برنامج ”فكرة للنقاش”..جمال مكماني يميط اللثام عن الجوانب المضيئة لأزمة كورونا

0 867

”الجوانب الإيجابية لجائحة كورونا، وتعاطي الحكومة مع الأزمة ودور الفاعل السياسي”، كان عنوان آخر حلقة برنامج “فكرة للنقاش”، الذي يبث على صفحات الويب، الذي شهد استضافت الناشط السياسي البامي جمال مكماني، مستعرضا كفاعل سياسي الجوانب الإيجابية لأزمة وباء كورونا.
وفي مستهل شرحه لهذه الجوانب، قال جمال مكماني، أنه وعلى الرغم من التحدي العسير للمنظومة الصحية العالمية وتبعاتها الاقتصادية وتداعياتها الاجتماعية، وجب تغيير زاوية الرؤية إلى جانب آخر إيجابي، أبرزها العودة إلى الذات. هذا الأمر يفسره جمال مكماني بقوله ” أننا أصبحنا حبيسي ثقافة الاستهلاك والانغماس في الحياة الاستهلاكية، وتناسينا مجموعة من الأمور في حياتنا اليومية.

وزاد قائلا:” علينا ان نعدد كم من ممارسة نمارسها بدون غاية أو فائدة تذكر”، معتبرا في الآن ذاته أن الانسان أضحى داخل سجن من المتع، بل وأصبحنا اليوم نعيش حالة انفصام أمام العادات.

من جانب آخر، يرى النشاط السياسي والمفتش التربوي جمال مكماني أن المغاربة اليوم أمامهم فرصة للتفكير في أمور بشكل عملي نظير الرجوع إلى الكتاب والابتعاد عن إنتاج التفاهة، مفسرا الأمر وفق منظوره بأنه أضحى للمغاربة مناعة ذاتية وادراك اتجاه حقهم في الاختيار .
ومن الجوانب الأخرى الإيجابية التي تطرق إليها مكماني انخفاض معدلات التلوث بعد أن أصبحت عدد من بقاع العالم تتمتع بالأوكسجين الصحي عوض انبعاث الغازات السامة، بالإضافة إلى وتراجع حوادث السير والسرقة والنشل، مبرزا في ختام حديثه عن هذه الفكرة بالقول أن العالم يعيش ولادة جديدة ولو أننا سنبقى حبيسة لحظة لكن لها تداعيات أخرى ما بعد فيروس كورونا.
من جهة أخرى، عرج مكماني ليتحدث عن جوانب أخرى مضيئة لأزمة كورونا، مشيرا إلى أنها أماطت اللثام عن وجوه الفساد، قائلا:” هذه الجائحة مكنت المواطن من ان يدرك القطاعات الحيوية التي تحتاج لمنحها مزيدا من التقدير والاحترام والاهتمام من طرف الدولة”.
هذا واستعرض جمال مكماني الرؤية التقييمة للحزب اتجاه الأداء الحكومي خلال الفترة الأولى للإعلان حالة الطوارئ بسبب زمة كورونا، بقوله:”نحن منذ البداية كفاعلين سياسيين اخترنا ان نبقى إيجابيين إلى أبعد الحدود وحاولنا تقييم بعض الاعوجاجات سواء عبر البيانات او كأفراد وبشكل ذاتي”.

وتابع قائلا:” وقلنا نحن أمام لحظة تاريخية حكيمة ونتواجه مع عدو خفي وخطير ”. في حين أردف مكماني تقييمه لحصيلة الآداء الحكومي خلال الفترة الأولى للحجر الصحي:” مع اعلان تمديد حالة الطوارئ لابد من تنوير الرأي العام وتقييم طريقة تعامل الحكومة مع الفيروس التاجي المستجد خلال الأسابيع الاولى”.

