روبورتاج مصور: مقاطعة بطانة سلا..الريفي يكشف تفاصيل حملة استباقية للتعقيم تجاوبا مع نداءات السكان
أصبح مشهد عمال نظافة مرتدين بذلات زرقاء وخضراء خاصة بالتعقيم وآليات الرش والتطهير والنظافة أمرا مألوفا لدى ساكنة مقاطعة بطانة بمدينة سلا خلال الأيام القليلة الماضية، ذلك أن مجلس المقاطعة أعلن منذ أسابيع قليلة، إطلاقه لحملة تعقيم واسعة لمكافحة انتشار الحشرات الضارة، والقوارض. وذلك في إطار الجهود المبذولة للحفاظ على الصحة العامة والحد من مخاطر الأمراض التي تنقلها هذه الحشرات.
وتنفذ هذه الحملة من طرف مجلس مقاطعة بطانة بمدينة سلا، التي يرأسه عماد الدين الريفي، تجاوبا مع شكايات المواطنين عبر الموقع الإلكتروني أو التطبيق الخاص بمصالح مقاطعة بطانة.
وتشمل الحملة رش المبيدات الحشرية وإبادة القوارض وتنظيف وتعقيم أماكن تجمع النفايات في مختلف أنحاء مقاطعة بطانة وحي السلام وحي مولاي إسماعيل وحي السلام الإضافي، مع التركيز على الحدائق العمومية والمساحات الخضراء، وحاويات الأزبال.
حملة استباقية..فعالة ودورية
وتأتي هذه الحملة الإستباقية في ظل تزايد شكاوى المواطنين من انتشار الحشرات الضارة، خاصة خلال فصل الصيف. وتسعى الحملة المنظمة بشكل دوري بين أحياء النفوذ الترابي للمقاطعة إلى القضاء على هذه الحشرات ومنع تكاثرها، وبالتالي حماية صحة المواطنين من مخاطر الأمراض التي تنقلها.
وفي هذا الصدد أكدت مسؤولة عن قسم مصلحة النظافة والبيئة بمقاطعة بطانة في تصريح خاص أن حملة التعقيم المبرمجة ضمن نظام معالجة معروف ب 3D- (désinfection, dératisation et désinsectisation) أي التطهير وابادة الحشرات -محاربة القوراض)، وهو النظام الذي تم العمل به تنفيذا لتوجيهات السادة والسيدات أعضاء مجلس مقاطعة بطانة وفي شخص رئيس مجلس المقاطعة، وذلك كخطوة استباقية للحيلولة دون انتشار مفرط للحشرات الضارة خصوصا وأن فصل الشتاء ولله الحمد كان ماطرا وينبئ بتزايد أعداد الحشرات والقوارض بالنظر إلى أن مقاطعة بطانة تضم عددا من المساحات الخضراء واسعة النطاق.
كما أكد مسؤول آخر عن نفس المصلحة أنهم في إطار التفاعل مع شكايات المواطنين يتم العمل على توجيه نصائح لمواطني الأحياء المستهدفة في كل مرحلة من مراحل حملة التعقيم المسترسلة تباعا على عموم نفوذ المقاطعة بضرورة إغلاق النوافذ والأبواب خلال رش المبيدات الحشرية، وإبعاد الأطفال والحيوانات الأليفة عن أماكن الرش، والحرص على غسل الأيدي جيدًا بالماء والصابون بعد ملامسة أي مواد كيميائية، وكذا اتباع التعليمات والإرشادات الصادرة عن مصالح النظافة والبيئة التابعين لمصالح مقاطعة بطانة سلا.
