فاطمة سعدي تطالب الحكومة بتوفير كل الشروط لإنجاح “التعليم عن بعد” مجاليا وإجرائيا واستراتيجيا

0 837

ثمنت، عضو الفريق النيابي للأصالـــــة والمعاصرة، وعضو لجنة التعليم والثقافة والاتصال السيدة فاطمة سعدي، في معرض حديثها، خلال اجتماع اللجنة بحضور وزير التربية الوطنية والتكوين المهني والتعليم العالي والبحث العلمي السيد سعيد أمزازي، لتوضيح مجموعة من الإجراءات التي اتخذتها الوزارة منذ انتشار وباء كورونا، (ثمنت) جملة الجهود التي قامت بها الدولة في سبيل سلامة وصحة المواطن إثر تفشي فيروس كورونا، الأمر الذي أثبت نجاعة التجربة المغربية في التعاطي مع الفيروس، تحت القيادة الفعلية للملك محمد السادس، بداية من الحجر الصحي مرورا ببرامج اجتماعية في هذا السياق.

ونوهت سعدي بالانخراط الفعال والملحوظ لوزارة التربية الوطنية والتكوين المهني والتعليم العالي والبحث العلمي في ظل هذه الأزمة التي فرضت إكراهات عديدة، لكن الوزارة لم تدخر أي جهد في محاولات لاحتواء تداعيات الجائحة، خاصة وأن الأمر يتعلق بورش كبير له أهميته كفضاء لصناعة المواطنة وكفضاء حصانة لمجتمعنا. ووجهت عضو الفريق النيابي للأصالة والمعاصرة بنفس المناسبة تحية التقدير والشكر للأطر التربوية والإدارية بقطاع التربية الوطنية والجهود الاستثنائية التي بذلتها في ظل هذه الظرفية الخاصة التي تشهدها بلادنا، مع العلم أن أغلب هذه الأطر كانت تفتقد إلى التكوين الذي يمكنها من مسايرة خيار “التعليم عن بعد”. وإلى جانب ذلك، كان للأسر المغربية (أباء، أمهات، أولياء أمور التلاميذ) دور مهم في تدعيم هذا الورش الجديد (التعليم عن بعد)، تقول فاطمـــة سعدي.

عضو الفريق النيابي للأصالة والمعاصرة أشارت إلى أن انخراط الوزارة واختيارها التعليم عن بعد أمر إيجابي يعكس الرؤية الاستراتيجية للشأن التعليمي ببلادنا المنصوص عليها في الكثير من مقتضيات القانون الإطار، كما أن الوزارة بادرت بسرعة إلى تطويق جميع الإكراهات التي طرحها التعليم عن بعد، إكراهات مرتبطة بتفاوتات مجالية واجتماعية وجاهزية المؤسسات التعليمية ومدى جاهزية الأسر للانخراط ماديا في هذه العملية.

وقالت سعدي، إن الفريق النيابي للأصالة والمعاصرة أن هذه الرؤية الاستراتيجية يمكن أن تحققها أهدافها الكبرى إذا ما تحققت شروط ذلك، كما أن هذه الرؤية ستمكن مستقبلا من الإجابة على العديد من الإشكاليات المطروحة في قطاع التربية الوطنية، فعلى سبيل المثال تسبب الفيضانات في هدر للزمن المدرسي يقدر ب 3 أشهر سنويا في المناطق النائية. وعلى هذا الأساس فمن حسنات هذه الجائحة أن سرعت بتفعيل هذه الاستراتيجية (البيداغوجية)، التي ينبغي على الوزارة، تضيف سعدي، في توفير شروط إنجاحها، استراتيجية تتكامل مع باقي تفاصيل المنظومة التعليمية.

سعدي، تساءلت عن الأسباب الموضوعية التي جعلت الوزارة تواصل خيار التعليم عن بعد استكمالا للتحصيل الدراسي من غير السبب المتعلق بحماية سلامة وصحة التلاميذ، حيث تقرر المضي في التعليم الرقمي، علما أن الفريق البرلماني للبام وباقي الفرق واكبت كل المساعي التشاورية التي أطلقتها الوزارة وطنيا واستطلاع الرأي الذي أسفر عن نتائج جد متفاوتة ومختلفة، لتضيف متساءلة عن مدى الحسم في واقعية النتائج التي انبرت عنها؟

هذا التساؤل، تقول سعدي، نابع من التخوف من هذه الاستمرارية وفق الشروط الحالية مع الإكراهات التي اصطدمت بها عملية “التعليم عن بعد”، (الاستمرارية) ستساهم في تعميق الفوارق وتمس بالمكتسبات وتمتد الأضرار التي لحقت الموسم الدراسي الحالي إلى الموسم المقبل، وهو ما قد يتسبب في زيادة منسوب الهدر المدرسي المرتبط بعدم القدرة على الفهم والمواكبة.

ومع قرار الوزارة باستمرار التعليم عند بعد، تسترسل عضو الفريق النيابي للبام، فإن كسب رهان الحفاظ على مصداقية الشواهد في إطار المحيط الوطني والدولي مع حماية التلميذ إلى جانب هاجس التخطيط والبرمجــــة. هذا الثلاثي نخشى أن يكون قد شكل قوة ضاغطة ربما ستتسبب القرارات التي تحكمت فيها إلى امتداد الخسائر التربوية إلى السنوات المقبــــلة، تقول سعدي.

