فؤاد العماري: تدبير جماعة طنجة يعيش “الأزمة” رغم توفر من يسيرون على “الأغلبية”

0 634

هل للمنتخبين دور في صناعة النموذج التنموي؟ وهل رئيس الجماعة “العمدة” كنموذج، له إمكانيات ابتكار واقتراح ما يمكن أن يصب في هذا الصدد؟ أسئلة طرحها النائب البرلماني عن حزب الأصالة والمعاصرة والرئيس الأسبق لجماعة طنجة السيد فؤاد العماري، خلال مداخلة له في أشغال النسخة السادسة للدورة الموازية لمجلس جماعة طنجة، المنظمة من طرف التكثل الجمعوي بطنجة الكبرى، يوم السبت 29 شتنبر الجاري، تحت عنوان: “أي مساهمة للمدن المغربية الكبرى في النموذج التنموي في ظل الصعوبات المالية التي تعيشها”.

السيد فؤاد العماري أكد ضمن مداخلته أن تجربته على رأس مجلس جماعة طنجة، وكذا على رأس الجمعية المغربية لرؤساء مجالس الجماعات، جعلته يحتك بالعديد من التجارب عربيا و إفريقيا، كما أتاحت له الفرصة للاطلاع أكثر على دور المنتخبين/ المواطنين في صناعة النموذج التنموي ككل لا يتجزأ ضمن رؤية تنموية للمستقبل.

وقبل أن يتحدث عن الواقع التنموي بطنجة، تسائل النائب البرلماني إن كان هناك نموذج وطني تنموي نفتخر به؟

ليسترسل قائلا أنه عندما كان عمدة للمدينة لم تكن لديه الأغلبية لتنزيل النموذج. متسائلا بالمقابل عن مدى تأثير فريق تدبير مجلس طنجة بأغلبية مطلقة، في تنزيل النموذج المرتقب كما يراد له؟

وتوقف فؤاد العماري في هذا السياق، معتبرا أنه إذا استثنينا ما اصطلح عليه بالنموذج الجديد لتأهيل المدن المغربية، هل هناك نموذج تنموي جديد برؤية متكاملة؟.

واقع الحال، يقول فؤاد العماري، هو أن الموارد المالية تظل ضعيفة لدى المجالس المنتخبة، وهو ما يحول دون تنزيل المشاريع. هذه الموارد بالكاد تصل وطنيا إلى 10 في المائة في حين تصل بالخارج إلى 50 في المائة …ورغم هذه الإكراهات والإمكانيات الضعيفة، يظل الفاعل السياسي والمنتخب في وضع يسوده التفاؤل، يضيف فؤاد العماري، تجاه الساكنة بمشاريع واضحة ورؤية سياسية سليمة نحو المستقبل.

المتحدث لم يغفل الإكراهات المالية التي تعيشها الجماعات وضمنها جماعة طنجة، في ارتباط بالقوانين المؤطرة للمالية واختصاصات الجماعات بناء على الميثاق الجماعي، وأوضح في سياق متصل على أن هناك تراكمات مالية لمجالس منتخبة منذ الستينات إلى اليوم،  والنموذج الذي كان معمولا به وصل إلى حد يفرض على المعنيين ابتكار آليات جديدة لتجويده. وتجليات هذا الأمر تتضح في حالة الخلل في تدبير التنمية التي تعيشها جل المدن المغربية، حيث الجميع مطالب بالبحث عن مكامن “الخلل” يوضح فؤاد العماري.

إلى ذلك، اعتبر العمدة الأسبق لطنجة أن الإشكال المطروح حاليا يجب التعامل معه بالجدية المطلوبة، مستشهدا في هذا الإطار، بكون فترة توليه عمودية المدينة تم خلالها ابتكار آلية أداء 20 مليون درهما سنويا كمستحقات ناتجة عن الأحكام القضائية، حيث فتح المجال أمام المواطن لتحصيل مستحقاته وهو الأمر الذي لقي استحسانا واضحا.

فؤاد العماري دعا في سياق ذي صلة إلى ضرورة إعادة الدولة للثقة -بالحجم الكافي- في منتخبيها، وأن يكون للأحزاب دور في نفس الاتجاه ألا وهو إنتاج نخب قادرة على التعامل مع كل التساؤلات التي يطرحها الناخب في علاقته بالمنتخب.

وشدد فؤاد العماري على ضرورة أن ينال ورش المالية والميزانية النصيب الأوفر من أي إصلاح يمس التدبير الترابي. مختتما بكون عملية تدبير مجلس جماعة طنجة اليوم تعيش أزمة رغم وجود أغلبية كبيرة، وهي أزمة تمتد حتى إلى الحكومة.

طنجة- مراد بنعلي

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.