تعقيب عربوش على الوزير الفردوس عرَّى ضعف تواصل الوزارة وبين افتقار الحكومة لمقاربة متكاملة في عملية دعم المؤسسات الصحافية

0 485

أكدت السيدة أمال عربوش، النائبة البرلمانية عن حزب الأصالة والمعاصرة أن تداول ثلاث وزراء منذ تعيين حكومة سعد الدين العثماني على وزارة الثقافة والشباب والرياضة، أدى إلى ارتباكات متتالية في التدبير، سببها، بحسب النائبة البرلمانية، الاختلاف في طرق تدبير هذا القطاع الحيوي بمرجعيات حزبية مختلفة، وتراكم إخفاقات الوزراء المعفيين ومن سبقوهم، دون إغفال الضعف البنيوي الذي يعاني منه هذا القطاع وهو ما يحول دون الارتقاء به إلى مستوى انتظارات الشعب المغربي.

وفي تعقيبها على جواب عثمان الفردوس، وزير الثقافة والشباب والرياضة على سؤال حول استراتيجية مواجهة تداعيات جائحة كورونا، سجلت السيدة عربوش، باسم فريق الأصالة والمعاصرة بمجلس النواب، تقصير الوزارة في العملية التواصلية وعدم تفاعلها منذ 14 مارس الماضي مع الأحداث، وذلك بالرغم من أنها كانت معنية بقوة على المستوى الرياضي، وتأطير الشباب والتحضير للمخيمات الصيفية، ومواكبة والطفولة ومراكز التأهيل النسوي.

مشيرة إلى أنه لم يُلمس تصور الوزارة حول خطة العمل الحكومية خلال فترة الحجر الصحي، والسبل الكفيلة باستئناف الأنشطة الرياضة، خلال فترة ما بعد الحجر، بمختلف أنواعها لتجاوز الأزمة المحدقة بالقطاع، ما يعني أن الحكومة قد رفعت يدها، إلى حدود الساعة، على هذا القطاع.

مشددة خلال ذات التعقيب على أن حوالي 400 ألف طفل حرموا من الاستفادة من عملية التخييم المفروض أن الوزارة تشرف عليها، مضيفة بالقول أنه إذا كان من حق الوزارة اتخاذ إجراءات لمنع انتشار الوباء وعدم ظهور بؤر جديدة، فإن المبادرة التي تحدث عنها الوزير في جوابه بخصوص اعتماد حلول مبتكرة بشراكة مع المجتمع المدني وباعتماد تقنيات حديثة، كان بإمكان الوزارة القيام بها خلال فترة الحجر الصحي، خصوصا وأن الطفولة المغربية عاشت مجموعة من الاعطاب النفسية، فكان من الأولى مواكبة هؤلاء الأطفال وهم في البيوت بأنشطة وبرامج وصيغ ترفيهية للتنشئة الاجتماعية.
موجهة خطابها للوزير الفردوس بالقول: “لا يمكن التحجج بالحجر الصحي والاكراهات المواكبة له، لتعطيل أوراش أو تأجيلها، خصوصا في كل ما له علاقة بالدينامية التربوية، حيث حددتم موعدا للتخييم خارج سياق فصل الصيف، أي خلال شتنبر المقبل، وهي الفترة التي تتزامن مع الدخول المدرسي، ما يعني أن وزارتكم بصدد الحديث عن إلغاء عملية التخييم لهذه السنة، ونتمنى أن لا يكون هذا الإلغاء ذريعة لتقليص أو إلغاء الميزانية المخصصة لهذه العملية”.

وعلاقة بموضوع الرياضة الوطنية، وبلغة الأرقام، أشارت النائبة البرلمانية إلى المئات من الجمعيات الرياضية وعشرات الآلاف من ممتهني الرياضة الذين وجدوا أنفسهم بدون مورد رزق ولا تغطية اجتماعية، واصفة الأمر بالنقطة السوداء في سجل تدبير الرياضة الوطنية. مسجلة فشل الحكومة في ضمان العيش الكريم لجميع الممارسين الرياضيين بجميع الفئات والدرجات، داقة ناقوس الخطر بسبب وجود أندية مهددة بالزوال، ورياضيين وجدوا أنفسهم على حافة الفقر.

وفي الوقت الذي يعتبر فيه قطاع الشباب والرياضة المشرف على مجالات عدت تهم شريحة واسعة من الشعب المغربي، إلا أن هذه الشريحة، تقول السيدة عربوش، وطيلة فترة الحجر الصحي خارج انشغالات الحكومة، “وربما سيتم التضحية بها بمبرر التوازن في مشروع القانون المالي التعديلي، وهو ما يزيد في تأكيد الضبابية وعدم وضوح التي تنتهجها الحكومة في تعاملها مع الأزمة التي تعيشها البلاد”.

قرار تعليق طبع وتوزيع الصحف الورقية، كان حاضرا في تعقيب النائبة البرلمانية، نظرا لتسببه في أزمة للمؤسسات الإعلامية، عمقت من أزمة الإفلاس التي كان يعيشها القطاع حتى قبل الجائحة. وبالرغم من أن المخطط الاستعجالي الذي اعتمدته الوزارة لإنقاذ الصحافة المكتوبة خصص مبلغ 75 مليون درهم كدعم للمقاولات الصحفية، إلا أن المقاولات الصحفية الورقية، تقول السيدة عربوش، مرتبطة بمقاولات أخرى تهتم بمجالات الطبع والنشر والتوزيع، وتشغل عددا من الصحافيين والتقنيين والموزعين، إضافة إلى فاعلين آخرين مثل الأكشاك والمقاهي والإدارات وحتى القراء.

دعم وصفته السيد النائبة البرلمانية عن فريق الأصالة والمعاصرة في تعقيبها على جواب وزير الثقافة والشباب والرياضة عثمان الفردوس خلال الجلسة الأسبوعية المنعقدة أمس الإثنين 29 يونيو 2020، بالمساهم في حل أزمة الأجور واحتفاظ المؤسسات الصحافية بجزء كبير من مناصب الشغل، مشددة على أن أي حديث عن عودة الوضع الذي كان عليه القطاع إلى ما قبل الجائحة لن يتم في ظرف أقل من سنة، على اعتبار أن قطاع الصحافة، في إطار منظومة متكاملة، شأنه شأن الاقتصاد الوطني يتأثر بمحيطه وبالمتدخلين في سلسة الإنتاج والتوزيع والاستهلاك المرتبطة به.

خديجة الرحالي

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.