لقاء تواصلي للبام بجهة فاس- مكناس يؤكد على التعبئة الجماعية من أجل الإصلاح وترسيخ الحوار مع الشباب

0 913

نظمت؛ الأمانة الجهوية لحزب الأصالة والمعاصرة بجهة فاس- مكناس، صباح اليوم الأحد 05 أكتوبر الجاري بالمقر الجهوي للحزب فاس، لقاء تواصليا موسعا خصص لتدارس التطورات الوطنية الأخيرة ومناقشة مطالب الشباب ذات الطابع الاجتماعي، وذلك بحضور أعضاء الأمانة الجهوية، وبرلمانيي الحزب، ورؤساء مجالس الجماعات الترابية، وأعضاء المجلس الوطني، والأمناء الإقليميين، وأعضاء المكتب الجهوي لمنظمة النساء، وأعضاء المجلس الوطني لمنظمة الشباب، والمكتب الجهوي لمنتدى التعليم العالي، وفعاليات حزبية وشبابية بجهة فاس- مكناس.

ويأتي هذا اللقاء الذي ترأسه الأمين الجهوي الدكتور محمد الحجيرة، بمعية رئيسة المجلس الجهوي خديجة حجوبي والنائبين البرلمانيين عزيز اللبار حسن بلمقدم، (يأتي) في إطار تنزيل توجيهات القيادة الوطنية التي أكدت على فتح مقرات الحزب وتوسيع قنوات الحوار مع المواطنين، باعتبار التواصل الميداني ركيزة أساسية في البناء الحزبي وتحصين العمل الديمقراطي.

وركزت أشغال الاجتماع على عدة محاور أساسية من بينھا الهيكلة التنظيمية؛ حيث تمت مناقشة برنامج الهيكلة المحلية للأمانات المحلية، مع التأكيد على تعزيز دور منظمة النساء والشباب والمنتديات الجهوية، بهدف تحسين التنسيق والتواصل بين مختلف مكونات الحزب.

وتدارس الحضور استراتيجيات تنظيمية وتعبوية لضمان مشاركة فعالة في الاستحقاقات القادمة، مع التأكيد على أهمية التحضير الجيد على المستويين المحلي والجهوي ، وتجديد التأكيد على قوة وصلابة هياكل ومؤسسات الحزب على الصعيد الترابي، اعتمادا على انضباط مناضلاته ومناضليه وبرلمانييه ومنتخبيه ومنتخباته والتفافهم حول حزب الأصالة والمعاصرة وقيمه النبيلة ومشروعه المجتمعي، ومناعته تجاه المحاولات الفاشلة والبئيسة التي تستهدف قياداته الوطنية والجهوية والإقليمية والمحلية.

وناقش المجتمعون القضايا التي تهم فئة الشباب، بما في ذلك فرص الشغل، التعليم، والصحة؛ وتم التأكيد على ضرورة تفعيل مخرجات المؤتمر الوطني الثاني لمنظمة شباب الحزب، الذي انعقد في شتنبر 2025، والذي شدد على إشراك الشباب في صناعة القرار وتعزيز مشاركتهم السياسية، والأدوار الهامة لهم في إبراز وشرح مواقف البام ومبادراته في مختلف القطاعات والمجالات.

إلى ذلك، تم استحضار منطلقات وأهداف مبادرة جيل 2030 والنجاح الذي عرفه اللقاء التواصلي الجهوي بمدينة فاس، بالإضافة إلى المشاركة الوازنة لشباب جهة فاس- مكناس في الجامعة الصيفية للحزب، والانخراط الجماعي الجاد والمسؤول لشبان وشابات جهة فاس- مكناس في إنجاح المؤتمر الوطني الثاني لمنظمة شباب الأصالة والمعاصرة، حيث تم التأكيد على التعبئة الشبابية جهويا وإقليميا ومحليا لانطلاق برنامج الهيكلة الجهوية التنظيمية لمنظمة الشباب، وذلك عبر تنظيم لقاءات وورشات تهم التأطير والتكوين والمشاركة السياسية من أجل الترافع حول المطالب الشبابية في مختلف المجالات.

وفي هذا الإطار؛ جددت الأمانة الجهوية للبام بجهة فاس- مكناس تفهم الحزب للمطالب الاجتماعية للشباب مع الرفض التام لكل الانحرافات وأشكال الفوضى التي شهدتها عدد من المدن، والتذكير بالحقوق المكفولة للاحتجاج السلمي والرفض القاطع المس بأمن واستقرار البلاد.