وفي هذا الصدد سجل مكماني ملاحظات بقوله : ”لاحظنا ان الحكومة تركت المواطن تائه وبدون توجيه للمعلومات وبقيت صامتة دون أداء وظيفتها وهي تنوير الرأي العام، من خلال تحليل الاحصائيات ودلالات الاصابات وحالات الشفاء”، متسائلا في الآن ذاته :” كان على المسؤولين الحكوميين طرح سؤال ماذا جنينا من الفترة الأولى للحجر الطبي ؟؟”.

مؤكدا أن المغاربة كانوا ينتظرون خرجات لوزراء الحكومة لتفسير الوضع أو تبسيط سيناريوهات في حالة عدم تعاطي المغرب بحزم في حالة لا قدر الله تماطل الدولة في اجراءات الحجر الصحي، في حين يفيد جمال مكماني أن خرجات وزراء ظلت محتشمة وآخرون منعدمة.

إلى ذلك، طرح جمال مكماني اشكالية الفاعل السياسي خلال تفاعله مع أزمة كورونا، معتبرا أن تقييم أداءه مرتبط بشروط ذاتية وأخرى موضوعية, وفي خضم حديثه عن شروط الذاتية أشار إلى أن الفاعل السياسي يعمل بشكل بنيوي على حفر قبره بيده، كيف ذلك يقول النشاط السياسي جمال مكماني بأن وزراء ومنتخبون وجدوا أريحية في تتبع القفة التضامنية في دوائرهم الانتخابية ولا يرى عيبا في تخليه عن مسؤوليته داخل الحكومة، وهو بذلك يقول مكماني يستغل مآسي المواطن بطريقة انتهازية بل تنحصر رؤيته للأزمة في أفق ما بعد انفراجها ولا ينظر للمرحلة الحالية لكي يرفع من منسوب المسؤولية الملقاة على عاتقه بصفته منتخبا أو برلمانيا أو مستشارا بالغرفة الثانية، واسترسل شرحه لهذه الإشكالية بالتأكيد على ان فاعلين سياسيين وجدوا متعة في ارتداء جلباب أبيض حاملا يافطة فاعل خير عوض الفاعل السياسي المؤطر والمؤثر في المجتمع.

وبخصوص الشروط الموضوعية يقول مكماني ” أن الممارسة الحزبية تراجعت بشكل خطير، كما أن وتكريس الممارسات الحزبية لمسألة تهميش الكفاءات ومحاربة الطاقات بكل كبير ونفور عميق للمواطن من الممارسة السياسية الحزبية. هذا الوضع وصفه مكماني بقوله أن مصطلح ” مخلوض” أضحى لصيقا للممارس للسياسة.

هذه الصورة النمطية السلبية يقول عنها مكماني أمام اختبار تغييرها، بالنظر إلى أن هذه الفترة العصيبة هي فرصة تاريخية لكي يبادر الفاعل السياسي إلى المصالحة مع المواطن، وعلى عكس المتوقع يتحسر مكماني قائلا:” فإذا بالحكومة تنتهز الفرصة وتطرح مشروع قانون شبيه القوانين التي تعود للقرون الغابرة التي لا يوجد لها مكان أفضل من المتاحف التاريخية.
وعن موقف حزب الأصالة والمعاصرة بخصوص مقتضيات مشروع قانون 22.20، أكد الناشط السياسي البامي جمال مكماني ان الحزب
يرفضه رفضا تاما، قائلا:” كنا السباقين إلى إصدار بيان للرأي العام، كما أن تصريحات السيد الأمين العام عبد اللطيف وهبي واضحة وبدون لغة خشب”.

واسترسل مكماني توضيحه لموقف الحزب بالإشارة إلى أن مشروع قانون 22.20 هو تعدي على ما حقق من انجازات على المستوى النص الدستوري واعتداء واضح وصريح على حرية الرأي والغير، مشددا في الآن ذاته على أن حزب الجرار وفريقه البرلماني لا يمكن ان يسمح بمروره هذا القانون والكل مجند لمجابهته والاسهام في التوعية الجماعية للتصدي له سواء من خلال خلق جبهة مدنية أو مرافعات الفريق البرلماني البامي على مستوى مجلس النواب أو مجلس المستشارين.


يوسف العمادي

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.