زهور الوهابي تتحدث عن مسارها الحزبي-البرلماني وتطالب بفسح المجال أمام الكفاءات وإعادة النظر في طريقة تدبير اللوائح الوطنية

0 970

حلت، عضو الفريق النيابي للأصالة والمعاصرة السيدة زهور الوهابي، مساء يوم الإثنين 04 ماي الجاري، ضيــــفة على الندوة التواصلية المباشرة (عن بعد)، ضمن أول حلقة من مبادرة PAM TALKS، والتي خصصت لموضوع: “اللائحة الوطنية في الانتخابات البرلمانيـــــة”.

الوهابي، التي حاورها كل من عضوي المجلس الوطني للحزب السادة محمد صولوح وهشام عيروض والصحفي يوسف العمادي، (الوهابي) نوهت في مدخل حديثها بالمبادرة كنافذة للتواصل في ظل الظرفية التي تجتازها بلادنا بسبب تفشي فيروس كورونا، معبرة عن تفاؤلها في أن يتم تجاوز الجائحة بأقل الخسائر.

وقدمت بعد ذلك نهج سيرتها، مشيرة إلى أنها ابنة مدينة العرائش لأب عامل وأم ربة بيت، أمضت مشوارها الدراسي (الابتدائي، الإعدادي والثانوي) بالمدرسة العمومية بذات المدينة، تم استكملت دراستها الجامعية بطنجة. موضحة أن “الوعي النضالي” تولد عندها وهي في مرحلة الثانوية، ورغم أنها كانت حائرة ما بين اختيار الفلسفة والعلوم السياسية وهي تهم بدخول الجامعة، إلا أن الاختيار الثاني استهواها أكثر.

التجربة المهنية للوهابي، كان عنوانها نضالي بامتياز، أمضت حوالي 7 سنوات في القطاع الخاص، وبعد خوض مسار نضالي مجددا في العاصمة الرباط تم انتقاء ملف الوهابي ضمن الأطر التي تمت إدماجها في إطار “التوظيف المباشر” سنة 2011، ليتم إلحاقها بالمديرية الإقليمية للتربية والتعليم بمدينة طنجة، هناك ستواصل المتحدثة مشوار الدراسة في سلك الماستر، وهي الآن بصدد تحضير رسالة الدكتوراه في العلوم السياسية. وأوضحت أن تجربة الانتماء في بداية عهدها بالجامعة إلى فصيل الطلبة القاعديين أكسبها قوة تملك العديد من القناعات والتراكمات، والتي قامت الوهابي بتنزيلها (التراكمات) على أرض الواقع من خلال الانخراط الفعلي في العديد من الجمعيات ذات الاهتمام الحقوقي والتنموي بحاضرة العرائش.

على صعيد تجربتها الحزبية، ذكرت البرلمانية زهور الوهابي، أن تجربتها انطلقت سنة 2008 مع حزب الأصالة والمعاصرة، حيث وجدت نفسها داخل الشق الحداثي الديمقراطي كنبراس تبناه الحزب واستجاب بالتالي لتطلعات الوهابي وغيرها من المناضلات والمناضلين، لتنوه بالدعم الذي تلقته المناضل مومن الصبيحي (الأمين العام الإقليمي للحزب حاليا بالعرائش).

البرلمانية عن حزب الأصالة والمعاصرة، ذكرت أن الوسط العائلي أثر في جانب منه على حب النضال والإعجاب بالسياسة وخاصة وقد تأثرت بأفراد من جهة أمها لكن الأب بالمقابل لم يكن يحبذ توجه ابنته معتبرا أن الحياة خصوصا في الجانب المهني تستوجب بعض الأمور التي يجب معها القطع بشكل كبير مع ما هو نضالي وما يرتبط به. وخلصت بالتالي إلى أن النضال في بلادنا أمر صعب ونضال المرأة بالخصوص هو الأصعب.

وفي سياق سؤالها عن الصورة الشخصية لها التي تجمعها بالأمين العام السابق السيد إلياس العماري، قالت الوهابي إن التقاط الصورة كانت بمناسبة احتضان طنجة لفعاليات “الميد كوب” حيث شاركت في هذا المنتدى الدولي بصفتها رئيسة جمعية، معبرة عن تقديرها لشخص العماري واحترامها له مؤكدة أن شعارها في الحياة هو الإخلاص للصداقة والصديقات والأصدقاء مهما كانت مواقعهم.