وبخصوص إعلان الوزارة عن انتهاء الدراسيـــة، سجلت المتحدثة بعض الثغرات التي غابت عن تصور الوزارة بهذا الشأن وهو مثلا اكتفاء بنتائج الطور الأول والاكتفاء بها دون اجتياح الامتحان الموحد للطور الثاني على مستوى الثالث إعدادي، هذا القرار يثمن ويعتبر بمثابة تقليل من هامش المجازفة، إلا أنه قرار يجعلنا أمام وضع خاص يتمثل في شريحة واسعة من التلاميذ الأحرار الذين يمتحنون كل سنة للعودة إلى المدرسة. فما مآل هذه الفئة في ظل عدم ترتيب الامتحانات النهائية لهذا المستوى الإشهادي وأي إجراء لاحتواء هذه الوضعية، تتساءل سعدي؟.

وفي نفس السياق، تساءلت عضو الفريق النيابي للبام عن الكيفية التي ستدبر بها عملية التوجيه المدرسي خصوصا بالنسبة لتلاميذ مستوى الثالث إعدادي خاصة وأنهم لن يعودوا إلى المدارس إلا بعد انطلاق الموسم الدراسي المقبل؟. ونفس الشيء ينطبق على مستوى الباكالوريا حر مع فارق بسيط هو كون تلاميذ هذا المستوى لديهم فرصة اجتياز الامتحانات الفعلية لكنهم سيجدون أنفسهم بين محطتين متباعدتين قد يؤثر في حالة نجاحهم علة التسجيل في الجامعات؟.

سعدي، طرحت تساؤلات أخرى عن أية تصورات لنهاية الموسم الجامعي، وغياب هذا التصور في الوقت الراهن تسبب في التردد الملحوظ على مستوى إخلاء الأحياء الجامعية وخاصة في الرباط وفاس -حسب ما راج في وسائل إعلامية- وما يشكله الأمر من إمكانية ظهور بؤر وبائية؟ إضافة إلى مناقشة بحوث التخرج سواء في المدارس العليا أو الجامعات بعد استيفاء كل الوحدات، وكيف سيتم هذه العمليـــــة؟، كما أن التأخر في صرف المنحة الجامعية ساهم في تعميق أزمة الطلبة وخاصة العالقين منهم بعد فرض حالة الطوارئ الصحية بشكل فجائي في الكثير من المدن وخاصة في منطقة الشمال.

إلى حدود الساعة، لم يتم الحسم في التاريخ الدقيق لإجراء الامتحانات الإشهادية، تقول سعدي مخاطبة أمزازي، عدا الإشارة إلى شهر يوليوز، كما أن إجراء يجب أن يتخذ بشأن الدقيق في عملية الدروس الحضورية التي سيمتحن فيها التلميذ وذلك من باب الحرص على عدم تكريس التفاوتات المجالية والحفاظ على تكافؤ الفرص بين التلاميذ وهو ما يستدعي التنسيق بين الأكاديميات الجهوية في هذا السياق.

وذكرت المتحدثة أن توقف عملية تكوين أطر الأكاديميات جراء حالة الطوارئ الصحية سيفرز فراغا وبالتالي التأثير سلبا في التأطير التربوي والتعليمي في الكثير من المدارس عبر امتداد التراب الوطني خلال السنة المقبلة، فكيف ستتدارك الوزارة هذا الأمر تتساءل سعدي؟

إلى ذلك، نقلت سعدي ما جاء في رسائل الشكوى والتذمر التي جاءت على لسان أباء، أمهات وأولياء أمور التلاميذ الذين يتابعون دراستهم في التعليم الخصوصي، حيث أن أرباب المدارس يطالبونهم بأداء الرسوم الشهرية، خصوصا وأن كثيرا من اللغط أثير حول تعويض الدولة للمدارس الخصوصية من عدمها، حيث التمست سعدي توضيحا بهذا الخصوص؟.

السعدي دعت في الأخير إلى إشراك القنوات الإذاعية على غرار القنوات التلفزية المساهمة في عملية التعليم عن بعد، خاصة وأن الصوت والصورة يساهمان في تسريع التمثلات الذهنية للتعلم واكتساب المعرفة أكثر من التعليم الحضوري الذي يعتمد التلقين. وأثارت المتحدثة بالمناسبة حدوث ما أمسته بالتشتت الواضح على مستوى انخراط بعض القنوات التلفزية في عملية التعليم عن بعد رغم المسافة التي تفصل بينها وبين مجال التعلم بشكل من الأشكال باستثناء قناة “الثقافية”. مقترحة إخراج قناة جديدة إلى حيز الوجود تحت مسمى “التعليم والأسرة” لأهمية التعليم عن بعد وارتباطه بالدور الوثيق للأسرة.

كما اقترحت سعدي إشراك الجماعات الترابية كشريك محلي لا محيد عنه للمساهمة في توفير الشروط الأساسية للرفع من مردودية المدرسة وتعبئة كل الوسائل الممكنة من جاهزية الفضاءات التربوية/ التعليمية. إضافة إلى دمج الوسائل التكنولوجية والإسراع بهذا الإجراء في المناهج الدراسية، مع التنبيه إلى ضرورة معالجة الاختلالات عبر إعادة النظر في البحث العلمي كخيار استراتيجي هام بالنسبة لبلادنا.

مــــــراد بنعلي

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.