ذكــــرى الأمـــل في مغرب أفضل

0 2٬919

الدكتور ياسر اليعقوبي

إثنى عشرة سنة من الوجود.

من النضال المتميز لحزب الأصالة والمعاصرة من جميع النواحي وفي جميع أنحاء البلاد.

السادة الأمناء العامون.
السيدة والسادة رؤساء المجلس الوطني لحزبنا،

السيدات والسادة الأمناء الجهويون و الاقليميون والمحليون،

السيدات والسادة المنتخبون في مختلف المجالس والهيئات،

السيدات والسادة المناضلون الأعزاء،

السيدات والسادة المتعاطفون والمساندون لمشروع حزب الأصالة والمعاصرة،

السيدات والسادة أطر الطاقم الاداري والاعلامي لحزبنا،

اسمحوا لي أن أتوقف هنا وأعبر عن تقديري لجميع المناضلات و المناضلين
وأحيي القيادة الحالية و أترحم على كل المناضلات والمناضل الذين غادرونا الى أرض البقاء.

لجميع المواطنات والمواطنين الذين يتابعوننا عبر شبكات التواصل الاجتماعي ووسائل الإعلام ، في جميع أنحاء العالم،

إنه لم دواعي الفخر و السرور ان نستحضر معا ذكرى وظروف و غاية تأسيس حزبنا في مثل هذا اليوم من سنة 2008 ،

حزب أريد له كأسم، الاصالة والمعاصرة و لكن كمشروع كذلك يربط بين الأصل و التطور من خلال استحضار مجموعة من المبادئ التي تحترم ثنائية الحق والواجب والتعديدية من خلال مبدا:
“وطن يتسع للجميع”
دون تمييز
وتضمن المساوات بين الذكور و الإناث والشباب والأطفال بل و تذهب الى حد بعيد من خلال تشجيع ملكات تحكيم العقل مع الاحترام التام للدستور وركائزه
ومن خلال رسم سياسات عمومية هدفها التنمية بكل تجلياتها مع الحفاظ على التوازنات البيئية .

يفتخر حزب الاصالة و المعاصرة بكونه الحزب الوحيد الذي تناوب على قيادته ستة أمناء عامون في ظرف اثني عشرة سنة وهو دليل بالملموس على إيمان المناضلات والمناضلين بمبدأ التداول وضخ دماء جديدة بعد كل مرحلة.

حزب الاصالة والمعاصرة هو الحزب الوحيد الذي قرر تقديم لائحة وطنية مكونة مائة بالمائة من النساء في الانتخابات الاخيرة كإشارة لضرورة إعادة الاعتبار للمرأة كمكون أساسي للمجتمع و كقوة تنموية هائلة بعيدا على سيادة الفكر الذكوري والاقصاء الممنهج والذي يطبع المجتمعات المتخلفة.

ان حزب الاصالة والمعاصرة قدم مساهمات واسهامات فكرية كثيرة خلال الاثني عشرة سنة الفارطة من خلال العديد من المذكرات والمقترحات العملية التي قدمتها مناضلاته و مناضلوه بصفة شخصية او كهيئات ووقفت على حقائق وليست آراء فقط.

التاريخ لا يكذب.

حزبنا وقف وقفة شجاعة أمام ريح الربيع العربي وقرر مناضلاته ومناضلوه العمل بنكران ذات منقطع النظير، حيال المحاولات الخارجية لزعزعة استقرار البلاد و قرر تقليص حضوره الانتخابي والعمل ميدانيا لفهم الظاهرة والوقوف على نوعية و كم المطالب الاجتماعية والاقتصادية والحقوقية للشارع وتفاعل من خلال برنامج سياسي تم فيه تقويم المشروع المجتمعي للحزب وتوجيهه نحو التنمية الاقتصادية والاجتماعية مع استحضار البعد التضامني و التكافل.

وبالتالي فحزبنا منع، الاجندات الهدامة والعدمية من قبر مكتسبات الحرية والديمقراطية التي ناضل من أجلها العديد من المواطنات و المواطنين وحال دون وقوع البلد في الحلقة المفرغة و التخريب كما وقع في بلدان شقيقة والتي خسرت عقودًا من التنمية، بين الفوضى والعنف والحرب.”

إن حركة لكل الديمقراطيين ومن خلال اشتغالها ميدانيا و بمساعدة العديد من المواطنات والمواطنين والخبراء والمثقفين عملت على تزويد الحزب ببنية تحتية واسعة للتفكير و الابداع، و دعت الى تقديم بديل حقيقي يستجيب الى الحد الادنى من الاخلاق و الكفاءة والوطنية، وفسح المجال أمام الكفاءات الوطنية والشباب من أجل بناء جيل جديد من السياسيين يكون قادرا على انتاج أجوبة التنمية و الرقي بمستويات عيش المواطنات و المواطنين و مؤمنا بقواعد الحكامة والشفافية والفاعلية والديمقراطية.

بل أكثر من هذا فالحركة و هي تتبنى درعا سياسيا كان الغاية منه تنزيل خلاصات سنوات من البحث و التفكير و تقديم بديل حقيقي يشكل قاطرة نموذجية نحو ورش إصلاح الحقل السياسي و مختلف التمارين الإنتخابية.

ربما تخلف الحزب في فترات و زاغ عن هذا الهدف بحكم أن مسيرته لم تكن عادية و شابتها العديد من المتغيرات و التحركات و المزاجية و غلبة المصلحة الخاصة و الأنا.

