بأزيلال، النموذج التنموي الجديد في خدمة فك العزلة

0 419

شكلت زيارة اللجنة الخاصة بالنموذج التنموي الجديد إلى إقليم أزيلال الجبلي، مناسبة سانحة لمواصلة النقاش ، بشكل واسع وقوي، حول موضوع فك العزلة عن المناطق القروية.

وقد جابت اللجنة مجموع تراب الجهة. فمن أزيلال إلى تابانت عبر آيت بوكماز ، تم فتح النقاش ، بشكل واسع وقوي، حول موضوع فك العزلة عن المناطق صعبة الولوج بالإقليم ، وذلك بمناسبة تقديم خلاصات تقرير النموذج التنموي الجديد.

ويتمثل الطموح في إعطاء معنى حقيقي وزخم جديد لفك العزلة عن المناطق الجبلية ورفع التهميش عن البلدات النائية وإشراكها في المجهود التنموي. ويضم إقليم أزيلال 44 جماعة ، 42 جماعة منها قروية وجبلية لا يزال الوصول إليها صعبا بسبب ضعف البنيات التحتية الأساسية ، والمناخ القاسي في فصل الشتاء ، وكذلك ضعف مؤشرات التنمية.

ففي الواقع ، تبدو الفروق في المؤشرات الاجتماعية والاقتصادية المرتبطة بمستوى الفقر والهشاشة بالإضافة إلى مؤشرات التعليم والصحة بين الوسط القروي والحضري، جلية عندما نستحضر واقع جماعات قروية معينة بإقليم أزيلال تزخر بإمكانات طبيعية كبيرة ، لكنها لا تستفيد دائما من التنمية الاجتماعية والاقتصادية والمحلية.

وشددت اللجنة الخاصة المعنية بالنموذج التنموي الجديد ، التي توقفت يومي الجمعة والسبت بإقليم أزيلال لتقديم نتائج تقريرها العام ، على أهمية إحداث مناطق ذات مناعة وكفيلة بترسيخ مقومات تنمية متينة ، ومكافحة الفوارق الجهوية. كما شددت على ضرورة فك العزلة عن المناطق النائية التي يصعب الولوج إليها مثل آيت بوكماز وتابانت وغيرها من الجماعات القروية باقليم أزيلال.

وقدم أعضاء الهيئة أجوبة على مختلف تساؤلات ساكنة المناطق النائية بالإقليم. فلا مجال للتفاوتات المجالية، والأولوية الآن هي فك العزلة عن هذه المناطق بهدف جعلها مجالات ترابية ذات مناعة وتأثير اجتماعي واقتصادي قوي.

فبخصوص تحسين الخدمات العمومية بالقرى المتناثرة التي يصعب الولوج إليها بالأطلس المتوسط والكبير، وفتح الطرق المقطوعة بالثلوج خلال فصل الشتاء ، ومكافحة الهدر المدرسي بهذه المناطق أو تعزيز الربط بين المناطق القروية وشبه الحضرية ، دون أن ننسى الوضع المقلق للمرأة وصحة الأم والطفل بالمناطق القروية أو التزود بالماء والكهرباء، فالنموذج التنموي الجديد يقدم إجابات ملموسة ومحددة بهذا الخصوص.

وبالفعل ، فقد ذكر أعضاء اللجنة بأهمية تمكين جميع هذه الجماعات من الاستفادة من الفوائد الإيجابية للتنمية دون أي تمييز.

وإذا كان إقليم أزيلال يعيش بوتيرة تنمية مستدامة ومتكاملة في السنوات الأخيرة ، فالحقيقة أن هذا الإقليم لا يزال يواجه تحديات هائلة، وهو بالفعل المكان الذي يشار إليه عندما نتحدث عن فك العزلة.

ووفقا للجنة، فإن تنوع أشكال السكن القروي، وأنظمة الإنتاج الفلاحي والرعوي الواسعة النطاق ، تشكل عقبة أمام تغطية مناسبة توفر الخدمات العمومية، نظرا للتكاليف التي تزداد بشكل مفرط عند الانتقال من السهول التي تتوفر على شبكة طرقية مع مساكن مجمعة ، إلى مناطق جبلية أو رعوية ذات نمط سكاني يهمين عليه الرحل .

ولهذا السبب تقترح اللجنة تسريع بناء “مناطق ترابية قروية ذات مناعة على المستوى الاقتصادي والاجتماعي والبيئي ، ومولدة للثروة ومتصلة بقوة بالمناطق الحضرية القريبة وتوفر إطارا معيشيا يلبي توقعات السكان القرويين”.

ومع

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.