فاطمة الزهراء المنصوري…بين وضوح التوضيح وضجيج التأويل

0 555

تابعت كما تابع كثيرون “الضجة” المفتعلة حول ما أشيع بخصوص بيع أرض بجماعة تسلطانت، والمنسوبة إلى السيدة فاطمة الزهراء المنصوري. وكأي مناضلة داخل حزب الأصالة والمعاصرة تعول على ما تبقى من ضمير مهني في الحقل السياسي والإعلامي، توقفت عند التفاصيل لأفهم: هل نحن أمام حلقة جديدة من مسلسل اغتيال السمعة الذي أضحى هواية للبعض، ومهنة لمن لا مهنة له؟

التوضيح الصادر عن السيدة المنصوري جاء واضحا، قانونيا، وموثقا. والحق أن من يقرأ البيان دون خلفيات سياسية أو حسابات مصلحية، سيدرك أننا أمام أملاك عائلية خاصة، تمت تصفيتها بعد وفاة الوالدة، وبيعها وفقا للمساطر القانونية، وليس أمام تفويت مشبوه لأراضي الدولة أو خيانة الأمانة أو الإختلاس أو النصب والاحتيال. فما الذي يدفع إذن لافتعال هذا اللغط وتضخيم الموضوع؟

الجواب في رأيي بسيط ومؤلم في آن واحد: نحن نعيش زمنا اختلط فيه العمل السياسي والصحفي النبيل بابتزاز منظم يمارس باسم حرية التعبير. بعض الأصوات، التي لا علاقة لها بممارسة السياسة وبمهنة الصحافة إلا من حيث الادعاء، تحترف الاصطياد في الماء العكر، وتعيش على تسويق الإشاعة بصفتها حقيقة، وعلى اللعب على الحبال الأخلاقية للمجتمع تحت غطاء “الرأي العام”. والحقيقة أن لا شيء أخطر من أشخاص فاقدين للمصداقية، يمارسون القذف والتشهير بدل النقد والتقصي.

ما يحدث للسيدة فاطمة الزهراء المنصوري ليس سوى نموذج. نموذج لمعركة يخوضها كثير من الفاعلين، نساء ورجالا، ممن اختاروا العمل العام دون أن يكونوا مستعدين للتنازل عن كرامتهم أو السكوت عن الكذب الممنهج. وهي معركة أعلم يقينا أنها لن تكون الأخيرة، ما دام بعض “المتطفلين على السياسة والإعلام” يصرون على تقديم أنفسهم كقضاة للرأي العام، وهم أول من يستحق المساءلة.

إن أخطر ما يمكن أن نصل إليه كمجتمع، هو أن نسلم رقابنا وعقولنا لحفنة من المضللين، ونسمح لهم بتحويل كل نجاح إلى تهمة، وكل استقلالية إلى نقيصة، وكل امرأة وازنة إلى هدف مشروع للحملات المغرضة الظلامية.

إن ما نحتاجه ليس فقط قوانين تحمي الكرامة والحياة الخاصة، بل سياسة نقية وصحافة وطنية حقيقية، شجاعة، لا تهادن ولا تبتز، ولا تقايض الحقيقة بمصالح ظرفية أو بحفنة من المشاهدات.

في النهاية، أحيي كل من اختار أن يرد على التشهير بالحقيقة، وعلى التلميحات السامة بالوضوح، وعلى الابتزاز بالصمت القانوني الرزين. وأقول للسيدة المنصوري ولكل من يواجهون هذه الممارسات: الحق لا يحتاج إلى صراخ، بل إلى وضوح ومبدأ وهذا ما قمت به، وقد صدق من قال إن الشمس لا تغطى بالغربال.

نادية فكري
– رئيسة المكتب الجهوي لمنظمة نساء الأصالة والمعاصرة
بجهة الدار البيضاء سطات

– ⁠الأمينة الإقليمية لحزب الأصالة والمعاصرة بعمالة مقاطعات سيدي مومن سيدي البرنوصي بالدار البيضاء

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.