بنسعيد: مناقشة موضوع تقنين زراعة القنب الهندي لم تعد من الطابوهات

0 719

قال، عضو المكتب السياسي لحزب الأصالة والمعاصرة، السيد المهدي بنسعيد، إن الحوار المجتمعي حول تقنين زراعة نبتة القنب الهندي (الكيف) شكل أحد المداخل التي أدت إلى فتح النقاش حول ذات الموضوع من داخل قبة البرلمان.

وأضاف بنسعيد، خلال حلوله مساء أمس الأربعاء 24 دجنبر الجاري، ضيفا على برنامج on n’est pas obligé d’être d’accord، في إطار حلقة خصصت لموضوع: “تقنين زراعة القنب الهندي .. النقاش يستمر”، (أضاف) أن حزب الأصالة والمعاصرة من موقعه في المعارضة عمل دوما على فتح مجال النقاش حول عدد من المواضيع التي كانت تعتبر إلى وقت قريب من “الطابوهات” ومن بينها موضوع “القنب الهندي”. مشيرا إلى أن الأمر لم يعد كذلك (الطابوهات) في الوقت الراهن، على اعتبار أن إثارة “تقنين زراعة القنب الهندي” أضحى مثار حديث عالمي وليس المغرب فحسب.

وذكر المتحدث أن البام تقدم سنة 2014 بمقترحي قانون: “إصدار عفو عام على مزارعي القنب الهندي” المتابعين في قضايا ذات صلة والآخر يهم “تقنين زراعة نبتة القنب الهندي”، ذلك أن هناك عدد من المواطنين بالمناطق المعنية بالزراعة يتابعون قضائيا وهم في “حالة فرار” والتهم الموجهة إليهم تتلخص أساسا في كونهم مزارعين لنبتة القنب الهندي.

وفي نفس الإطار، نبـــــــــه عضو المكتب السياسي لحزب الأصالة والمعاصرة، السيد المهدي بنسعيد، إلى أن البام يترافع في مقترحيه المشار إليهمـــــــا عن الفلاحين البسطاء ممن يزرعون نبتة القنب الهندي والذين لا يتجاوز دخلهم في الغالب 5000 درهم كمعدل سنوي، ولا يعنيه بالبات والمطلق أمر “المهربين”.

وأضاف بنسعيد أن عددا من العائلات التي تشتغل في مجال هذه الزراعة، تعيش وضعية صعبة ذلك أنها لا تستفيد من التغطية الصحية وغير مسجلة في صناديق الضمان الاجتماعي ولا مجال لها في الاستفادة من التقاعد المهني .. إلخ. بمعنى آخر أن هناك الآلاف من المواطنين الذين هم في وضعية خارج اهتمام ورقابة الدولة، وبعيدون عن أدنى مظاهر المساواة في الاستفادة من الحقوق، وهذه واحدة من الغايات التي تطمح عملية تقنين زراعة النبتة أي إحقاق “العدالة المجالية”.

وعرج بنسعيد على بعض الأهداف التي أثارها حزب الأصالة والمعاصرة في طرحه “لتقنين زراعة القنب الهندي”، حيث ركز على أن تكون الغاية هي الاستعمال الطبي والاستخدام في مجال الصناعة، ونظم ندوة على مستوى البرلمان بحضور خبراء دوليين ومغاربة، وذلك بغية فتح النقاش حول الموضوع والتوجه نحو المساهمة الجماعية في إيجاد الحلول لهذا الملف.

والنتيجة، يقول عضو المكتب السياسي لحزب الأصالة والمعاصرة، “منذ فتحنا النقاش حول الموضوع سنة 2013، تلقينا رسائل من شركات كندية وشركة سويسرية تتساءل إن كانت الأمور ستسير في اتجاه التقنين من أجل أن تطلق مشاريع استثمارية في هذا النطاق. إذن نتحدث عن رأسمال (استثمار) أجنبي وهام سيدخل بلادنا، وعلى هذا الأساس فإن الموضوع يستحق مباشرة والعمل على إنجاح كل ما من شأنه من المساهمة في تنزيل هذا الاستثمار”.

واسترسل بنسعيد بالإشارة إلى أن حزب الأصالة والمعاصرة طالب بإنشــــاء “الوكالة الوطنية لإنتاج وتوزيع وتسويق نبتة الكيف”، والتي يتلخص دورها في مراقبة عمليات الزراعة والإنتاج والتسويق داخليا وخارجيا ..، كما أنهــــا تشكل آلية ضمانة بالنسبة للمستثمر الوطني والأجنبي الذي يرغب في دخول مجال الاستثمار بهذا المجال.

وأضاف عضو المكتب السياسي لحزب الأصالة والمعاصرة أن الوكالة ستمكن الدولة من ضبط الأمور بشكل أفضل وتدقيق المساحة المزروعة والإعلان عن هذه التفاصيل بشكل صريح وعمومي، وتشجيع المزارعين للانخراط في هذا الإطار القانوني للزراعة. واعتبر أن الهاجس اليوم هو خلق فرص المساواة في الاستفادة بالنسبة للمواطنين، مشيرا بالقول: “للأسف، غياب الشجاعة السياسية أدى بنا إلى تضييع الفرص وفقدان عدد من المستثمرين”.

ودعا بنسعيد في هذا الإطار إلى الاهتمام ودعم البحوث العلمية التي من شأنها المساهمة في معالجة نبتة القنب الهندي بما يجعلها صالحة للاستعمال الطبي والاستخدام في مجال الصناعة. كما أن الحديث عن “التقنين” لا يشمل فقط منطقة الشمال لوحدها، وإنما يمكن أن نشهد ذات الزراعة في مناطق مختلفة من البلاد، وهذا الحديث أو بالأحرى النقاش يحتاج تفاعلا عموميا لا يقتصر على مقترحات المعارضة ولكـــــن يجب كذلك أن يشمل مبادرات حكومية في هذا الاتجاه.

وشدد بنسعيد على أن إثارة موضوع “تقنين زراعة القنب الهندي” لم يكن يوما ولن يكون بالنسبة لحزب الأصالة والمعاصرة، ذو أهداف انتخابوية، وإنما هو نقاش متواصل منذ سنوات والهدف هو تحقيق مصلحة عامة، تراعي كما سلف الذكر تحقيق العدالة المجالية وتأمين شروط عيش وكرامة المزارعين البسطاء، والمساهمة في خلق دينامية استثمارية …

وختم عضو المكتب السياسي لحزب الأصالة والمعاصرة بالإشارة إلى أن البام أخرج النقاش من دائرة البرلمــــان إلى أرض الميـــــــدان، من خلال الزيارة الميدانية التي قادته إلى منطقة “باب برد” (إقليم شفشاون) في الأسبوع الأول من شهر أبريل سنة 2014. حيث نظم لقاء تواصليا حول موضوع زراعة الكيف، تحت شعار:”جميعا من أجل حلول واقعية للحد من معاناة مزارعي الكيف ورفع الضرر عن المنطقة”، بحضور أزيد من 2000 من مزارعي نبتة الكيف، وبتأطير من بعض القيادات الوطنية للحزب وأعضاء من المكتب السياسي وبرلمانيين .. وكان اللقاء متميزا ومثمرا جدا من حيث مجمل الأفكار ومقترحات الحلول التي طرحت يومها من طرف الساكنة.


مـــــراد بنعلي

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.