في الذكرى 12 لتأسيسه..الحجيرة يكتب: البام يعيد الأمل للممارسة السياسية

0 961

الدكتور محمد الحجيرة

يحتفي حزب الأصالة والمعاصرة، اليوم السبت 8 غشت 2020، بالذكرى الـ 12 لتأسيسه، وهي ذكرى تشكل مناسبة لتقييم حصيلة 12 سنة من عمر حزب شكل تأسيسه بمشروعه المجتمعي حدثا سياسيا بارزا في المشهد الحزبي المغربي .

فسياق تأسيس الحزب كان بعد النقاش الواسع الذي دشنته حركة لكل الديمقراطيين وصياغة مخرجات لخلخلة الجمود السياسي آنذاك، وكذا صياغة برنامج لتنزيل واعتماد وثيقة تقرير الخمسينية و تقرير هيأة الإنصاف والمصالحة وتفعيل الوسائط المجتمعية لمسايرة الاشارات والمبادرات التي حملها العهد الجديد في ظل حكم الملك محمد السادس .
فتم تدشين فعل سياسي يتجه لعقلنة التعددية السياسية والانفتاح على الطاقات والنخب والتشجيع على المشاركة السياسية، بتجارب مختلفة ضمت مختلف المشارب الفكرية والسياسية والمدنية وباحتضان رموز وقيادات معروفة وطاقات شبابية ونسائية من مختلف الفئات والمجالات الترابية الحضرية والقروية .

وفيما يخص البناء التنظيمي والحضور السياسي، فقد بصم حزب الأصالة والمعاصرة إسمه في المشهد السياسي والحزبي رغم عدم استساغة عدد من الأطراف السياسية لسرعة تجذر الحزب وطنيا وجهويا وإقليميا ومحليا وبالعدد الهائل من الالتحاقات والانخراطات التي احتضنها منذ التأسيس إلى المؤتمر الأخير.
لكن بصمة الحزب سواء في عدد الانخراطات و تنوع الفئات الملتحقة وأيضا في اعتماده على بنية تنظيمية منفتحة أفقيا وعموديا، وذلك باعتماد البناء الجهوي منذ التأسيس مع تطوير وتجويد القوانين المنظمة للبنيات التنظيمية وصلاحياتها. ونهج البام سياسة ممانعة للسلطة الحكومية باعتبار أن الحزب اختار منذ التأسيس موقع المعارضة البنائة .
حزب الأصالة والمعاصرة شكل منذ تأسيسه إلى الآن استثناء من حيث عدد المؤتمرات الوطنية التي أفرزت تداولا ديمقراطيا على مستوى القيادات والمؤسسات الوطنية ” اربع مؤتمرات وطنية وست أمناء عامون” ونفس الشيء على المستوى الجهوي والإقليمي.

موازاة مع تأسيس منظمات الشباب والنساء ومنتديات الأطباء والهندسة والتعليم العالي والصيد البحري والمناجم والممرضين والتعليم …الخ وإعطاء مجال واسع لمختلف المبادرات التنظيمية في الجهات والأقاليم .
انتخابيا حقق حزب الأصالة والمعاصرة منذ تأسيسه إلى الآن حضورا وازنا في مختلف المحطات الانتخابية وفي مختلف المؤسسات المنتخبة مركزيا وجهويا وإقليميا ومحليا. هذا الحضور ميزه الفصل بين موقع المعارضة السياسية على المستوى المركزي وبين تدبير الشأن المحلي بتشارك مع مختلف الأطراف السياسية.

القوة الانتخابية لحزب الأصالة والمعاصرة فرضت اعتماد آلية تنظيمية توحد عمل المنتخبات والمنتخبين وتستفيد من مختلف تجارب الحزب في الجماعات الترابية ومؤسسة البرلمان . حيت تم تشكيل المؤسسة الوطنية لمنتخبات ومنتخبي حزب الأصالة والمعاصرة وهيآتها الجهوية والإقليمية .
وهو ما يمكن الحزب من تحقيق إنجازات على الأرض في الجماعات الترابية بمستوياتها الثلاث : الجماعات القاعدية

وعلى صعيد مجالس العمالات والأقاليم والجهات، فقد بصم مناضلوا ومناضلات البام وطنيا وجهويا واقليميا ومحليا على تجارب رائدة في تدبير الشأن المحلي .