واستعرض المشاركون مضامين بلاغ المكتب السياسي الصادر في 1 أكتوبر 2025، الذي أكد على مشروعية المطالب الاجتماعية للشباب وأهمية الإنصات لنبض الشارع؛ وتجنب أي ممارسات عنف أو تخريب قد تضر بأمن واستقرار البلاد.

وأكد المجتمعون على ضرورة تحويل هذه المناقشات إلى مشاريع ملموسة على الأرض، من خلال إطلاق برامج تنموية تستهدف الشباب، خاصة في المناطق القروية، وتعزيز دور المرأة والشباب في الحياة السياسية والاجتماعية، بالإضافة إلى تطوير قنوات تواصل رقمية وميدانية لتعزيز الحوار مع المواطنين.

وفي كلمته الافتتاحية، شدد الحجيرة، على أن اللحظة الراهنة “تفرض تجديد مقاربات العمل السياسي وتعزيز القرب من المواطنين، لاسيما فئة الشباب التي تشكل طاقة إصلاحية يجب الإصغاء إليها”.

وأوضح أن جهة فاس- مكناس “تعيش تحولات اقتصادية واجتماعية متسارعة تتطلب معالجة واقعية ومسؤولة”، داعيا إلى تكامل الأدوار بين الجماعات الترابية والمؤسسات المنتخبة والفاعلين المحليين من أجل إنجاح ورش الإصلاحات الجارية في التعليم والصحة والتشغيل.

وأكد الحجيرة أن الحزب يعمل ميدانيا على دعم المقاولات الصغيرة والمبادرات الشبابية، وتشجيع الاقتصاد التضامني كرافعة للتنمية، مبرزا أن “الإصلاح لا يتحقق من خلال الخطاب فقط، بل من خلال سياسات ترابية عملية تراعي العدالة المجالية وتكافؤ الفرص”.

وأضاف أن “الأصالة والمعاصرة سيظل حزبا منحازا للمطالب المشروعة للمواطنين، وملتزما بالدفاع عن استقرار الوطن في وجه كل محاولات التسييس أو التحريض غير المسؤول”.

كما دعا إلى تعزيز ثقافة المشاركة المدنية والوعي الوطني لدى الشباب، لضمان أن يكونوا شركاء فاعلين في التنمية وفي مواجهة كل محاولات المساس بالوحدة الترابية أو زعزعة الاستقرار.

الأمين الجهوي شدد على أن المؤسسات المنتخبة يجب أن تكون أكثر شفافية واستجابة لمطالب الشباب، مع تطوير قنوات تواصل رقمية وميدانية مستمرة، لضمان استدامة الحوار وتوفير المعلومات الدقيقة حول برامج الإصلاح والتنمية المحلية.

من جهتها، قالت السيدة حجوبي، إن التنمية لا يمكن فصلها عن تمكين النساء والشباب اقتصاديا، مشيرة إلى أن “الاقتصاد الاجتماعي والتضامني أصبح اليوم محركا فعليا للنهوض بالمجالات القروية والهوامش”.

وأضافت نائب رئيس مجلس جهة فاس- مكناس؛ أن المجلس أطلق، بشراكة مع مؤسسات وطنية، برامج تهدف إلى تمويل التعاونيات والمشاريع الصغرى، وتوفير مواكبة تقنية وقانونية للمبادرات الشبابية، مشددة على ضرورة تسريع وتيرة تنزيل الإصلاحات الاجتماعية عبر مقاربة تشاركية تستحضر البعد الترابي.

وأكدت حجوبي أن “الحزب يدعم كل التعبيرات الشبابية السلمية التي تطالب بتعليم جيد وخدمات صحية منصفة”، معتبرة أن الاحتجاج في إطاره القانوني يعكس وعيا ناضجا وإيمانا بالإصلاح في ظل الاستقرار.

وشهد اللقاء التواصلي، مداخلتين بارزتين للنائبين اللبار وبلمقدم، ركزتا على دور الشباب في الإصلاح والتنمية، وأهمية استقرار الوطن ووحدته الترابية.

وأكد اللبار على أن الشباب يشكل العمود الفقري لأي مشروع إصلاحي وتنموي في الجهة، مشددا على ضرورة إنشاء منصات دائمة للحوار بين الشباب والبرلمان لضمان أن تترجم مطالبهم الاجتماعية والاقتصادية إلى سياسات واضحة.

وأوضح أن هذه المنصات يجب أن تشمل جميع القطاعات الحيوية، بما في ذلك التعليم والتشغيل والصحة، لضمان أن مشاريع التنمية تلبي الاحتياجات الحقيقية للشباب.

