عضوات الفريق النيابي للبام يوجهن رسالة مفتوحة إلى الأمينة العامة للحزب الاشتراكي الموحد

0 2٬174

وجهت، السيدات البرلمانيات عن حزب الأصالة والمعاصرة، يومه الإثنين 25 ماي الجاري، رسالة مفتوحة إلى السيدة الأمينة العامة للحزب الاشتراكي الموحد هذا نصها الكامل:

اسمحي لنا السيدة الأمينة العامة المحترمة، بأن نتوجه إليك برسالتنا الاستنكارية هذه، ليس فقط بصفتك الرّسميّة وهي الأولى في الاعتبار، وإنّما كذلك بصفتيْن أُخرييْنِ؛

الأولى: هي التّجربة البداية في تاريخ المغرب في قيادة حزب يساري بصيغة المؤنث
الثانية: الأم ككيان وجوهر ومسؤولية وابداع وتضحية
أما الثالثة: الأستاذة الجامعية صانعة الأجيال

تحت وقع الصدمة التي تقاسمنا مرارتها نحن الموقعات أسفله جراء ما استمعنا اليه فيما ما جاء في خرجتك الاخيرة بالصوت والصورة في تفاعلك الغريب مع ما تناقلته بعض المواقع الإعلامية المسخرة المتحاملة وبشكل مفاجيء على نائبة برلمانية شابة لا ذنب لها سوى انها خاضت غمار الانتخابات التشريعية في الدائرة المحلية لإقليم وزان، وفازت بمقعدها شانها في ذلك شان الكثير من النائبات اللواتي وصلن الى قبة البرلمان من الدوائر المحلية .

ودعينا السيدة «الزعيمة » نخبرك باننا لم نصدق للوهلة الاولى ما تناهى الى مسامعنا من تصريحك، وكيف انخرطت فيما يشبه النميمة لا بل هي نميمة سياسية بامتياز ، في اجترار لنفس المزاعم والخوض فيها بشكل يستبطن الكثير من الخبث وبؤس قليلي الحيلة، وانحصار الأفق، و بنفس شعبوي لا تخيل مراميه على احد، بما لا يليق « بزعيمة » يفترض فيها بحكم انتمائها الحزبي، التشبع بقيم الديموقراطية الحداثية المؤمنة بان الشباب هو محرك كل التحولات الديموقراطية .

ولسنا بحاجة إلى تذكيرك وأنت خير العارفين بأن دستور المملكة قد حسم في تشبيب وتأنيث الحياة السياسة، وحثك في الفصل 33 أنت وحزبك وكافة الأحزاب السياسية على تأطير الشباب والنساء ومنحهم فرصا للترشح للانتخابات التشريعية والجماعية. وبالأمس القريب كنت ترددين هذا في كل خروج لك وها أنت اليوم تسمحين لنفسك بان تنهالي على شابة في عمر بناتك، وتكيلي لها السباب وليس لشيء الا لانها تذكرك بخيبة املك في الوصول الى مقعد في البرلمان من باب اللائحة الوطنية التي لطالما اعتبرتها ريعا وجب إلغاؤها، ومع ذلك تقدمت الى الانتخابات من خلالها .

ويبدو ان ندبة خسارتك للاستحقاق الذي كان من المفروض « كزعيمة» حزبية ان تلجيه من باب التنافس الديموقراطي المحلي، ورغبتك الجامحة على الدوام في البروز ولو على مطية التفاهة انستك موقعك وما يفرضه عليك من التحلي بالمسؤولية، والتبصر، والتعقل والحكمة والرزانة كفاعلة سياسية حداثية متشبعة بقيم الديموقراطية وحقوق الانسان .

فبالامس القريب السيدة « الزعيمة» المحترمة ، كنا نحيل عليك ضمن الكثير من الوجوه النسائية بكثير من الفخر والاعتزاز اثناء مشاركتنا في المحافل الدولية في معرض تجربة بلدنا في مقاربة النوع، لذلك كانت خيبتنا اليوم كبيرة ونحن نستمع الى اتهامك بقسوة بادية ليافعة في بداية تجربتها السياسة بالأمية السياسية، ولشابة خلوقة وذات مسار علمي حافل يجعل منها مشروعا لنخبة سياسية متنورة متى وجدت لها التربة الخصبة التي يمكن ان تستنبت فيها بفعل ممارسات وسلوكات وقيم سياسية لاحزابنا برجالاته ونساءه راعية وحاضنة لها ، بما من شانه احداث تاثير عميق في الدفع بالمشاركة والتمثيل السياسي للنساء والشباب من الجنسين معا.

