صباري يؤكد بمنتدى مراكش أن المبادرات التي اقترحها جلالة الملك ستحول إفريقيا لأرض جاذبة للاستثمارات ورأس المال والتكنولوجيا
أكد رئيس مجلس النواب، راشيد الطالبي العلمي، أن “القارة الإفريقية تتوفر على إمكانيات وموارد هائلة، يمكن بتحويلها إلى ثروات ومشاريع، أن تجعلها قارة القرن 21”.
وقال رئيس مجلس النواب، اليوم الجمعة في كلمة تلاها نيابة عنه النائب الأول، السيد محمد صباري، في افتتاح أشغال الدورة الثالة لمنتدى مراكش البرلماني الاقتصادي لمنطقة الأرومتوسطية والخليج، إن بلدان الخليج العربي والبلدان المتوسطية تتوفر على إمكانيات هائلة للإسهام في ربح الرهانات المرتبطة بتحولات التجارة الدولية والانتقال الطاقي واستعمالات الذكاء الاصطناعي.
وأكد في هذا السياق، أن من شأن المشاريع والمبادرات التي اقترحها صاحب الجلالة الملك محمد السادس لفائدة القارة أن تسهم في تحقيق هذا الهدف، وتحويل إفريقيا إلى أرض جاذبة للاستثمارات والبشر ورأس المال والتكنولوجيا.
وأشار الطالبي العلمي إلى مجموعة من القضايا التي ينبغي للبرلمانيين التفاعل معها، وتتعلق بمدى الالتزام بقيم ومبادئ التضامن الدولي في ربح رهانات مبادلات اقتصادية دولية عادلة ومتوازنة، وتحويل التكنولوجيا من أجل تحقيق رهان الانتقال الطاقي وبناء الاقتصاد الأخضر.
وأبرز أن “مطالبة بلدان فقيرة أو نامية بالالتزام بأجندات لا تتوفر على موارد لتمويلها، لن يكتب له النجاح إلا بالتضامن الدولي، وبسياسات تيسر نقل التكنولوجيا وتملكها في بلدان الجنوب خاصة”.
وتابع أنه يتعين على البرلمانيين تقديم إجابات بشأن القدرة الجماعية كمجتمع دولي، لبناء السلام والاستقرار في العالم، معتبرا أنه لا تنمية دون استقرار وأمن، ومضيفا أن سؤال الالتزام باحترام سيادة الدول ووحدتها الترابية، يطرح نفسه، بما يشكل حجر الزاوية في النظام الدولي والعلاقات الدولية.
وأشار صباري إلى أن التجارة الدولية تواجه تحدي عدم التوازن وازدهار الأنانيات القطرية يفرغ المنافسة من وهو ما يفرغ المنافسة الحرة من معناها ومن أغراضها.
وأوضح صباري، أن هذه الإشكاليات تطرح عدة أسئلة بشأن مستقبل العولمة بالصيغ التي أسسَت لها اتفاقيات التجارة والتعريفات الجمركية.
وأشار نائب رئيس مجلس النواب؛ إلى أن جدول أعمال المنتدى أدرج موضوع التحول نحو إنتاج الطاقة من مصادر متجددة، باعتباره من القضايا التي تثير العديد من النقاشات، مبرزا أن الأمر لا يتعلق فقط بالبيئة، بل يتجاوزها إلى إشكالية العدالة المناخية والفوارق بين الشمال والجنوب ومعضلات تمويل الاقتصاد الأخضر.
وسجل أن البلدان الصناعية استفادت لقرون من الإنتاج الصناعي وما نجم عنه من تلويث للبيئة واختلالات مناخية، بينما شعوب الجنوب، وخصوصا في إفريقيا وأمريكا اللاتينية والبلدان الجزرية، هي من تدفع الثمن اليوم..
وأضاف أنه تطرح مجددا مسؤولية تمويل الاقتصاد الأخضر ومدى الوفاء بالالتزامات الدولية، ومدى توفير الإرادة لتحويل التكنولوجيات الميسّرة لإنتاج الطاقة من مصادر متجددة، لافتا إلى أن فئات واسعة من سكان بلدان الجنوب لم تتمتع بعد بالحق الأساسي في الحصول على الطاقة من مصادرها التقليدية..
وفي السياق نفسه، أشار صباري إلى أن إشكاليات الإنتاج والتمويل والتضامن تطرح أيضا من خلال مشكل الأمن الغذائي، مشيرا إلى أن هذا “يعكس التفاوت الصارخ بين البلدان الغنية والفقيرة، في وقت تنعم فيه مجتمعات بفائض في الأغذية، بينما يعاني البعض الآخر من الجوع وسوء التغذية، وتقدر كميات الأطعمة الصالحة التي تُرمى في القمامات بمليارات الدولارات”.
خديجة الرحالي