توقيع مذكرة تفاهم بين مجلس جهة طنجة ومقاطعة مومباسا الكينية لتقوية التعاون الترابي وتعزيز الشراكة

0 531

تمَّ، أمس الخميس 29 أبريل الجاري، التوقيع على مذكرة تفاهم بين مجلس جهة طنجة-تطوان-الحسيمة وحكومة مقاطعة مومباسا بدولة كينيا، تهدف إلى وضع إطار للشراكة من أجل تعزيز سبل التعاون اللامركزي في المجالات ذات الاهتمام المشترك.

وجرى توقيع المذكرة عبر تقنية التناظر المرئي، من طرف كل من رئيسة مجلس الجهة، السيدة فاطمة الحساني، رئيس حكومة مقاطعة مومباسا، السيد علي حسن جوهو، بحضور سفير المملكة المغربية لدى كينيا، السيد المختار غامبو، ونائب رئيسة مجلس الجهة المكلف بالتعاون الدولي ومغاربة العالم، السيد محمد بوهريز، ورئيس قسم الرقمنة وتبسيط المساطر بالمركز الجهوي للاستثمار لجهة طنجة تطوان الحسيمة، السيد عادل علاش.

وبهذه المناسبة، تحدثت الحساني عن أهمية توقيع مذكرة التفاهم هاته، والفريدة من نوعها بين المملكة المغربية وجمهورية كينيا، اللتين تجمعهما روابط تاريخية تعود إلى القرن الرابع عشر حين زار الرحالة ابن بطوطة كينيا عام 1331م، مشيرة إلى أن هاته العلاقات التي تدخل في إطار العلاقات جنوب -جنوب، تبرز الإيمان الراسخ القائم لدى المغرب ملكا وحكومة وشعبا، بالبعد الإفريقي للمغرب، باعتباره قيمة مضافة للمملكة المغربية .

وأضافت المتحدثة إن هذه الشراكة بين جهة طنجة تطوان الحسيمة ومقاطعة مومباسا، التي تعتبر الأولى من نوعها على المستوى الترابي بين المغرب وكينيا، من (الشراكة) من شأنها تعزيز العلاقات الثنائية بين البلدين على أساس “رابح -رابح “.

وقدمت رئيسة المجلس، عرضا مختصرا عن التجربة اللامركزية التي أخذت بها بلادنا منذ ستينيات القرن الماضي، والتي توجت باعتماد الجهوية المتقدمة كاطار لتحقيق التنمية الاقتصادية والاجتماعية الترابية المنشودة، مما منح الجهات اختصاصات واسعة، يتصدرها العمل على تحقيق التنمية الاقتصادية عبر تحسين جاذبية التراب بخلق مناطق للأنشطة الاقتصادية والصناعية ودعم المقاولة والتكوين المهني والتشغيل، بغرض خلق الثروات بتراب الجهات وإحداث مناصب الشغل وتحسين دخل الساكنة، مبرزة أهمية اختصاص ذاتي أخر للجهات، ويتعلق الأمر بالتعاون اللامركزي، الذي يعد آلية فعالة لتنزيل مختلف الاختصاصات التي تضطلع بها الجهات.

وفي هذا الإطار، قالت الحساني إن جهة طنجة تطوان الحسيمة، تتوفر على مجالات كثيرة للاستثمار، بدليل الإقبال الكبير للمستثمرين الأجانب للاستفادة من الفرص المتعددة التي تتيحها الإمكانات والمؤهلات التي تتوفر عليها. مؤكدة على أن الشراكة مع مقاطعة مومباسا، سيكون لها بعد أورو-متوسطي بل دولي، وستفتح للكينيين آفاقا مهمة في شتى مجالات التعاون والشراكة.

وخلصت المتحدثة إلى التأكيد أنها موقنة بأن الشراكة بين جهة طنجة تطوان الحسيمة ومقاطعة مومباسا سيكون لها وقع إيجابي على ساكنتي الجهتين والبلدين معا، معبرة عن اعتزام مجلس الجهة أجرأة مكونات هذه المذكرة لمنحها كل شروط التنزيل على ارض الواقع.

وبدوره أكد سفير المغرب لدى كينيا، السيد المختار غامبو، على أهمية هذه الشراكة الفريدة من نوعها، لكونها الأولى ليس فقط داخل جمهورية كينيا وإنما على صعيد شرق إفريقيا، مضيفا أن مذكرة التفاهم هذه تاتي في اطار التوجه الذي يقوده جلالة الملك محمد السادس في علاقات المملكة مع الاشقاء الأفارقة في اطار التعاون جنوب -جنوب على اساس رابح-رابح.