وأضاف اللبار أن البرلمان مطالب بمتابعة تنفيذ هذه المبادرات، والعمل على تطوير برامج تعليمية وتدريبية تكفل للشباب اكتساب المهارات المطلوبة لسوق الشغل، مع توفير دعم ملموس للمشاريع الصغيرة والمبادرات الشبابية في مختلف مناطق الجهة.

وشدد على أن أي إصلاح اقتصادي أو اجتماعي لا يمكن أن ينجح دون ضمان الاستقرار السياسي والأمني، معتبرا أن تعزيز ثقة المواطنين في المؤسسات والمسار الديمقراطي هو شرط أساسي لإنجاح أي سياسة عمومية.

ودعا إلى التعاون المستمر بين جميع الفاعلين المحليين والأحزاب السياسية لضمان أن تصل المشاريع التنموية إلى المستفيدين بطريقة فعالة وعادلة.

من جانبه أبرز بلمقدم أهمية تعبئة جميع الفئات العمرية في عملية التنمية المحلية، مشيرا إلى أن إشراك الشباب في المجالس الترابية والمؤسسات المنتخبة يعزز تكامل السياسات العمومية مع تطلعات المواطنين.

وأكد أن إشراك الشباب لا يقتصر على الاستشارة، بل يشمل منحهم القدرة على اقتراح المبادرات واتخاذ القرار ضمن الهيئات المحلية، لضمان إنتاج حلول عملية ومستدامة للقضايا المحلية.

وأشار بلمقدم إلى أن أي مسعى تنموي أو إصلاحي يجب أن يكون متسقًا مع حماية الوحدة الترابية والمصالح العليا للوطن، مؤكدا أن تعزيز الأمن والاستقرار هو شرط مسبق لإنجاح المشاريع الاقتصادية والاجتماعية.

كما شهد اللقاء مداخلات لعدد من الشابات والشبان الذين أبرزوا أهمية إشراك الجيل الجديد في صناعة القرار المحلي، ودعوا إلى فتح المجال أمام الشباب داخل المؤسسات المنتخبة والمنظمات الموازية للحزب، مع تعزيز أدوات التواصل الرقمي والميداني.

مداخلات الحضور أجمعت على أن إصلاح قطاعي الصحة والتعليم يحتاج إلى تعبئة وطنية وجهوية شاملة، مؤكدين أن المرحلة تقتضي إشراك جميع الفئات العمرية في عملية التغيير، والإنصات الجاد لصوت الجيل الجديد الذي يمثل اليوم قوة اقتراحية حقيقية داخل المجتمع.

مع الإشارة إلى ضرورة تجويد الخطاب السياسي الموجه للشباب، والتموقع الدائم للدفاع عن أمن الوطن ووحدته، باعتبار الاستقرار شرطا أساسيا لأي إصلاح اقتصادي أو اجتماعي.

وبخصوص خلاصات اللقاء والتزامات الأمانة الجهوية فتمثلت في:

1- إطلاق برنامج جهوي دائم للتواصل الميداني بمختلف أقاليم الجهة، يشمل لقاءات دورية مع الشباب والطلبة والمجتمع المدني لشرح الإصلاحات الجارية والاستماع للمقترحات المحلية.

2- تفعيل مبادرات لدعم المقاولات الصغيرة والتعاونيات الشبابية، خاصة في المناطق القروية، عبر شراكات مع المجالس المنتخبة والوكالات المتخصصة في التشغيل والتنمية الاجتماعية.

3- تعزيز العدالة المجالية من خلال المطالبة بتمكين الجهة من موارد مالية إضافية لتقليص الفوارق بين المدن والمناطق القروية في مجالي الصحة والتعليم.

4- تجديد الخطاب السياسي والإعلامي ليكون أكثر تفاعلا مع انشغالات الشباب، مع تطوير قنوات رقمية للتواصل المستمر.

5- تعميق ثقافة الإصلاح في ظل الاستقرار ورفض كل أشكال التحريض أو الانزلاق التي تمس أمن الوطن أو تعرقل التنمية.

6- إشراك الشباب والنساء في رسم السياسات الجهوية عبر آليات تشاورية داخل الحزب وخارجه، تضمن حضورا فعّالا للفئات الصاعدة في الفعل العمومي.

7- التزام الأمانة الجهوية والمتخبين بالعمل الميداني المستمر من أجل القرب من المواطنين والاستماع لهمومهم، وجعل المقرات الجهوية والإقليمية فضاءات دائمة للنقاش والحوار.

مراد بنعلي

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.