حزب الأصالة والمعاصرة: رهانات العمل السياسي المسؤول والتجديد المؤسساتي.
يواصل حزب الأصالة والمعاصرة أداءه السياسي برؤية واضحة ومسؤولية عالية، مؤمنًا بدوره الحيوي في تعزيز المسار الديمقراطي، وترسيخ ثقافة العمل المؤسساتي القائم على المبادرة، والنجاعة، والالتزام بخدمة الصالح العام. ومنذ تأسيسه، حرص الحزب على إحداث قطيعة مع ممارسات التدبير التقليدية، واضعًا نصب عينيه مشروعًا وطنيًا متجددًا، يُعيد الثقة في السياسة ويمنحها مضمونًا فعليًا يلامس انتظارات المواطن.
لقد شكّل الحزب فاعلًا مركزيًا في المشهد السياسي الوطني، سواء من خلال موقعه في التسيير العمومي أو من خلال أدواره التأطيرية والتشريعية. وأسهم على امتداد سنوات في بلورة سياسات عمومية طموحة، همّت مجالات جوهرية كتعزيز العدالة الاجتماعية، وتحقيق التنمية المجالية، والنهوض بأوضاع العالم القروي، فضلًا عن مواكبته لمسار الجهوية المتقدمة، باعتبارها ركيزة أساسية في تحقيق التوازن التنموي بين الجهات.
ويُحسب لقيادة حزب الأصالة والمعاصرة أنها اختارت نهج المسؤولية والتبصر، مع الالتزام الدائم بالحوار الهادئ والتفاعل البناء مع القضايا الوطنية. وفي خضم متغيرات سياسية متسارعة، أظهر الحزب قدرة واضحة على الحفاظ على تماسكه الداخلي، من خلال تجديد هياكله، والانفتاح على طاقات جديدة، وترسيخ مبادئ الديمقراطية الداخلية، بعيدًا عن منطق الزعامات الفردية أو الحسابات الضيقة.
كما استطاع الحزب أيضا أن يحقق حضورًا وازنًا في مختلف المؤسسات، مؤكدًا على أنه ليس مجرد إطار سياسي، بل قوة اقتراحية حقيقية تعمل من داخل المؤسسات من أجل إرساء نموذج تنموي أكثر عدالة ونجاعة. ولعل ما تحقق على مستوى السياسات الترابية والاجتماعية دليل على مدى التزام الحزب بتعهداته وحرصه على جعل المواطن في صلب العملية السياسية.
وفي هذا السياق، لا يمكن إنكار أن الساحة السياسية تعرف من حين لآخر بعض الانزياحات الخطابية، التي تميل نحو الشخصنة والتشويش بدل التركيز على تقييم الأداء وتقديم البدائل. غير أن حزب الأصالة والمعاصرة، وفي تناغم مع تحولات المملكة بقيادة جلالة الملك محمد السادس نصره الله، يحرص على الارتقاء بالممارسة السياسية إلى مستوى اللحظة الوطنية الراهنة، التي تتطلب من الجميع التحلي بالجدية والصدق في التعاطي مع انتظارات الشعب المغربي.
إن الرهان اليوم وكما كان دائمًا، هو وعي المواطن، وقدرته على التمييز بين من يشتغل في صمت وجدية، ومن يركن إلى الشعارات والاستهلاك الإعلامي. ومن هذا المنطلق، يدعو حزب الأصالة والمعاصرة إلى تكريس مناخ سياسي ناضج، قائم على التنافس النزيه والحوار المثمر، في أفق بناء مغرب العدالة والكرامة والإنصاف. كما أن الحزب سيبقى وفيًا لمرجعيته وثوابته، ملتزمًا بمسار الإصلاح، منخرطًا بقوة في مسيرة البناء الديمقراطي، ومؤمنًا بدور المؤسسات القوية، والقيادة المتبصرة، والمواطن الفاعل، كركائز أساسية لنموذج تنموي يستجيب لطموحات المغاربة.
#نوال_اليتيم
#عضو_المجلس_الوطني_للحزب