حزب الأصالة و المعاصرة يشهد ولادة ثانية ..

0 1٬096

يسطع نجم الجرار في سماء الحياه السياسية الوطنية و يعرف بالتالي حزب الأصالة و المعاصرة من جديد ولادة ثانية يوم 4 يناير 2020 بمدينة سلا و ذلك بعد “حول كامل” من الإختلاف و التشنج كاد الحزب أن يشهد تمزيقا عنيفا و شرذمة عاصفة تؤدي إلى تعزيز صف الطرح السياسي الوحيد في الساحة السياسية المغربية المسنود بثقاقة استغلال الإرث المشترك للمغاربة.

مابين تاريخ 5 يناير 2019 و تاريخ 4 يناير 2020 أي بعد سنة بالتمام و الكمال ولج البام إلى خندق مظلم و كاد أن تتم عملية إقباره فيه حيث لم ينتج الحزب داخل النفق إلا االصراعات المجانية و التشنج اللانهائي و الملاسنات الفضيعة و أسيلت كميات هائلة من المداد خلال مقالات و استجوابات و تحاليل صحفية و ردود أفعال من كلا الطرفين لم تسهم إلا في إبعاد المواطن عن الشأن السياسي و الحزبي . تدخلت كل المنظومات في هذا الصراع منها الإعلامية و الصحفية والإدارية وحتى القضاء قال كلمته خلال هذا الحول من الزمان مرتين إبتدائيا و إستئنافيا .

فقد شكل تاريخ 5 يناير 2019 بداية لنهاية الهدنة و الصفاء التنظيمي و التأثير السياسي الإيجابي لحزب الأصالة و المعاصرة في المعادلة السياسية و لم يزد ما سمي أنذاك بالبروتكول الإتفاق إلا التوتر و التشنج لأنه كان إعلانا للإنحدار الديمقراطي و الضعف التنظيمي أكثر مما كان صعودا تنظيميا و نهضة سياسية بل أدخل البام في المتاهة الثنائية و القطبية السلبية التي تعسفت على كل دواليب و مؤسسات و قوانين الحزب.

بين التاريخين المذكورين اعلاه ضاع وهج الحزب و ضاعت معه آمال الشعب المغربي في إنتشاله من السياسات العمومية اللإجتماعية واللاشعبية ومن بؤر البؤس و التهميش و التيهان وكادت أن تنطفئ شمعة ثقافة جديدة مسعاها يدور حول الفكر التنويري المعاصر في اتجاه سياسة حقيقية على الأصعدة الإجتماعية و الإقتصادية و المجالية و… ثقافة تمقت بل و تحارب بمنهجية التوظيف للإرث المشترك للشعب المغربي.

و بين التاريخين أيضا تمخضت أحداث و وقائع كانت كلها سلبية و التي كان أبرزه هو يوم السبت الأسود بتاريخ 18 ماي 2019 و المتمثل في إلتئام أعضاء اللجنة التحضيرية للمؤتمر الوطني الرابع بالرباط حيث كان اليوم الذي تفرقت بنا السبل ميدانيا و تنظيميا و أتسعت الهوة بين الضفتين : “ضفة الشرعية و ضفة المستقبل “. و بدأ التنظير و التعبئة لكلا الخطابين و أصبح كل طرف يصوغ محددات و مرتكزات ضد الأخر في ندوات و إعلانات و أقاليم مسعى كل طرف هو الإنتصار و التمكن من تسيير دواليب الحزب و وضع الاخر في ردهات المغلوب .

بالرغم من هذا و ذاك و كل التشنخ التنظيمي و ضياع الحول السياسي و السنة التنظيمية هباء فإن البام عرف كيفية الخروج من النفق – الخندق المظلم و أدرك أنه لا يصح إلا الصحيح إنسجاما بالقولة التاريخية المأثورة ” رب ضارة نافعة” و عمد إلى نسخ السبت الأسود ليوم 18 ماي 2019 بسبت أبيض بتاريخ 04 يناير 2020 بوعي أكيد و إدراك سياسي لكل الجسم التنظيمي أن هناك حقيقة مؤكدة مفادها أن فراغ البام و صراعه سيكون فائدة و ربحا سياسيا ستجني جهة معلومة ثماره كما أن الفراغ القاتل الذي سيتركه الحزب في الساحة و الحياة السياسية المغربية سوف لا محالة سيترعرع فيها فكر تعبوي أحادي يضر بالمغاربة والشعب قاطبة. فتغليب الوحدة التنظيمية وإنعاش الحياة السياسية والخروج من الحلقة المفرغة الصراعية الداخلية هي معادلة في خدمة الشعب و الوطن .

فتحية نضالية عالية لكل الجسم التنظيمي للبام و لكل مهندسي المصالحة .

عبد الواحد بودهن
عضو المكتب الفيدرالي لحزب الأصالة والمعاصرة.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.