إن الحزب مسؤول عن بناء هيئة سياسية نموذجية تعكس متطلبات المواطنات و المواطنين و تعيد الثقة في المؤسسات و تكون أكثر جاذبية للكفاءات المغربية من داخل الوطن و من خارجه.

إن حزب الاصالة و المعاصرة و في إطار الدبلوماسية الحزبية عمل على صون الكرامة الوطنية و وسع من شبكة العلاقات حتى مع دول كانت إلى أمد قريب تعتبر عدوة و نقل بأمانة احترام و تضامن المواطنات والمواطنين مع قضاياها المصيرية و بالمقابل حاز التقدير الكبير و التعامل بالمثل فيمايخص القضية الوطنية.

و كما قال أمين العام : “احترام الدول الأخرى جعلنا نحصل على احترام الجميع”.

فيما يخص تدبير الجهات و الأقاليم و المدن والجماعات الترابية، فتجاربنا تتحدث عنا من خلال إشراك باقي التعبيرات السياسية في التسيير و الإقتراح و الانفتاح على المجتمع المدني للوقوف على النواقص قصد تقويمها و الأخذ بالنصيحة في العديد من المشاريع والقرارات..

اليوم يوم عيد كل الباميات و الباميين،
هم نفس الأشخاص،
منهم من غادر التنظيم ومن هم من عام و منهم من بقي وفيا للعهد
و منهم من التحق بالقطار و هو يسير،
المهم، تربطنا جميعا، صداقات و علاقات انسانية عميقة و يسكننا هم وطن أفضل يتسع للجميع، تتجاوز بكثير البطاقة.

عيد ميلاد سعيد و كل عام و انتن و انتم بألف ألف خير.

الذين ينتابهم الذعر من فكرة العودة.
أنتم الحزب والحزب أنتم، المشاركة السياسية والتدبيرية واجب و البقاء للاصلح و الأكثر صبرا.

و بنفس هذه الرؤية والموهبة الوطنية ،
نحن بالامس و اليوم و غدا أعضاء الحزب و المؤسسون، مطالبون بتأهيل أكبر و تكوين أدق وصبر جميل وطنية حقة ، للدفاع عن أعلى مصالح البلاد و الانتصار لمغرب الكفاءات.
المغرب الممكن و مغرب الغد.

بفضل الحزب، يمكننا تنزيل رؤيتها و مشروعنا المجتمعي و المنبثق من صفوفنا،
و بفضل عملنا و إستماتتنا جميعا، يمكن أن نساهم في إعادة الثقة في العمل الحزبي و الفعل السياسي ونحافظ على شموخ وطن غني ببناته و أبنائه و زاخر بتاريخ طويل من العلاقات والصداقة مع محيطه.

تعلمنا التجربة، أنه من الخطأ الفادح، التقليل من أهمية المناضل و الامتداد و التنظيم و البحث فقط في القاموس البراغماتي الضيق.

الرجوع إلى القواعد و البناء انطلاقا من الأساس، أساس كل بناء قويم و قوي سر كل النجاحات.

في عام 2011 راهن الكثير على نهايتنا، بشكل أخرق.
توقعوا اختفائنا و تدمير حزبنا،
و لكن الحقيقة مختلفة تماما.
حدث العكس. بعد خمس سنوات فقط ، في الانتخابات التشريعية لعام 2016 ، استعاد أعضاء الحزب مكانتهم وساهموا في ترسيخ مبدأ التعددية الحزبية من خلال انتخاب رئيس مجلس النواب من حزب عريق رغم تديله النتائج إيمانا منهم بأن الكبير يمرض و لا يموت و نالوا رئاسة مجلس المستشارين و رئاسة العديد من المجالس الترابية و المهنية.

و مع ذلك قرروا ان يصطفوا في المعارضة كخيار نبيل ورسالة الى من يهمه الأمر، أن الحزب لم يأتي ليعرقل عمل جهة أو ليؤثت بيتا غير بيته و لكن ليبني وطنا من خلال فعل متجانس و منسجم.

الساعة تدق.

هناك اشهر قليلة تفصلنا عن يوم الانتخابات.
يجب على جميع أعضاء الحزب مضاعفة وتيرة الاشتغال تحت شعار:
“ما لدينا سيبقى لنا”.

نحن ذاهبون إلى انتخابات مصيرية في حياة الحزب وستشكل التقييم الحقيقي لعملنا
و امتدادنا
و مدى جاذبية مشروعنا
و اقتناع المواطنات و المواطنين بمرشحاتنا و مرشحينا،
إذ لا يمكن لحزب أن يقضي عمره في المعارضة.

يجب ان نجري عمليات اختيار لمرشحينا في الحزب في وقت محدد و باشراك الجميع وبوحدة و إندماج سياسي و نقدم درسا جديدا من دروس الديمقراطية الداخلية من خلال اجراء انتخابات داخلية لاختيار المرشحات والمرشحين و فرض معايير الكفاءة و المعقولية والانضباط و الوطنية.

هذه المرة ، يجب ألا نخطأ التقدير و لا نغيب صغيرا أو كبيرا.

من ناحية أخرى ، لدينا تحالفات صحية مع أطراف مرتبطة بمشروعنا الأيديولوجي يجب ان نستثمرها بذكاء.

لدينا اختلاف إيديولوجي و سياسي مع تعبيرات سياسية أخرى.

نعرفهم جيدا،

بالطبع سنهزمهم.

بالطبع سوف نفوز.

سننتصر.

كل عام و أنتن و أنتم بالف خير.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.