ولعله ما اثار دهشتنا اكثر ولم نستوعبه الى الان السيدة «الزعيمة»، ومن موقعك المرموق هذا انسياقك وراء الشائعات والمزاعم التي لم تكلفي نفسك عناء التأكد من صحتها حتى، لتمتد سياط لسانك اللاذعة من الابنة الشابة البرلمانية الى أمها التي ترعى بيتها وكل همها اداء رسالتها النبيلة التي تفرضها عليها أمومتها بعيدا عن دائرة حساباتك السياسية، و هوسك الانتخابي وخسارتك التي على ما يبدو شكلت لك غصة في الحلق، وعقدة تنفلت من عقالها لديك بمناسبة ومن غير مناسبة، في كل وقت وفي اَي مجال ، حتى انك سيدتي بخرجاتك غير المحسوبة للحديث في كل شيء جعلتك محط سخرية كانت اخرها بخصوص تصريحك حول كرونا ونظرية المؤامرة وغيرها من التصريحات الرعناء التي تورطك ولا تلمع صورتك في شيء و لا تليق بك سيدتي ولا باستاذيتك ولا بزعامتك ويبدو ان الحالة لديك مستفحلة حيث لم يعد يجدي معها علاج.
،،،،،،،
« الزعيمة المرموقة والأستاذة الفاضلة»

دعينا نلفت نظرك الى انك في معرض حديثك عن العتبة وهي في حقيقة الامر عقبة في وجه طموحاتك التي تفوق على ما يبدو إمكانياتك بكثير، لانك اخترت الصعود دون سلك طريق العمل الجاد والنضال والتضحية المستمرة، من اجل تحقيق امتداد شعبي يثبت كينونتك السياسية والحزبية وبجدارة، استبحت لنفسك المساس باسرة باكملها ومارست عليها عنفا رمزيا ولفظيا في ظرفية تتعالى فيه أصوات المجتمع المدني بمختلف مكوناته تنديدا بتنامي العنف بكل اشكاله ضد النساء وكان حري بك ان تكوني من ضمن هذه الأصوات وليس في الطرف النقيض.

ومن باب الكشف عن تناقضاتك سيدتي ، تستوقفنا عنجهيتك الزائدة وجرأتك المزيفة للحديث عن الأسر الانتخابية والريع الانتخابي، وككل مرة وهذا دأبك طبعا و بمنطق -حلال علي و حرام على غيري – نود تذكيرك السيدة الزعيمة بانك وزوجك سبق وترشحتما لاستحقاقات سنة 1997، ولو حالفكما الحظ آنذاك لكنتما في نفس الوضع الذي تستهجنينه اليوم وتثيرينه بكثير من السخرية التي تستبطن حقدا دفينا لا يخيل على احد، ونحن طبعا لا نصادر حقكما في الوصول الى قبة البرلمان ما دام ليس في القانون ما يمنع ذلك .

إن هذه الواقعة المهزلة سيدتي الفاضلة، تكشف بشكل ملموس على وجود أزمة عميقة تتمثل في تفاهة وهشاشة الفكرالسياسي، ويتبدى في أبهى صوره في اهتمام الفاعل السياسي بالشائعات، بدل البحث عن سبل المساهمة الفعالة من خلال الانخراط لتغذية الديناميات الفكرية الإيجابية التي تبحث عن حلول جوهرية لقضايا تدخل ضمن أهميات الوطن والمجتمع والانسان.

دعينا سيدتي لتخبرك بان من التجليات الغريبة لهذا العفن السياسي، انشغال بعض ساستنا بالتفاني وباخلاص في عجن وتحويل الشائعات واللغوصات الى منفذ للإفراغ والتنفيس عن عقد دفينة للزحف على مساحة الشرفاء والفضلاء، وغايتهم النيل منهم تحقيقا لمآرب ضيقة .