رأي أصدقاء البيئة
هذه الحملة الاستباقية لتعقيم المساحات الخضراء والحدائق العمومية وأماكن تجمع الحاويات والأزبال لمجلس مقاطعة بطانة، لقيت استحسانا كبيرا من لدن عدد من النشطاء المدنيين الفاعلين في المجال البيئي والتطوعي، خصوصا وأنها تترجم مبدأ المقاربة التشاركية ومبدأ سياسة القرب والتتبع الذي يحرص المجلس على تنزيل مضامينه، وفق ما يفيد محمد الشايب عضو المكتب التنفيذي لجمعية التحدي للتضامن والتنمية النشيطة بمقاطعة بطانة، ويضيف بأن تجاوب أعضاء مجلس المقاطعة مع نداءات الفاعلين الجمعويين وشكايات المواطنين عبر تطبيق المقاطعة والموقع الإلكتروني يحفز كافة الفاعلين المدنيين إلى مزيد من العمل الميداني جنبا إلى جنب مع كافة المؤسسات المنتخبة والسلطات المحلية لتحقيق التنمية المحلية المنشودة والرقي بالحياة اليومية للمواطنين القاطنين بمقاطعة بطانة.
من جهته، أكد ياسين الغزاوني ناشط جمعوي فاعل في المجال البيئي والتطوعي بمدينة سلا أن فوائد حملات تعقيم الحشرات والقوراض تسهم في الحفاظ على الصحة العامة من خلال القضاء على الحشرات الضارة ومنع انتشار الأمراض التي تنقلها. وتابع الغزواني ذو التجربة في مجال الحملات البيئية والأوراش الاجتماعية قائلا: “إن تحسين البيئة من خلال القضاء على الحشرات التي تسبب الضرر للمحاصيل والنباتات، يحسن الذوق العام، ويسهم بشكل كبير في تعزيز القطاع السياحي من خلال خلق بيئة صحية وجذابة للزوار الأجانب والمغاربة القادمين لزيارة أهلهم والتسوق بين المرافق التجارية بالمدينة خلال فترة العطل، وكذا لدى الساكنة التي تختار المنتزهات والحدائق العامة متنفسا خلال فترة الربيع والصيف.
لماذا حملة تعقيم استباقية
للإجابة عن هذا التساؤل، كان لنا اتصال مع رئيس مجلس مقاطعة بطانة عماد الدين الريفي، الذي أفاد في مضمون إجاباته أنه أولا كمسؤول منتخب مسؤول فإنه يسعى جاهدا الى ترجمة مطالب الساكنة؛ إلى مبادرة عملية ميدانية في اطار مقاربة تشاركية وتشاورية مع أعضاء مجلس المقاطعة.

واستطرد السيد الريفي إفاداته بالقول إنه وبالنظر إلى تكوينه الأكاديمي والمهني كخبيـر متخصص في المجال البيئي، فإنه يعي جيدا مخاطر إهمال مكافحة الحشرات والقوارض وإهمال تلوث الحاويات، من انتشار للأمراض وتنقل الحشرات الضارة العديد من الأمراض الخطيرة، بالإضافة إلى أن الحشرات الضارة تسبب الإزعاج للسكان، خاصة خلال فصل الصيف، ناهيك عن الضرر الذي تسببه الحشرات الضارة للمحاصيل والنباتات، مما يؤدي إلى خسائر سوسيو -اقتصادية كبيرة، لا يسع المجال للتطرق إليها بالتفصيل.

تفاعل منصات التواصل الاجتماعي
بالموازاة مع ذلك، نشرت عدد من الصفحات على مواقع التواصل الاجتماعي الفايسبوك التي تعنى بشؤون مدينة سلا؛ عددا من الصور لحملات تعقيم الحشرات والتي لقيت تجاوبا وتعاطفا واسعا من لدن المتصفحين لهذه المنشورات، بين من يدعو الجميع إلى التعاون مع الجهات المعنية لإنجاح هذه الحملات، من خلال اتباع التعليمات والإرشادات الصادرة عنها. ومن يطالب باستمرار هذه الحملات الاستباقية المهمة للحفاظ على الصحة العامة والبيئة.
يوسف العمادي










