بن شماش من بنما: المملكة المغربية جعلت من التعاون جنوب – جنوب محورا استراتيجيا في سياستها الخارجية

0 797

اعتبر حكيم بن شماش، رئيس مجلس المستشارين، أن مشاركة الوفد البرلماني المغربي في أشغال الدورة 12 للجمعية العامة لبرلمان أمريكا اللاتينية والكراييب، هو إصرار على المزيد من الصداقة والتعاون وإيمان مطلق بأهمية دعم كل المبادرات التضامنية وكل المشاريع الاندماجية، خصوصا المرتبط منها بالتعاون جنوب – جنوب، لما له من أهمية قصوى في تعزيز الحوار والتضامن وتحقيق التنمية، مؤكدا أنه من هذه المنطلقات جعلت المملكة المغربية من التعاون جنوب-جنوب محورا استراتيجيا في سياستها الخارجية، وهو الخيار الذي يرعاه ويقوده جلالة الملك محمد السادس نصره الله، وهو ما جسدته الزيارة التاريخية لجلالته لبلدان امريكا اللاتينية سنة 2004.

وجدد بن شماش، في كلمة له بمناسبة انعقاد الجمعية العامة لبرلمان أمريكا اللاتينية والكاراييب، يوم الجمعة 13 دجنبر 2019 بعاصمة جمهورية بنما، استعداد مجلس المستشارين لمواصلة العمل سويا من أجل الرقي بعلاقات التعاون بين المؤسسات التشريعية وبرلمانات بلدان أمريكا اللاتينية والكاراييب إلى مستوى طموحات الشعوب وإلى مستوى التحديات التي تواجه الجميع على كافة المستويات، مغتنما الفرصة لتهنئة برلمانيي أمريكا اللاتينية والكراييب على مرور 55 سنة على تأسيس هذا الفضاء البرلماني الهام.


وقال حكيم بن شماش “أحييكم على الوحدة والاندماج الإقليمي الذي تمكنتم من بنائه خلال العقود الخمسة، خاصة ما قمتم به لضمان تكامل شعوبكم عبر حوار مثمر قائم على الاحترام المتبادل تم تجسيده وترسيخه عبر كل تلك المبادرات والتشريعات التي راكمتموها خلال كل هاته العقود، وهو ما كان له دون شك الإسهام الكبير في بناء مستقبل شعوب المنطقة وبناء أمريكا لاتينية أكثر توحدا وانفتاحا على العالم”، مضيفا “معتز أن أشارك من خلال هذه الكلمة احتفائكم، وأعتقد أن هذه اللحظة بمثابة فرصة ولحظة تحثنا على التعمق في تحليل ومعرفة ما حدث في الماضي، وكيف نحن في الوقت الحاضر، استشرافا لتملك رؤية واضحة وحازمة حول مسؤولياتنا الأخلاقية والسياسية في المستقبل مع الأخذ في الاعتبار التحديات وتعقيد العالم الحالي”.

وأضاف بن شماش “نحن نعيش في حاضر مختلف تماما عما كنا عليه في عام 1964 حينما تم إنشاء البرلاتينو، وكذلك التحديات التي نواجهها اليوم هي أكثر تعقيدا، يطبعها بالأساس تنامي الحيف والفوارق الاقتصادية والاجتماعية وبروز تحديات جديدة مرتبطة بالأساس بتنامي الخطابات المقوضة لكل قيم التعايش المشترك، وتعاظم المخاطر الإرهابية وتفاقم التحديات المرتبطة بالهجرة وتلك التي تفرضها التغيرات المناخية، والأفظع من كل هذا وذاك هو النزوع نحو محاولات تفتيت وتقسيم وحدة الشعوب والدول، بعدما كانت أغلب دول الجنوب في بداية ستينيات القرن الماضي إما خاضعة للاستعمار أو حديثة الحصول على الاستقلال”، مشددا على أن السبيل الوحيد الموثوق به للدفاع عن مصالح هذه الشعوب وإيصال صوتها لدى المجتمع الدولي هو الوحدة والتكامل.

