بلاغ المكتب السياسي
عقد؛ المكتب السياسي لحزب الأصالة والمعاصرة اجتماعه العادي، برئاسة القيادة الجماعية للأمانة العامة للحزب، وذلك يومه الأربعاء 27 غشت 2025 بالمقر المركزي للحزب بالرباط، خصص للتداول في مستجدات الساحة السياسية الوطنية، وفي القضايا التنظيمية الداخلية للحزب.
وبعد العرض السياسي المفصل الذي قدمته فاطمة الزهراء المنصوري المنسقة الوطنية للقيادة الجماعية للأمانة العامة للحزب، وما تلاه من نقاش عميق ومسؤول، فإن المكتب السياسي للحزب يؤكد ما يلي:
– يجدد تثمينه للتوجيهات الاستراتيجية الكبرى التي وردت في خطاب العرش، والهادفة إلى تقوية ركيزتي تعزيز المسار الديمقراطي لبلادنا واعتماد مقاربة تنموية جديدة من شأنها تحقيق العدالة المجالية وإنصاف المناطق الهشة، مجددا استعداد الحزب بكل مكوناته للانخراط الكلي المسؤول في تنزيل هذه التوجيهات السامية التي تجسد تصورا استراتيجيا عميقا لمغرب الراهن والمستقبل.
– يعتز بالتحولات الكبيرة والمنجزات العظيمة التي حققتها بلادنا على عهد جلالة الملك محمد السادس حفظه الله ونصره، وبالمكانة والتقدير الدوليين الذين أصبحت تحظى بهما المملكة المغربية الضاربة في عمق التاريخ والمنفتحة بقوة على الحداثة والتطور، مما جعل من بلادنا اليوم بقيادة جلالة الملك نموذجا، بل استثناء في المنطقة على مستوى تعزيز المسار الديمقراطي والتنموي والدبلوماسي، بفضل القيادة الهادئة والحكيمة لجلالة الملك؛ مستحضرا أنه مع كل زيادة في الحضور الدولي المتميز للمغرب بقيادة جلالة الملك سواء على مستوى تعزيز عدالة قضية الصحراء المغربية أو الدور الإنساني والدبلوماسي المتميز داخل أحداث الشرق الأوسط، تتحرك الآلة الدعائية الجبانة والحملات الخسيسة ضد بلادنا وضد رموزها الوطنية، بأدوات مسمومة وأقنعة مزيفة، تارة في صورة الإعلام وتارة أخرى عبر أجهزة استخباراتية فاشية وأنظمة سياسية منتهية الصلاحية.
وفي هذا السياق يؤكد حزب الأصالة والمعاصرة أن بلادنا العريقة، بفضل التحام عرشها المجيد بشعبها الأبي، وبفضل وحدتها الوطنية الراسخة، وبإجماعها المتفرد في العالم حول الملكية وباقي الثوابت الوطنية، ستواصل قافلتها التنموية السير، تاركة لمزبلة التاريخ التكفل بالادعاءات الحاقدة والمناورات البئيسة.
– دوليا يجدد المكتب السياسي إدانته الشديدة لاستمرار الهجمات الوحشية الإسرائيلية على الشعب الفلسطيني وعلى الصحافيين، في خرق سافر لكل القوانين والأعراف والديانات السماوية. ويندد بتدهور الأوضاع الإنسانية وبإعلان المجاعة رسميا بقطاع غزة من طرف الأمم المتحدة، ويدعو المؤسسات الدولية والقوى العظمى إلى تحمل مسؤوليتها الأخلاقية في إنقاذ الشعب الفلسطيني والحد من تجويعه وترهيبه. وفي هذا الإطار يشيد عاليا بتوالي المبادرات الإنسانية لجلالة الملك محمد السادس حفظه الله ونصره اتجاه الفلسطينيين بالقدس وبقطاع غزة، آخرها أمره السامي ببعث 100 طن من الأدوية والمواد الغدائية لغزة، مع حرص قائدنا المفدى حفظه الله على بعث هذه المواد جوا لضمان وصولها بشكل عاجل ومباشر للمتضررين بغزة.
– وبخصوص مستجدات الساحة السياسية الراهنة وعلى رأسها المشاورات السياسية حول المنظومة العامة للانتخابات المقبلة، فقد تدارس المكتب السياسي بشكل مفصل مضمون الاقتراحات والأهداف العامة التي أعدها حزب الأصالة والمعاصرة في الموضوع والتي جاءت كخلاصة استشارات موسعة داخل الحزب؛ مؤكدا أن الإصلاحات السياسية والقانونية المرتقبة على المنظومة العامة للانتخابات لن تكون ناجعة إن لم نؤمن جماعيا بأنه:
>> لاديمقراطية بدون بناء أحزاب سياسية قوية، تقوم بواجبها الدستوري في تأطير المواطنات والمواطنين، وتشتغل بمسؤولية واحترام تام لكافة القوانين الجاري بها العمل. وبأن شفافية العملية الانتخابية كعمود أساسي في البناء الديمقراطي والمؤسساتي العام مسؤولية الجميع، الدولة والمواطنين، الأحزاب بجل مناضلاتها ومناضلايها، المؤسسات الدستورية والمجتمع المدني. وبأن تعزيز المسار الديمقراطي لن يتحقق بالتشكيك الممنهج وبتبادل الاتهامات، بل يبنى بالنضال السياسي النزيه، و بخطاب الثقة في مؤسسات بلادنا، وفي مسارها الحقوقي وخيارها الديمقراطي.
>> وفي هذا السياق نؤكد بأن تعبئة المواطنات والمواطنين للمشاركة بكثافة في الاستحقاقات المقبلة هو التحدي الأكبر والهدف الأسمى، لأن أي عزوف لا قدر الله هو خسران كبير لنا جميعا مهما تقدمت مراتبنا في الاستحقاقات القادمة. معتبرين كذلك بأن تقليص الفجوة بين المجالات الترابية وتدارك الفوارق التنموية سيظل من المداخل الرئيسية لتحقيق الإنصاف بين المواطنات والمواطنين، وحافزا أساسيا لتقوية الشعور بالانتماء للوطن، وتنمية السلوك المدني المحفز على المشاركة المكثفة في كل استحقاق.
– في الشأن الاجتماعي، توقف المكتب السياسي عند رهانات الدخول المدرسي الجديد، باعتبار التعليم العمومي الجيد أهم ركيزة لبناء الدولة الاجتماعية، ومن ثم يدعو جميع مناضلاته ومناضليه، ومنتخبيه، والشركاء الاجتماعيين والمهنيين، والأسر، والسلطات إلى تظافر الجهود للتغلب على التحديات والصعوبات التي يعانيها القطاع بالعالم القروي والمناطق الجبلية، لاسيما الإسهام الجماعي في ضمان نجاعة أكبر للتعليم الأولي الذي تعمم بفضل الإرادة الملكية السامية، بالموازاة مع العمل على توسيع التجارب الناجحة في مدارسنا العمومية، والسعي أكثر إلى تعزيز حضور اللغة الأمازيغية وباقي اللغات الأجنبية.
– في الشأن التنظيمي للحزب، تداول المكتب السياسي في آخر الترتيبات المتخذة لإنجاح عقد المؤتمر الوطني لشبيبة الحزب نهاية شتنبر المقبل.