وأشار غامبو، إلى وجود العديد من الخصائص المشتركة التي تتقاسمها كل من جهة طنجة تطوان الحسيمة ومقاطعة مومباسا، لاسيما مدينة طنجة التي تتوفر على إرث تاريخي وحضاري كبير في مقابل مومباسا التي تعتبر المدينة السياحية الأولى في جمهورية كينيا، معتبرا أن هذه الشراكة ستدفع حتما البلدين إلى تعزيز التعاون في العديد من المجالات على رأسها الاقتصاد الأزرق.

واعتبر غامبو أن مذكرة التفاهم المبرمة ستشكل شراكة نموذجية بالنسبة لباقي الجهات، نظرا لدورها في تقوية العلاقات بين البلدين في المجالات الاقتصادية والسياسية والثقافية، مشيرا في هذا الصدد إلى أن العلاقات المغربية الكينية تعود إلى القرن الرابع عشر ميلادي، وتم وصفها في نص لابن بطوطة الذي تردد على مومباسا عدة مرات.

من جانبه، توقف نائب رئيسة مجلس الجهة المكلف بالتعاون الدولي، عند المكانة العالمية الكبيرة التي تحظى بها مدينة طنجة، وحضورها الكبير في العلاقات الدولية، مما جعلها في الماضي “عاصمة دبلوماسية” بامتياز للمغرب.

وأبرز بوهريز، التطور الذي شهدته المدينة، التي تميزت في الماضي كحاضرة سياحية، قبل أن تتبنى توجها نحو المجال الصناعي، مبرزا في نفس السياق عدة مؤشرات لجودة الحياة في طنجة، التي تعتبر من بين عناصر الجاذبية التي تتميز بها.

وقدم رئيس قسم الرقمنة وتبسيط المساطر بالمركز الجهوي للاستثمار، السيد عادل علاش، من جانبه، عرضا معززا بالارقام والاحصائيات حول المؤهلات الطبيعية والاقتصادية الكبيرة التي تزخر بها الجهة، ،مبرزا ان الدينامية الاقتصادية التي تشهدها الجهة جعلتها تتبوا المرتبة الثالثة كقطب اقتصادي وطني في افق تحولها الى قطب ثان وطنيا في الافق المنظور.

وسجل المتحدث تعزيز محفزات الاستثمار على مستوى الجهة، بدخول قانون تبسيط المساطر، حيز التنفيذ، ، مما ساهم بشكل ملموس، في تبسيط المساطر وتقليص آجال معالجة ملفات الاستثمار، حيث أن معدل آجال معالجة الملفات تقلص من 113 يوما إلى 10 أيام ونصف اليوم برسم الثلاث أشهر الأولى من سنة 2021 و من المتوقع أن يتقلص هذا الأجل إلى 5 أيام عند متم السنة الجارية.

من جهته، أعرب رئيس حكومة مقاطعة مومباسا، علي حسن جوهو، عن انبهاره بالتطور الاقتصادي المتواصل والمميز الذي حققه المغرب تحت قيادة صاحب الجلالة الملك محمد السادس. مؤكدا اهتمامه بإرساء شراكة متعددة القطاعات مع جهة طنجة-تطوان-الحسيمة.

وأكد جوهو، أن مذكرة التفاهم التي تم التوقيع عليها مع مجلس جهة طنجة تطوان الحسيمة، تعد مدخلا لتوقيع اتفاقية شراكة بين الجانبين في المجالات ذات الاهتمام المشترك ، مبرزا أنها ستشكل فرصة مواتية لتدارك الفرص الضائعة على مدى سنوات طويلة، من خلال تبادل الخبرات والتجارب الفضلى بين الجانبين بما يخدم المصالح المشتركة المغربية الكينية وطنيا وترابيا.

وأعرب جوهو عن عزمه على القيام بزيارة لجهة طنجة تطوان الحسيمة مباشرة بعد انتهاء شهر رمضان رفقة وفد رفيع المستوى بغرض التوقيع الفعلي على مذكرة التفاهم الموقعة اليوم “عن بعد”، بغرض تفعيل مختلف بنودها في إطار اتفاقية شراكة ستربط جهة طنجة تطوان الحسيمة ومقاطعة مومباسا مع الوقوف بعين المكان على التطور المتلاحق الذي يشهده تراب الجهة المغربية في مختلف المجالات.

مراد بنعلي

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.