وبالحديث عن ما حققه البرلاتينو من خلال انفتاحه على باقي مناطق العالم، قال بن شماش “اليوم هو مناسبة كذلك لتهنئة بعضنا البعض، برلمانيي المغرب وأفريقيا وبرلمانيي أمريكا اللاتينية والكاراييب، بمناسبة محطتين أساسيتين في مسار علاقاتنا، الأولى تتعلق بمرور سنة ونصف على انضمام البرلمان المغربي لدى مؤسستكم الصديقة كعضو ملاحظ دائم، بموجب المذكرة الموقعة بين المؤسستين في 02 يوليوز 2018، ولنا اليوم أن نعتز بما حققناه خلال هذا المسار الغني والمثمر في مدة يمكن اعتبارها قصيرة، ولكنه بالتأكيد مسار تغذيه ذاكرة تاريخية مشتركة، وعمق حضاري وثقافي متقاسم وقيم مشتركة وتحديات متشابهة وأيضا تطلعات مشتركة، وهي القناعات التي اشتغلنا وفقها مع الرئاستين السابقة والحالية للبرلاتينو، من أجل تحقيق مشروع مشترك سيظل شاهدا على هذه القيم وسيجسد هذا المسار المتميز، والذي نعمل على أن يرى النور في القريب العاجل بمقر مؤسستكم الصديقة”.

“أما المحطة الثانية، يضيف بن شماش، هو الإعلان التأسيسي للمنتدى البرلماني لبلدان أفريقيا وأمريكا اللاتينية والكراييب “افرولاك”، الذي وقعناه فاتح نونبر المنصرم بمقر مجلس المستشارين بالمملكة المغربية، بحضور رؤساء الاتحادات الجهوية والقارية بافريقيا وامريكا اللاتينية، وهو الفضاء الذي نسعى ليكون بمثابة شبكة بين-جهوية مستقلة للبرلمانات الوطنية في القارتين الإفريقية وأمريكا اللاتينية، وفضاء للحوار التفاعلي البناء وأرضية لالتقائية العمل البرلماني في أفق تيسير الاندماج الجهوي وتعزيز التعاون جنوب- جنوب”، مضيفا “نتطلع إلى أن يكون هذا المنتدى بمثابة آلية للترافع وإسماع صوت شعوب القارتين بشأن قضايا السلم والعدالة الاجتماعية والتنمية المستدامة والعدالة المناخية والحكامة الديمقراطية العالمية وسيادة القانون وحقوق الإنسان”.

وأردف ذات المتحدث، “أغتنم هذه المناسبة لتحية السيد رئيس برلمان أمريكا الوسطى والسيد رئيس برلمان الانديز، الذين كانا حاضرين معنا في تلك اللحظة التاريخية، وهي لحظة ستبقى حاضرة في تاريخ مؤسساتنا التشريعية، وفي أذهان مؤسساتنا البرلمانية الوطنية ،لأني اعتبرها بصدق عنوانا للاستثمار في بناء الثقة في أنفسنا وفي قدرتنا الجماعية على تقرير مصائرنا بأنفسنا وصياغة المستقبل المشترك، ولحظة ستظل فارقة في مسار تدارك الفرص الكبيرة والتاريخية التي ضاعت جراء ما عرف بالحرب الباردة، وما خلفته من رهن حقيقي لفرص التعاون والحوار وحبست علاقات دولنا سواء بإفريقيا أو بأمريكا اللاتينية في اعتبارات اديولوجية ضيقة”.


وتابع بن شماش قائلا “لا أود أن تفوتني الفرصة دون أن أحيي النقاش العميق للجمعية البرلمانية اللاتينية الأوروبية “الأورولات”، الذي تابعناه طيلة اليومين، وكذا المسار الذي راكمتموه مع شركائنا الأروبيين، الذين تجمعنا بهم في المملكة المغربية والبرلمان المغربي عقود من الشراكة والتعاون الاستراتيجيين في مختلف المجالات السياسية والاقتصادية والثقافية، وهي التي جعلت المغرب أول بلد افريقي وعربي يحظى بوضع الشريك المتقدم، ولاشك أن هذه المعطيات تتيح لنا فرصا وآفاقا واسعة للتفكير المشترك في خلق الية ثلاثية لحوار برلماني افريقي اروبي لاتيني”.

سارة الرمشي

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.