بيان المكتب السياسي والمكتب الفيدرالي

0 2٬204

الرباط ، في الأحد 28 يوليوز 2019.

عقد المكتبان السياسي والفيدرالي لحزب الأصالة والمعاصرة يوم الأحد 28 يوليوز 2019 اجتماعا مشتركا بالمقر المركزي للحزب بالرباط. و في مستهل هذا اللقاء قرأتالفاتحة ترحما على أرواح ضحايا الفاجعة الأليمة التي أودت بحياة مجموعة من المواطنين والمواطنات بدوار توك الخير بجماعة أجوكاك ، دائرة أسني بإقليم الحوز مساء يوم الأبعاء 24 يوليوز 2019.

وبعد ذلك، استعرض السيد الأمين العام جدول أعمال هذا الاجتماع الهام الذي انعقد في سياق احتفالات الشعب المغربي بالذكرى العشرين للعهد الجديد مع ما تحمله من دلالات تاريخية متجددة للتلاحم الوطني لمختلف مكونات الأمة المغربية،وما تؤشر عليه من أوراش إصلاحية رائدة على درب التقدم والتنمية المستدامة،وترسيخ قواعد الاختيار الديمقراطي في مغرب اختار الانتصار لبناء دولة ديمقراطية يسودها الحق والقانون، ويواصل مسيرة توطيد وتقوية مؤسسات دولة عصريةمتشبثة بقيم الانفتاح والتسامح والحوار، ومتطلعة لصيانة مقومات الهوية الوطنية المنصهرة بمختلف مكوناتها.
واستحضارا للحظة التاريخية التي ينعقد فيها الاجتماع، توقف اللقاء عند مختلف التحديات الدولية،والقارية، والإقليمية، والوطنية مع ما تستدعيه من تعبئة وطنية مستمرة من قبل مختلف الفاعلين والفرقاء السياسيين وعموم القوى الحية لرفع كل التحديات المطلوبة وفي مقدمتها صيانة مقومات الوحدة الوطنية، والدفاع المستمر عن الوحدة الترابية لبلادنا. وفي ذات السياق ، جدد الاجتماع على ضرورة توطيد و استكمال الأوراش والديناميات الإصلاحية مع ما تتطلبه من تأهيل مؤسساتي شامل من أجل مجابهة مختلف التحديات والعوائق التي لا تزال تحول دون انتاج كامل آثارها الإيجابية على حياة المواطنات والمواطنين .
هذا، وقد توقف الاجتماع عند المهام المطروحة على الفاعل السياسي من مختلف المواقع استجابة للأدوار التي ينبغي أن يضطلع بها في سياق إقليمي وجهوي غير مستقر،وفي سياق وطني يتطلب تحصين مختلف المكتسبات الدستورية المتحققة، والدفاع عن مقومات الاختيار الديمقراطي. وهو ما يتطلب من حزب الأصالة والمعاصرة استحضار روح مشروعه التأسيسي، والرهانات الكبرى المرتبطة بالمهام المرحلية والمستقبلية مع ما تفرضه من مهام مستعجلة على طريق انبعاثه التنظيمي والسياسي والجماهيري لاستعادة زمام المبادرة وفق ما جاء في وثيقة الأمين العام للحزب السيد حكيم بنشماش، المعنونة ب” طريق الانبعاث” والداعية إلى توطيد أدوات الوساطة السياسية والمدنية والاجتماعية، واستكمال مساهمة الحزب بشأن النموذج التنموي الجديد، وإعداد التعديلات المؤسساتية والدستورية والانتخابية التي تتطلبها المرحلة. والعمل بالمقابل ، على المستوى التنظيمي، على استكمال بناء حزب المؤسسات القائم على قواعد التخليق، والانضباط الحزبي، وربطالمسؤولية بالمحاسبة، والالتزام بالمشروع الفكري والسياسي الناظم للحزب، وتيسير الشروط لانبثاق جيل جديد من القادة الحزبيين، والاستثمار الأمثل للخبرة الحزبية في مختلف المجالات والتمثيليات.

وفي ذات السياق نوه المكتبان السياسي والفيدرالي بالأداء المتميز لفريقيه البرلمانيين ولمستوى الالتزام والمسؤولية في أداء مهامهما ،ولانتصارهما لمصلحة الحزب خدمة للقضايا الوطنية ذات الأبعاد الإستراتيجية في المسار التشريعي.وثمن الاجتماع المشترك المصادقة على مشروع قانون الإطار المتعلق بمنظومة التربية والتكوين والبحث العلمي،ومشروعي القانونين التنظيميين حول الأمازيغية، والمجلس الوطني للغات والثقافة المغربية.

ومن جانب آخر، تداول المكتبان السياسي والفيدرالي في المستجدات التنظيمية المرتبطة بالمؤتمر الوطني الرابع للحزب، مستحضران كل التطورات التي أعقبت أشغال الاجتماع الأول للجنة التحضيريةالمنعقد يوم السبت 18 ماي 2019، وما تلاه من مقررات مؤسساتية محتكمة للقوانين التنظيمية للحزب، ومنها على وجه الخصوص قرار المكتب الفيدرالي ليوم الثلاثاء 11 يونيو 2019 المنعقد بفاس والقاضي بإجماع عضواته وأعضائه بطرد السيدين سمير كودار ومحمد أوذمين من الحزب باعتبار الأخطاء الجسيمة التي ارتكباها احتكاما للمادة 65 من النظام الأساسي للحزب،وكذا توصية لجنة التحكيم والأخلاقيات المرفوعة إلىالأمانة العامة للحزب، والتي عرضت على أنظار المكتب الفيدرالي المنعقد بفاس بتاريخ 29 يونيو، والذي أقر بإجماع عضواته وأعضائه تبني التوصية المرفوعة له والقاضية بعدم شرعية انتخاب رئيس اللجنة التحضيرية للمؤتمر الوطني الرابع للحزب،وبطلان جميع الخطوات التي تلتها، واتخاذ قرارات تأديبية في حق من ثبت مساسه بشرف وكرامة مناضلات الحزب.

وفي هذا الصدد، جدد المكتبان السياسي والفيدرالي عزمهما واصرارهما على مواصلة معركة التخليق، وتبعا لذلك، وبتوصية من المكتب السياسي، تقرر تخصيص الاجتماع المقبل للمكتب الفيدرالي لاتخاذ القرارات التأديبية الصارمة في حق من أشارت تقارير المجلس الأعلى للحسابات إلى ثبوت مسؤوليته في اختلالات تدبيرية ومالية، كما أقر اجتماع المكتبين السياسي والفيدرالي خطوة استكمال أشغال الاجتماع الأول للجنة التحضيرية المنعقد بتاريخ 18 ماي 2019 احتكاما للنظامين الأساسي والداخلي للحزب، وتفعيلا لمقررات المجلس الوطني في دورته الأخيرة المنعقدة بتاريخ 5 ماي 2019.
وفي الأخير، دعا المكتبان السياسي والفيدرالي كافة مناضلي ومناضلات الحزب للالتفاف حول المشروع السياسي للحزب بوصفه مشروعا حداثيا ديمقراطيا يستند على قيم ومبادئ ناظمة للممارسة السياسية تقوم بالأساس على تخليق السلوك السياسي، وربط المسؤولية بالمحاسبة، والاحتكام لقواعد العمل المؤسساتي،ومواصلة التعبئة الفردية والجماعية لإنجاح مختلف المحطات والاستحقاقات التنظيمية والسياسية القادمة.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.