وعن آفاق الحزب، ففي ظل السياق الذي تأسس فيه حزب الأصالة والمعاصرة والتراكمات السياسية والانتخابية والتنظيمية التي حققها وشكلت مكتسبات ينبغي تطويرها وملاءمتها مع المتغيرات المجتمعية والتواصيلة والانتخابية، وفي إطار التحولات التي يعرفها العالم والمنطقة الإقليمية وضمنها المغرب والتحديات المطروحة على بلادنا، في ظل ذلك كان لابد لحزب الأصالة والمعاصرة ان يحدث نقلة في أدائه التنظيمي وممارسته السياسية وصياغة أفق برنامجي يساهم فيه الإقلاع التنموي المطروح على كل الفرقاء السياسيين المساهمة فيه.

وبالنظر لحيوية الحزب وتنوع الفئات المنخرطة فيه وقوة شبابه ونسائه والحضور القوي للمنتخبين والمنتخبات والبرلمانيبن، كان لابد خلخلة الجسم التنظيمي وإعطاء نفس وروح حزبية تستحضر منطلقات التأسيس وتتقوى بتراكمات المسار التنظيمي والانتخابي وتستشرف أفق مستقبلي أكثر انفتاحا وتفاؤلا.

وفي هذا السياق بصم حزب الأصالة والمعاصرة اسمه بتفعيل رؤيته التنظيمية مع رهانات تنزيل الجهوية . وذلك باعتماد حزب الجهات وإعطاء صلاحيات التدبير التنظيمي والانتخابي للمؤسسات الحزبية الجهوية والإقليمية .
وهو ما باشرته القيادة الحزبية برآسة الأمين العام الوطني الأستاذ عبد اللطيف وهبي بتعيين الأمناء الجهويين الذين بدورهم باشروا تعيين الأمناء الاقليميين في أفق استكمال البناء والهيكلة جهويا وإقليميا ومحليا.
إن استحضار لحظة تأسيس حزب الأصالة والمعاصرة في هذه الذكرى خاصة ليس فقط لتعداد المنجزات والحصيلة ولكنه بالأساس لتزامن هذه السنة مع عقد المؤتمر الوطني الرابع وما ترتب عنه من خلاصات وقرارات وتوجهات تبتغي فتح أوراش تنظيمية وسياسية تمكن من أداء الحزب لدوره كمؤثر وكفاعل مباشر في المشهد السياسي وكطرف رئيسي في تدبير الشأن العام والمحلي .
وهذا لن يتأتى إلا من خلال تقوية المؤسسات الحزبية التي تعتبر مدخلا للعمل الحزبي المسؤول الذي يتجاوب مع انتظارات المغاربة في كل المجالات الاقتصادية والاجتماعية والثقافية وغيرها، وتحرير الطاقات الحزبية وفتح المجال للشباب والنخب للتصالح مع السياسة.

كما أن الحزب مطالب بنهج سياسة تشاركية منفتحة على جميع الطاقات والكفاءات الحزبية والصديقة، سياسة تنظيمية تعتمد على استلهام التراكمات الإيجابية وتسطير برنامج يتأسس على رؤية تنموية على مستوى الجماعات الترابية جهويا وإقليميا .

بالموازاة مع الانفتاح على جميع الأطراف السياسية والمدنية والحقوقية والإعلامية والنقابية في أفق تدشين لمرحلة تسم المشهد السياسي كعماد لتنوع البرامج والمشاريع المجتمعية وكحاضن للتعددية السياسية التي تميز النظام السياسي المغربي.

عيد ميلاد سعيد لكل الباميات والباميين

الدكتور محمد الحجيرة
الأمين العام الجهوي لحزب الأصالة والمعاصرة بجهة فاس مكناس

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.