الوهابي، اعتبرت أنها تأثرت بشكل كبير في مرحلة الجامعة بشخص المناضل الكوبي أرنيستو تشيغيفارا وأفكاره ومبادئه وغير ذلك، إضافة إلى شخصيات أخرى جمعوية اشتغلت معها في الميدان كالسيدة نوال الأزماني ونساء أخريات كن قريبات منها بمدينة العرائش. وأضافت أن بناء مسارها السياسي تنطلق فيه من الذات، لكن هذا لم يمنعها من التأثر بتجربة قياديات باميات بصمن بقوة تاريخ الحزب وعلى رأسهن السيدة خديجة الرويسي التي امتلكت شجاعة وجرأة قل نظيرهما في الترافع عن القضايا المبادئ والأفكار التي آمنت بها دوما من داخل القبة البرلمانية. ترافع تحاول زهور السير على خطاه إلا أن بعض الإكراهات تحول دون ذلك سواء تعلق الأمر بالمؤسسة البرلمانية ذاتها أو خصوصا بالجانب المتعلق بضرورة التقيد التام بتوجهات الحزب …

الوهابي، علقت بعد ذلك على مجموعة من الصور في مشوار العمل والانخراط في الدبلوماسية الموازية، وكذا جلسات الأسئلة الأسبوعية الشفوية الموجهة إلى الحكومة من داخل مجلس النواب وخاصة كلما تعلق الأمر بقضايا كبرى وملفات ذات أهمية تخص المواطن المغربي (داء السرطان نموذجا، الأطفال المتخلى عنهم ..)، مضيفة أن هذا التفاعل مرده أسباب كثيرة منها اطلاعها عن قرب على واقع العديد من الأسر في مناطق مختلفة إبان اشتغالها جمعويا، مشيرة بالمقابل إلا أن التفاعل الحكومي كان ضعيفا رغم قوة واستعجالية التجاوب مع القضايا قيد الأسئلة المطروحة الكتابية منها والشفوية.

عضو الفريق النيابي للأصالة والمعاصرة أوضحت أن اختيارها في صفوف الحزب جاء عن اختيار وقناعة تامة كما أن الانخراط الفعلي مدخل من مداخل التغيير المنشود، مؤكدة على اعتزازها وفخرها بالانتماء الذي يمتد إلى 12 سنة مضــــت، وأن كل المحطات الصعبة التي مر منها الحزب لم تزدها إلا اقتناعا بالنضال والاستمرار. وأضافت أنها نادت بمعية مجموعة من المناضلات والمناضلين في لحظة معينة بالتوقف من أجل تصحيح مسارات الحزب، والهدف من ذلك إعادة بناء البام على أساس الإيمان بالديمقراطية الداخلية والاحتكام إلى القوانين، قائلة: “يجب أن يستمر العمل، حتى استكمال عملية البناء أو بالأحرى تجديد البناء تحت ضوء يتعاظم أثره وتأثيره يوما بعد يوم”.

إلى ذلك، وعلاقة بالموضوع الأساسي للندوة، نوهت زهور الوهابي إلى أن اللائحة الوطنية شكل من أشكال التمييز الإيجابي الذي يضمن للشباب والنساء “كوطا” داخل المؤسسة البرلمانية، هذه “الكوطا” هي التي تساهم في تحقيق النسب المسجلة اليوم على صعيد التمثيل البرلماني من جانب الشباب والنساء. أما بخصوص الاختيار والإرضاء، أوضحت الوهابي، أنه لا يمكن تحقيق إرضاء الجميع خاصة وأن هاته اللوائح تتيح الفرصة الأولى لم يتم تزكيته أو تتم تزكيتها، أي أن الأمر يتعلق بأول تجربة في مسار البرلمانيين الذي سيخوضون غمار التجربة.

اللائحة الوطنية هي اختيار بالنسبة للحزب ويجب أن يتحمله المسؤولية الكاملة بخصوصه، لكن مع استحضار عنصر الموضوعية، فاللوائح الوطنية ما زال يشوبها الكثير من الخلل، فالبناء الحقيقي للأحزاب يتطلب تغيير التعاطي مع هذه الامتيازات الإيجابية، وذلك من أجل فسح المجال أمام الكفاءات بنضالها وعملها وتكوينها اللحاق بالمؤسسة التشريعية، الأمر الذي سيحفز أكثر فأكثر المناضلة والمناضل داخل صفوف الحزب، أي فسح المجال أمامهما لتحمل المسؤولية والترشح وتحقيق النجاح.

