عيروض مناشدا الباميين خلال ندوة رقمية: ” البام في حاجة لثورة رقمية”

2 810

”..يجب احداث ثورة رقمية داخل حزب الأصالة والمعاصرة، وهي ضرورة حتمية من أجل ضمان الإستمرارية..” هكذا اختار هشام عيروض مؤطر الندوة الرقمية الثانية التي ينظمها شباب حزب الأصالة والمعاصرة، ان يناشد مناضلات ومناضلي البام للرقي بالفعل السياسي بالمغرب إلى مصاف الدول الرائدة في الممارسة الديمقراطية الحقة.

سرد كرونولوجي لتطور التسويق السياسي

هذه الندوة الرقمية المنظمة مساء اليوم، والتي أختير لها عنوان التحول الرقمي للسياسة، أنيط بتسييرها للشاب حمزة أعناو، سرد في مستهلها هشام عيروض- مهندس دولة- كرونولوجيا التسويق السياسي بدأ من حملة مرشحي الرئاسة الأمريكية نيكسون وكنيدي عام 1962، إلى تطور التسويق الرقمي الذي ساير تطور الوسائط الرقمية الجديدة، كما استعرض عددا من تجارب الشخصيات السياسية المغربية في مجال التسويق السياسي الرقمي. وفي هذا الصدد، ساق هشام عيروض امثلة موازية لإفاداته، نظير حديثه عن آخر استحقاقات انتخابية، بعدما تم تسويق شخصية سياسية على أساس أنها ماركة سياسية لحزب معين، ذلك الإسم صوت له سكان الحواضر مثل سكان البوادي والمغرب العميق الذين لم يطرق بابهم أي فاعل سياسي، لكن وسائل التواصل الرقمي سوقت تلك الماركة السياسية إلى سكان أقاصي الجبال على أساس أنها ذات مصداقية ومرادف لمجموعة من القيم ولو ان الأمر تم تحت يافطة ”شعبوية”.

الحكامة الرقمية

كما طرح هشام عيروض القيادي الشاب في صفوف حزب الأصالة والمعاصرة إشكالية الحكامة الرقمية في الممارسة السياسية مشيدا في الآن ذاته بدورها في تخليق الحياة السياسية معتبرا إياها الطريق السليم الذي يقودنا إلى تدبير سياسي يتسم بالوضوح والشفافية.

كما أفاد في سياق تطرقه للعمل السياسي بالمغرب إلى أن عددا من الأحزاب السياسية تتوق إلى البقاء في حضن الممارسات التقليدية، بل الأنكى من ذلك يفيد عيروض أن لديها نفورا من الحكامة الرقمية مبررين هذه القناعة المترسخة في ذهنهم بأن العمل السياسي بالمغرب يتسم بالحساسية ويحتاج إلى ممارسته وفق الوسائل التقليدية سواء تعلق الأمر بالتواصل الداخلي أو بتدبير الإدارة السياسية.

من جانب أخر، يقول هشام عيروض في إطار تفاعله مع تساؤلات المتدخلين الذين دعوا إلى ضرورة أن يوازي الفعل السياسي ممارسة سياسية خلاقة، قال ان الفعل السياسي لا يعني ان تتوفر صفحاتك الفايسبوكية على معجبين بالآلآف أو ان تقوم بتغريدات بين الفينة والأخرى في توتير او تنشر صورا لك على الانستغرام، بل الفعل السياسي يحتاج إلى المصداقية وصناعة محتوى راقي وذكي على حد قوله، مستطردا كلامه بالتشديد على إلزامية أن يستجيب خطابك السياسي لتطلعات المواطن المتعطش لممارسة سياسية تنصت وتتفاعل مع حاجياته.

بالموازاة مع ذلك، يشدد المتدخل إلى أن السياق العام يفرض التحول الرقمي للإدارة السياسية والفعل السياسي، كما يجب على الاحزاب المغربية ان تغير بنيتها لتصبح بنية رقمية لمسايرة الفعل السياسي.

رأي بعض المتدخلين

تفاعل عدد من الشباب المشاركين في الندوة الرقمية بطرح تساؤلات، همت بالأساس ضرورة التمييز بين رقمنة التسويق السياسي ورقمنة الممارسة السياسية، وفق ما أفاد به ياسر اليعقوبي، الذي استدل بالاستحقاقات الرئاسية الأمريكية وتحديدا تجربة الحزب الجمهوري الأمريكي. بدورها تساءلت الناشطة البامية فاطمة الحجوي التي تطرقت في مداخلتها إلى حرب المؤثرين وصانعي المحتوى الرقمي خلال الحملات الانتخابية. في حين دعا مبارك بدري إلى ضرورة توفر عاملي الثقة و”المعقول” لدى الفاعل السياسي على حد قوله لأجل الرقي بالعمل السياسي الموازي لأي تحول رقمي في الممارسة السياسية، معتبرا ان معيار نجاعة الفعل السياسي رهين بمصداقية الخطاب السياسي لأي ناشط سياسي وأهليته داخل المجتمع. من جانب آخر، اعتبر الشيخ الوالي أن لكل جيل أدواته الخاصة في ممارسة الفعل السياسي، سواء تعلق الأمر بالتواصل أو التأثير في عقلية الناخب، وهو الامر الذي يدعو وفق تصوره إلى أن واقع الممارسة السياسية يفرض تنبي استراتيجيات شاملة تهم كافة المستويات لتحقيق التحول الرقمي للعمل السياسي، استنادا إلى ان المواطن أو الناخب المفترض ينتمي لشرائح مجتمعية مختلفة.

من جانبه، استفسر مسير الندوة في إطار تفاعله مع مداخلة المؤطر هشام عيروض حول الامكانيات التي يجب ان تتوفر لكي يواكب الفاعل السياسي متطلبات العصر لمسايرة الجيل الجديد لرقمنة الممارسة السياسي، مؤكدا في الآن ذاته أن تكوين العنصر البشري والتدبير المعقلن للإدارة السياسية هو السبيل لولوج الحكامة الرقمية لأي تنظيم سياسي، كما تعد مفاتيح نجاح أي تحول رقمي للممارسة السياسية.

في حين خلص القيادي الشاب في مجمل حديثه عن هذا المحور إلى أن الحكامة الرقمية ورش كبير أضحى يفرض على عموم الفاعلين السياسيين اقتحامه قبل أن يتواروا إلى الهامش، معتبرا أن الأمر أصبح ضرورة حتمية فرضته العولمة والتطور الرقمي. كما انتهز الفرصة ليوجه خطابه للشباب بالقول أن ”..الشباب اليوم أمامه فرصة فريدة لإبراز مؤهلاته في هذا الحقل لكي يلفت إليه الأنظار أمام سيطرة نخبة من الأعيان على الواجهة السياسية والتأثير في سيكولوجيا الناخب المغربي مستقبلا”، منبها إلى أن من تماطل في ولوج عوالم رقمنة الفعل السياسي سيظل في هامش التاريخ والسياسة.

يوسف العمادي

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

2 تعليقات
  1. Digital marketing يقول

    مادة اعلامية في المستوى اسي يوسف الله يحفظك المرجؤ حضورك دائما معنا في تغطية أنشطة الشباب

  2. احمد الصرديا يقول

    يمكن للبام ان يفتخر اليوم بأنه الحزب الوحيد الذي حاول تنظيم انشطة رقمية للشباب في ضل ضروف الحجر الصحي.
    الحزب لديه طاقات مهمة يجب الاعتماد عليها.