ويبدو السيدة « الزعيمة »انك أدمنت النميمة، وامتهنت اللغوصة فمتى تدركين ان للصبر حدود لا ينبغي لأحد تجاوزها، وان كنت ممن يعتقدون انهم من فئة الكبار والمثقفين . فاعذرينا ان صرخنا اليوم في وجهك بأعلى صوتنا : كفى… فلقد أجهزت بعجرفتك ورعونتك على كل شيء بما فيه الاحتفاظ.بصورة مشرفة في ذاكرة المغاربة تبعث على أمل في قدرة المراة على أخذ مشعل الزعامة والقيادة ، فبلوغ الاهداف السامية لا يتأتى الا بالوسائل السامية سيدتي ، وليس عن طريق الشعبوية والكيل بمنطقين ، ودعينا نصارحك بان اسكزوفرينيتك فوق الاحتمال:

فاينك من انتمائك السياسي ومما يفرضه عليك موقعك “كزعيمة »لحزب يساري متشبع بقيم الديموقراطية والحداثة في مواجهة الرجعية والاستبداد والإقصاء؟
اينك من شعاراتك الرنانة بخصوص تشجيعك للشباب وتأطيرهم لتجديد دواليب المجتمع ؟
واين استهجانك للعنف والعدمية لما يؤديان إليه من فوضوية لا تعود بالفائدة على أي كان، على حد مأثورات من كلامك الرنان فحذاري سيدتي فالتناقض والمصداقية بينهما برزخ لا يبغيان.

وفي الختام السيدة الأمينة العامة المحترمة

وامام هكذا خروج في ظل هذا السياق الاستثنائي، لم يعد يخامرنا شك في انك صوتا نشازا في الحقل السياسي، ففي الوقت الذي يتجه فيه كل الفاعلين السياسيين الى تخليق الحياة السياسية الوطنية بما يعكس إرادة النخب السياسة في اعادة الثقة في السياسة، وفي الوقت الذي تتظافر فيه الجهود لتعزيز حضور النساء والشباب في المشهد السياسي، وفي مواقع المسؤولية، تنتصبين سيدتي من داخل هذا الحقل لتعلني إصرارك على معاكسة تيار العمل السياسي الجاد من اجل مغرب المستقبل، مغرب التنمية وحقوق الإنسان والمساواة .

فعزاؤنا واحد فيما آلت اليه اوضاع بعض من “زعمائنا ” ، ونطلب الله ان يسترنا فوق الأرض وتحت الأرض ويوم العرض وساعة العرض وأثناء العرض .

وتقبلوا السيدة “الزعيمة»، عبارات أسفنا ومرارتنا، ومشاعرخوفنا على مستقبل النساء والشباب في ظل ممارسات مستفزة لضميرنا الجمعي، ولحسنا السياسي، و مستخفة بوعينا وبذكائنا الاجتماعي، والسلام .

وامام هكذا خروج في ظل هذا السياق الاستثنائي، لم يعد يخامرنا شك في انك صوتا نشازا في الحقل السياسي، ففي الوقت الذي يتجه فيه كل الفاعلين السياسيين الى تخليق الحياة السياسية الوطنية بما يعكس إرادة النخب السياسة في اعادة الثقة في السياسة، وفي الوقت الذي تتظافر فيه الجهود لتعزيز حضور النساء والشباب في المشهد السياسي، وفي مواقع المسؤولية، تنتصبين سيدتي من داخل هذا الحقل لتعلني إصرارك على معاكسة تيار العمل السياسي الجاد من اجل مغرب المستقبل، مغرب التنمية وحقوق الإنسان والمساواة .

فعزاؤنا واحد فيما آلت اليه اوضاع بعض من “زعمائنا “، ونطلب الله ان يسترنا فوق الأرض وتحت الأرض ويوم العرض وساعة العرض وأثناء العرض .

وتقبلوا السيدة “الزعيمة»، عبارات أسفنا ومرارتنا، ومشاعرخوفنا على مستقبل النساء والشباب في ظل ممارسات مستفزة لضميرنا الجمعي، ولحسنا السياسي، ومستخفة بوعينا وبذكائنا الاجتماعي، والسلام

التوقيعات:

زهور الوهابي
فاطمة السعدي
فاطمة الطوسي
حياة بوفراشن
لطيفة الحمود
عزيزة الشكاف
مريم عالمي
أمال عربوش
غيثة أيت بن المدني
عائشة فرح
مالكة خليل
منى أشريط
مريم وحساة
غيثة بدرون
ثريا فراج
حياة المشفوع
أمال بوكير
عائشة أيت حدو

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.