بورتريه … وهبي المحامي المتمرس وزيرا للعدل

0 708

منذ الاعلان الرسمي عن تشكيل الحكومة الجديدة، وبروز اسم عبد اللطيف وهبي كوزير للعدل، طرحت العديد من التساؤلات من طرف المحللين السياسيين والعارفين بدروب المؤسسة القضائية؛ هل بامكان وزير العدل الجديد عن حزب الأصالة والمعاصرة أن يمنح جرعة ثقة إضافية للمغاربة اتجاه القوانين القضائية مثلما أعاد ترتيب الخط السياسي لحزب الأصالة والمعاصرة، الذي عانى أزمة داخلية قبيل شهور قليلة من الاستحقاقات الانتخابية الاخيرة .

السيد عبد اللطيف وهبي، يعرف بصرامته، وأنه يتمتع بكاريزما قوية، جريء ومقدام ويحسب له من طرف الحقوقيين أنه وبمجرد تقلده منصب الأمانة العامة للحزب البام. يوم التاسع من فبراير الماضي، طالب مرة أخرى بانفراج سياسي أكثر. هذا المطلب كان من جملة مطالبه في خلال حملته الانتخابية للظفر بزعامة البام، وفي هذا الصدد يصفه المهدي بنسعيد عضو المكتب السياسي للحزب والدي تقلد بدوره منصب وزير الشباب والرياضة والثقافة والإتصال في الحكومة ”وهبي شخصية فريدة، يتمتع بملكات تجعله متميزا عن الآخرين..”
فمن يعرف عبد اللطيف وهبي عن قرب يشهد له انه ضليع ومتمرس في دروب السياسة المغربية والقانون، فالرجل يجر وراءه تجربة سياسية ومهنية غنية، فهو ترعرع وسط اسرة يسارية، ومساره المهني والسياسي لم يكن مفروشا بالورود…فالرجل جرب التعسف والاعتقال السياسي، وناضل داخل صفوف الشبيبة الاتحادية المنظمة الشبابية التابعة لحزب الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية سنوات الجمر والرصاص، وقرر بدوره الانضمام الى صفوف رفاق الشهداء حزب الطليعة وكان مقربا من زعيمه احمد بنجلون، الى ان انضم الى حركة لكل الديمقراطيين و انتخب كنائب برلماني عن حزب الجرار عن دائرة تارودانت الشمالية مسقط رأسه حيث رأى النور عام 1961 . ترأس الفريق البرلماني لحزب الأصالة والمعاصرة. وتمكن من أن يفرض نفسه بديلا للأمين العام السابق، حكيم بن شماش بعد ان انتزع تأييد شخصيات سياسية وازنة داخل حزب الجرار بينهم فاطمة الزهراء المنصوري العمدة السابقة لمدينة مراكش والتي تسير شؤون برلمان ( المجلس الوطني ) الحزب والتي تتمتع بشعبية واحترام كبير من لدن القواعد.

عبد اللطيف وهبي المحام الحذق اللبيب الذي يُعرف بأنه صريح ومقدام بل وجريء جدا، فهو يدبر شؤون مكتب المحاماة بالرباط منذ أزيد من عشرين سنة، ولا ترعبه الملفات الحساسة. باختصار فهذا الرجل الذي يوصف بأنه سياسي ومحام ذكي يعي جيدا كيف يُكيف خطابه السياسي، أي نعم لأنك لن تجد ملامح الخوف تتسرب إلى نظراته، بعدما راكم وراءه أعواما من التجارب والخبرة، والذي لم يقترح أن يتقلد حقيبة وزارة للعدل الثقيلة بالملفات الحساسة والملغومة احيانا أخرى، الا لكفاءته وحنكته التي يشهد له بها الخصم قبل الصديق. بل ان البعض الاخر يعلق على استوزاره قائلا:” هذا هو بورفايل وزير العدل الذي طال انتظاره”.

يوسف العمادي .

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.