الوهابي، ثمنت تواجد نخب شابة داخل مختلف الهياكل التنظيمية لحزب الأصالة والمعاصرة، مشددة على ضرورة وجود إرادة حقيقة لوصول الكفاءات الشبابية إلى موقع المسؤولية وتمكينها من مراكمة التجربة عبر التكوين والتأطير والتدرج في العمل الحزبي مما يجعلها قادرة على تحمل المسؤولية حين تكليفها.

الوهابي، عبرت عن افتخارها بالمجموعة النيابيـــة التي تمثل نساء البام في البرلمان عن طريق اللائحة الوطنية، حيث أنهن يقدمن صورة للاشتغال النوعي والأداء المتميز خاصة وأن منهن كفاءات نسائية كانت لهن تجربة مهمة في المجالس الترابية جهويا وإقليميا ومحليا، وحضورهن وازن داخل اللجان وكذا الجلسات العمومية، وترافعهن عن القضايا والملفات.

وشددت عضو الفريق النيابي للبام، أن اللائحة الوطنية ليست وسيلة لتمرس النساء من أجل خوض غمار التنافس على اللائحة المحلية، فاللائحة الوطنية تضم نساء راكمن تجربة طويلة كما أسلفت سواء على المستوى العمل الجمعوي أو كمنتخبات جماعيات .. كما أن مراكمة تجربة ولاية برلمانية ل 5 سنوات بالنسبة للنساء والشباب لا يستفاد منها بالشكل المطلوب، فاللائحة الوطنية وبعد نهاية الولاية تركن هذه الطاقات الشبابية والنسائية في الزاوية وهذا شكل من أشكال الحيف في حقها.

الوهابي، استعرضت في السياق الموالي موقف البام الرافض لمشروع القانون 22,20 حيث كان الحزب سباقا إلى التعبير عن الرفض من داخل الأحزاب، مما مكنه وخصوصا على مستوى الفريق البرلماني من الاشتغال بأريحية، مثمنة الدور الذي يقوم به رئيس الفريق النيابي السيد رشيد العبدي في الظرفية الراهنة حيث أبان عن دينامية كبيرة في تدبير شؤون الفريق.

وشددت الوهابي على أن الحديث عن مشروع القانون 22.20 في هذه الظرفية خطأ حكومي جسيم، وقالت إن الترافع عن الحقوق الإنسانية يجب أن يكون شموليا أي يهم حرية الرأي التعبير وباقي صور الحريات والحقوق، حيث من حق الفرد أن يمارس اختياراته، وأنه يجب فتح نقاش مجتمعي شامل لتدارس حيثيات كل القضايا المثارة بين الفينة والأخرى مجتمعيا.

وختمت المتحدثة بالإشارة إلـــى أن الفاعل السياسي المغربي يجب أن يغير نظرته للمرأة وكذا الشباب، فهم قادرون على تحمل المسؤولية وحمل المشعل، وقالت إن التجاوب مع المطالب الاجتماعية اليوم للشباب هي المدخل نحو الإصلاح المنشود وهي صلب ما يجب الاشتغال عليه، فغياب ثقة الشاب اليوم في الفاعل السياسي ناجم عن عدم تفاعل هذا الأخير مع المطالب قيد الإشارة.

ووجهت الوهابي تحية التقدير لشخص الأمين العام عبد اللطيف وهبي الذي سبق لها الاشتغال بمعيته في إطار لجنة العدل والتشريع بمجلس النواب، وقالت: “وهبي رجل واضح، يتخذ القرارات بشجاعة”. في حين نوهت بالدور الكبير الذي يقوم به القيادي والبرلماني أحمد الإدريسي على مستوى جهة طنجة تطوان الحسيمة حيث تحمل المسؤولية عن جدارة وتمكن.

الوهابي أثنت على أداء السيدة فاطمة الحساني على رأس مجلس جهة طنجة تطوان الحسيمة، وأوضحت أنها كفاءة عالية وصحفيـــة مقتدرة، وعلى مستوى مجلس الجهة فهي امرأة مؤمنة بالعمل الجماعي وتشرف المرأة المغربية وخصوصا مناضلات ومناضلي حزب الأصالة والمعاصرة.


مــــراد بنعلي

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.