بن شماش: ترديد خطاب “الاستثناء” حجة لا مبرر لها في التعاطي “المتهاون” مع الإشكاليات المجتمعية المطروحة

0 1٬108

اعتبر الأمين العام لحزب الأصالة والمعاصرة السيد حكيم بن شماش أن الدينامية المجتمعية دينامية غير قابلة للضبط المطلق وللاستشراف المستقبلي الدقيق، وأن بإمكانها أن تفاجئ أكثر المتنبئين دراية وتجربة، ولنا في التجارب القريبة والبعيدة الدروس تلو الدروس. وأوضح بنشماش في كلمة له بمناسبة الجلسة الافتتاحية لأشغال الدورة 24، المنعقدة يومه الأحد 05 ماي الجاري، بقصر المؤتمر سلا/ الولجة، أن الحس السياسي البسيط يستطيع أن يقدر مدى حساسية الموضوع لو استمر الأمر على ما هو عليه من فقدان الثقة في العمل السياسي ومن احتقانات اجتماعية ومن انفلاتات فردية ضمن سياق لا تغيب عنه المخططات الخارجية المختلفة التي تستهدف بلادنا أكانت هذه التهديدات إرهابية أو هيمنية عالمية أو جهوية.

فإذا كنا في الحزب نعتبر هذه الدينامية المجتمعية عنصرا جوهريا في الدفع بالطموحات المشروعة للشعب وإبرازها للعلن أمام أنظار المسؤولين وأصحاب القرار فإننا نعتبر بالمقابل أن هذا الأمر حين يطفو على سطح الأحداث، لا يزيد الفاعل الحزبي -ومن ضمنه حزبنا- إلا ثقلا في المسؤولية ودقة في القرار ورهبة عند التنفيذ، يقول بن شماش.

وأشار بن شماش أنه إذا كان الواقع الاجتماعي المتردي لعدد كبير من المواطنين في جميع القطاعات والناتج عن السياسات المتبعة ببلادنا اليوم قد جعلهم لقمة سائغة سواء أمام ممتهني اللعب على الوتر الديني أو أمام محترفي إشاعة العدمية والشعبوية أو في مواجهة فقدان الأمل في إيجاد حل لمشاكلهم الاجتماعية ضمن النظام الاجتماعي القائم… فإن الاستكانة إلى الاستقرار وترديد خطاب ” الاستثناء” هو حجة لا تكفي بتاتا إزاء وضع كهذا، بل هي حمالة مخاطر يجب استحضارها في كل وقت وحين…

وتطرق أمين عام البام، إلى ما شكلته الاحتقانات الاجتماعية المتتالية خلال السنوات القليلة الماضية، من خطر جدي، فمن أحداث سيدي إفني إلى أحداث صفرو إلى أحداث زاكورة ثم أحداث الحسيمة والنواحي ثم أحداث جرادة… إلخ، كلها محطات تؤشر على تحولات عميقة في بنيتنا الديمغرافية وفي نسيجنا الاجتماعي والثقافي وحتى القيمي، مثلما تؤشر بشكل تصاعدي إلى ميلاد صيرورة اجتماعية جديدة قوامها اتساع الطلب الاجتماعي وتقلص الصبر لدى فئات عديدة من المجتمع واتساع إمكانيات التواصل والتفاعل والنمذجة…ومن نافلة القول أن الحزب السياسي الذي سوف يعجز عن التفاعل مع هذه الظواهر المجتمعية الجديدة سيكون محكوما بالهامشية وتقلص قوة التأثير في مجريات الأمور في البلد.

مراد بنعلي

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.