بنسعيد أمام برلمان البام: كحزب وطني نترفع عن الحسابات السياسوية الضيقة لأن روح التأسيس تضع المواطنين في صلب اهتماماتنا وليست الصراعات الجانبية

0 281

أوضح السيد محمد المهدي بنسعيد عضو القيادة الجماعية للأمانة العامة لحزب الاصالة والمعاصرة، أن الحسابات السياسوية الضيقة هي التي “نحاول كحزب وطني أن نترفع عن الدخول فيها، وذلك لأن روح التأسيس جاءت لتضع المواطنين في صلب اهتماماتنا، وليست الصراعات الجانبية”.

واعتبر بنسعيد في كلمته أمام برلمان البام خلال الدورة 30 للمجلس الوطني اليوم السبت 31 ماي الجاري، أنه لهذه الغاية “يحق لنا التذكير بأن تبنينا لتقرير الخمسينية ومخرجات هيئة الإنصاف والمصالحة، يأتي في إطار دفاع الحزب عن السياسات الإنسانية، بحيث أن أي استراتيجية أو سياسة عمومية لا تضع الإنسان في صلبها لن تلقى صداها داخل المجتمع، فبناء الإنسان يأتي قبل بناء البنايات”.

وأكد بنسعيد أن الدفاع عن هذا المبدأ هو الذي “جعلنا نكون في المعارضة لمدة 12 سنة وهو الذي دفعنا للدخول للحكومة بعد ذلك، وأحسن مثال هو مشروع دعم السكن الذي جاء ليدعم القدرة الشرائية للمواطنين مباشرة عوض ما كان معمولا به سابقا، بحيث كانت الحكومات المتعاقبة تخصص دعما مباشرا للمنعشين العقاريين دون أن يحس بذلك المواطن”.

وأشار بنسعيد إلى أن التحديات والرهانات التي تم التحدث عنها في البداية، “تواجهنا اليوم أكثر من أي وقت مضى، فرغم كل المنجزات إلا أن الوضع الاقتصادي والاجتماعي لا يزال صعبا على المواطنين بسبب الوضع الاقتصادي الدولي والتقلبات السياسية العالمية، ولكن كذلك بسبب تراكمات سياسات عمومية حكومية سابقة لم تضع الإنسان في صلب اهتماماتها مع الأسف”.

وأبرز عضو القيادة الجماعية أن التحديات اليوم، “تفرض علينا أن نكون أكثر قربا للمواطنين وأن نستمع لهم، ليس فقط عندما يشكروننا، بل حتى عندما ينتقدوننا، وهو تمرين قد يكون صعبا على البعض، لكننا داخل الأصالة والمعاصرة نعتبره من صلب العمل السياسي والحزبي، فلا يمكننا تطوير برامج وسياسات عمومية تستهدف الإنسان دون إشراكه معنا في النقاش، ولهذا جاءت مبادرة جيل 2030 والتي تهدف للاستماع للشباب عبر مختلف ربوع المملكة عبر لقاءات جهوية وإقليمية، ففي الاستماع لهموم المواطنين نصف الحلول”.

وحسب بنسعيد، فإنه عبر هذه اللقاءات أثبت شباب الحزب أن الشباب قادر على العطاء والمبادرة متى ما توفرت له الفرصة لتحقيق ذلك. “وإن كنا نتحدث عن الرأسمال غير المادي فإن أكثر محرك فيه هو هذه الفئة العريضة من المجتمع والتي مع الأسف لا تلقى في غالب الوقت من يأخذ بيدها و يؤطرها ويساعدها في خطواتها الأولى، ومن هنا أتت فكرة جواز الشباب .. لنقول للشباب المغربي أننا معكم، عبر عروض بنكية، صحية، في مجال السكن، ثقافية، رياضية وترفيهية، تكوينية، و في مجال النقل، نعم .. ولكننا معكم كذلك في خطواتكم الأولى لتحقيق الحلم المغربي”.

وسجل عضو القيادة الجماعية أن هذا “الحلم المغربي” لم يبقى شعارا اليوم، بل أصبح واقعا، والتحدي هو تعميمه في جميع ربوع الوطن، وهو ما لا يمكن تحقيقه إلا عبر برامج حكومية تنبع من نفس فلسفة المسيرة الخضراء، فلسفة إنسانية واجتماعية تضع الإنسان أولا وأخيرا، وفي بعض الحالات كي “نضع سياسات إنسانية يجب أن نخوض معارك مع لوبيات وبعض أصحاب المصالح الخاصة الذين يعرقلون بكل ما أوتوا من قوة مسيرة التنمية يدافعون عن امتيازاتهم المادية على حساب رخاء عيش للمواطنين والمواطنات”.

وأشار بنسعيد إلى أن مغرب اليوم الذي “ندافع عليه، هو مغرب الإنسانية، وقد عشناه خلال أيام الأزمات مثل كوفيد وزلزال الحوز حينما صار التضامن اللغة المشتركة بين مختلف طبقات المجتمع، حيث ساهم الجميع في الصندوق، كل بما استطاع، حيث شكر المغاربة من أعطى الكثير والقليل”.

واعتبر عضو القيادة الجماعية أن قيم التضامن والإنسانية هي التي تجسد معدن “تامغربيت” الحقيقي والذي يمثل أصالتنا، “ولهذا فإن معركتنا اليوم هي كذلك معركة التعليم لأنه لا يمكن لنا أن نسمح لمجتمعنا أن يعيش اندحارا قيميا يجعل الأنانية والجشع في مقدمة المبادئ”.


تحرير: خديجة الرحالي/ تصوير: ياسين الزهراوي

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.