجراءات الحكومية الجديدة المواكبة لحصار تفشي فيروس كورونا، والنتيجة وقوع أعمال تخريبية ونهب للمحلات التجارية … والأمر لم يختلف في إيطاليا التي شهدت بدورها مواجهات بين قوات الأمن والمتظاهرين الذين يرفضون التدابير الجديدة.

وفي فرنسا، تقرر فرض إغلاق لمدة شهر كامل (نونبر- دجنبر 2020)، مما تسبب في نوبة غضب خاصة في صفوف أصحاب المحلات التجارية الصغيرة التي اضطرت للإغلاق وتحمل تبعات منافسة غير متكافئة، ذلك أن المحلات الأكبر يسمح لها بالبقاء مفتوحة ونفس الشيء ينطبق منصات الشراء على الانترنت مثل أمازون.

على مستوى بريطانيا، الدولة الأكثر تضررا من الوباء ب 46555 حالة وفاة، فقد تقرر إعادة إغلاق انجلترا قبل أسبوع حتى مطلع دجنبر القادم، بينما أعلنت ويلز الإغلاق، فيما تعتمد إيرلندا الشمالية إغلاقا جزئيا.

وفي بلجيكا، دعا مسؤول حكومي المواطنين إلى عدم التسوق لمدة ستة أسابيع، حيث سجلت طوابير انتظار طويلة نهاية الأسبوع المنصرم في بعض المتاجر أو الأحياء التجارية. أما ألمانيا فإن لجأت كذلك إلى تشديد تدابير لإبطاء انتشار الفيروس. في حين فرضت الحكومة الإيطالية في الأيام القليلة الماضية ما “يشبه الإغلاق”، متضمنا عدة إجراءات من بينها: حظر التجول في عدة مناطق كبيرة، وإغلاق الحانات والمطاعم في الساعة 18:00، وكذلك إغلاق الصالات الرياضية والسينما وإقامة الحفلات الموسيقية.

وتجدر الإشارة في الأخير، إلى أن القارة الأوروبية تعد ثالث بؤرة وبائية في العالم، بتسجيلها 10,46 ملايين حالة إصابة، وراء دول أمريكا الجنوبية والكاريبي (11,3 مليون حالة) وآسيا (10,57). أما الحصيلة الإجمالية عبر العالم، فقد تجاوزت 46 مليون حالة إصابة توفي منها حوالي 1.2 مليون شخص.

مـــــراد بنعلي

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.