تمزكانة تحتفي بالذكرى ال 50 للمسيرة الخضراء بندوة وطنية حول البناء والنماء واستحضار المسيرة الدبلوماسية للمغرب
احتضنت؛ جماعة تمزكانة بدائرة غفساي، التابعة لإقليم تاونات، نهاية الأسبوع المنصرم، ندوة وطنية تحت عنوان: “خمسون سنة من المجد، خمسون سنة من البناء والنماء”، في إطار الاحتفالات التي تنظمها الجماعة تخليدا للذكرى الخمسين لانطلاق المسيرة الخضراء المظفرة.
وجاء تنظيم الندوة، بإشراف مجلس جماعة تمزكانة، وبشراكة مع فعاليات جمعوية محلية، ضمن برنامج احتفالي متكامل يجمع بين البعد التاريخي والوطني والدينامية التنموية التي تشهدها المنطقة.
وتزامنت الفعاليات مع القرار الأممي الأخير رقم 2797 الداعم لمبادرة الحكم الذاتي تحت السيادة المغربية، والذي اعتبرته فعاليات الندوة امتدادا للمسيرة الدبلوماسية الناجحة التي يقودها جلالة الملك محمد السادس نصره الله.

الندوة عرفت تأطير د. محمد الحجيرة، النائب البرلماني ورئيس مجلس جماعة تمزكانة، ود. الحاج ساسيوي، رئيس المنتدى الجهوي للتعليم العالي بالجهة.
في مداخلته، أكد الحجيرة أن الاحتفال بالمسيرة الخضراء ليس مجرد مناسبة رمزية، بل هو استحضار متجدد لقيم الوطنية والإيمان والوفاء التي جسدها المغاربة سنة 1975، مشيرا إلى أن شعار الندوة “خمسون سنة من المجد، خمسون سنة من البناء والنماء” يلخص مسار المملكة منذ استرجاع أقاليمها الجنوبية إلى اليوم، حيث انتقلت من مسيرة التحرير إلى مسيرة التنمية بقيادة جلالة الملك محمد السادس.
وأضاف الحجيرة أن القرار الأممي الأخير يعد انتصارا سياسيا ودبلوماسيا جديدا للمغرب، مؤكدا أن المجتمع الدولي بات أكثر اقتناعا بجدية ومصداقية المبادرة المغربية للحكم الذاتي كحل وحيد وواقعي للنزاع الإقليمي المفتعل.
واعتبر أن تزامن القرار مع الذكرى الخمسينية للمسيرة الخضراء يحمل رمزية قوية، إذ يعكس استمرار المسيرة في بعدها التنموي والسياسي والإنساني.
وشدد الحجيرة على أن تخليد الذكرى في جماعة جبلية كتمزكانة يجسد روح المسيرة الخضراء في بعدها الشعبي والوحدوي، مؤكدا أن الجيل الجديد مدعو اليوم إلى خوض “المسيرة الثانية”، أي مسيرة التنمية، والعدالة المجالية، والكرامة الاجتماعية، بنفس روح الإيمان والعزيمة التي حركت أجداد المغاربة قبل خمسين سنة.
أما ساسيوي، فقد ركز في مداخلته على “الرؤية الاستراتيجية للملك الحسن الثاني في هندسة المسيرة الخضراء: من حدث وطني إلى نموذج رائد في التحرر السلمي”، مبرزا أن المسيرة كانت تجسيدا لعبقرية الحسن الثاني رحمه الله، الذي جمع بين الشرعية التاريخية والشرعية الشعبية في استرجاع الأقاليم الجنوبية بطريقة سلمية شكلت نموذجا عالميا في إدارة النزاعات.
وأوضح ساسيوي أن المسيرة الخضراء قامت على مبدأين أساسيين: الشرعية التاريخية والوطنية التي تربط الصحراء بالعرش العلوي، والتحرر السلمي كخيار استراتيجي قائم على الحكمة والحنكة السياسية.
كما أشار إلى أن التخطيط المحكم للمسيرة وتنظيمها الشعبي غير المسبوق أكسبها بعدا إنسانيا كونيا جعلها مرجعا دوليا في التحرر السلمي.
واختتمت فعاليات الندوة بتقديم لوحات فنية ومسرحيات تمجد المسيرة الخضراء ورموزها الوطنية، وعروض من التراث الجبلي المحلي تمزج بين العيطة الجبلية وفن التبوريدة، إلى جانب تكريم عدد من أبناء جماعتي تمزكانة وسيدي المخفي الذين شاركوا فعليا في المسيرة سنة 1975، ومنحهم شهادات تقدير وجوائز رمزية عرفانا بإسهامهم الوطني.

مراد بنعلي