خلال لقاء جمع بين رئيسة جهة طنجة والقائم بأعمال السفارة الأمريكية بالمغرب .. آفاق واعدة للشراكة والتعاون بين الجانبين

0 571

استقبلت، رئيس مجلس جهة طنجة تطوان الحسيمة، السيدة فاطمة الحساني، مساء أمس الاثنين 17 ماي الجاري، بمقر مجلس الجهة، القائم بالأعمال بالبعثة الدبلوماسية الأمريكية بالمغرب، السيد ديفيد ج غرين، وذلك على هامش الحفل الذي ترأسه هذا الأخير بمدينة طنجة، تخليدا لمرور 200 سنة على فتح المفوضية الأمريكية بحاضرة البوغاز.

اللقاء يندرج في سياق مبادرات “الدبلوماسية الموازية” التي ينهجها مجلس الجهة وانفتاحه على محيطه الخارجي، بهدف تسويق تراب الجهة والتعريف بمؤهلاتها المختلفة.

بداية، أشادت الحساني بالدينامية التي تميز العلاقات المغربية-الأمريكية، مشيرة إلى تزامن هاته الزيارة مع ذكرى تخليد مرور 200 على افتتاح المفوضية الأمريكية بمدينة طنجة، حيث تشكل حدثا له دلالاته على مستوى العلاقات المتينة التي تربط البلدين الصديقين على عدة أصعدة وخاصة في مجال التجارة الحرة .

وفي سياق مرتبط، اعتبرت الحساني إن إحداث قنصلية عامة للولايات المتحدة الأمريكية بمدينة الداخلة، من شأنه أن يقوي الشراكة القوية بين البلدين ويخدم المصالح المشتركة بينهما، خاصة أمام البعد الإفريقي الذي يسم السياسية الخارجية للمملكة المغربية في إطار علاقات التعاون جنوب-جنوب. مجددة في هذا الإطار، تعبيرها عن الامتنان للإدارة الأمريكية، لاعترافها بسيادة المغرب على أقاليمه الجنوبية، وهو الحدث الذي سيظل راسخا في أذهان جميع المواطنين المغاربة كإشارة دعم ومساندة قوية من بلد حليف وصديق.


وبعد أن قدمت لمحة موجزة عن نظام الجهوية المتقدمة الذي أخذ به المغرب منذ 2015، بموجب دستور 2011، والذي منح اختصاصات واسعة للجهات، أبرزت رئيسة مجلس الجهة، أن المجلس تبنى رؤية تنموية وضعت المواطن في صلب اهتماماته،في إطار احترام العدالة المجالية بين عمالتي وأقاليم الجهة .

واستعرضت الحساني في هذا السياق إسهامات المجلس في عدة برامج تندرج في إطار تقليص الفوارق المجالية، إضافة إلى المجهودات المتواصلة لتحقيق التنمية الاقتصادية، لا سيما في ظل تداعيات جائحة كورونا، وذلك من خلال إحداث مناطق للأنشطة الاقتصادية والصناعية في الأقاليم الثمانية للجهة، بهدف تحسين جاذبية التراب وتأهيله لاستقطاب الاستثمارات.

وقالت رئيسة مجلس الجهة إن هذه الجهود واكبتها دينامية أخرى تمثلت في دعم مشاريع لتأهيل العنصر البشري، مثل الإسهام في مشروع مدينة المهن والكفاءات وإحداث مراكز للتكوين المهني. ونوهت المتحدثة في هذا الصدد بالدعم الأمريكي على هذا المستوى في إطار برنامج “تحدي الألفية”.

وأشارت الحساني إلى أن هاته الدينامية التنموية التي يقودها مجلس الجهة، انضافت إلى ما تشهده هاته الأخيرة من مشاريع مهيكلة كبرى تشرف عليها الدولة، مما من شأنه أن يبوئ جهة طنجة تطوان الحسيمة، التي تعد حاليا ثالث قطب اقتصادي على المستوى الوطني، التموقع في المرتبة الثانية ولما لا الأولى في غضون الـ 25 سنة القادمة، وفق توقعات المخطط الجهوي لإعداد التراب المصادق عليه مؤخرا من قبل مجلس الجهة .

ولفتت المتحدثة، الانتباه إلى أن الرؤية التنمويةً لمجلس الجهة، تغطي أيضا المجالات ذات الوقع الاجتماعي المباشر على الساكنة، وخصوصا تقوية العرض الصحي ودعم قطاع التربية والتعليم، مع بذل جهود خاصة للنهوض بقطاع الاقتصاد الاجتماعي والتضامني، الذي يستهدف الفئات الهشة خاصة النساء اللواتي يشكلن الحلقة الأضعف للهشاشة، لاسيما في العالم القروي.

وشكلت المناسبة، فرصة أطلعت رئيسة المجلس، الدبلوماسي الأمريكي، على المسار الذي قطعه المغرب في مجال مقاربة النوع والسياسات المتعلقة بتقوية حضور المرأة في مختلف المجالات، مبرزة أن المشرع المغربي، حسم هذا الأمر بتخصيص 30 في المائة كحد أدنى للتمثيلية السياسية للنساء داخل المجالس المنتخبة. وقدمت الحساني ملتمسا إلى المسؤول الأمريكي بمزيد من الدعم للبرامج التنموية على مستوى الجهة، من أجل تحقيق الأهداف المنشودة من البرامج المسطرة في مختلف مجالات تدخل المجلس.

ومن جانبه، نوه المسؤول الأمريكي بالتقدم الكبير والملحوظ الذي عرفته جهة طنجة تطوان الحسيمة خلال السنوات الأخيرة على مستوى البنيات التحتية وأهمية الاستثمارات والمشاريع المنجزة بالجهة، مؤكدا على مواصلة بلاده دعم مبادرات التنمية الجهوية في المملكة.

وأضاف المتحدث، أن الولايات المتحدة ملتزمة منذ سنوات طويلة بمعية الشركاء المغاربة من أجل الرفع وتعزيز الفرص الاجتماعية والاقتصادية لفائدة الشباب في ربوع المملكة، مشيرا إلى أن هذه الشراكة الاستثنائية التي تربط البلدين تتعزز بشكل خاص، وذلك بفضل الاستثمارات الأمريكية من خلال الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية، ومؤسسة تحدي الألفية، ومبادرة الشراكة الشرق الأوسطية، وهيئة السلام.

وتعهد الدبلوماسي الأمريكي، بالعمل على تعزيز علاقات التعاون بين المغرب والولايات المتحدة على المستوى الترابي، من خلال البحث في إمكانية توقيع اتفاقية توأمة أو شراكة بين جهة طنجة تطوان الحسيمة وإحدى الوحدات الترابية الأمريكية، وخاصة مع مدينة طنجة التي تجسد قوة الترابط بين المملكة المغربية والولايات المتحدة الأمريكية.

مــــراد بنعلي

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.