لقاء تواصلي لنساء البام بجهة فاس مكناس يُتوج بتوصيات هامة لتعزيز حضور المرأة من داخل المؤسسات التمثيلية والمنتخبة

0 1٬048

أكد الدكتور محمد الحجيرة على تقديمه كل أشكال الدعم والمساندة لكل المبادرات النسائية في إطار منظمة نساء البام جهويا ومحليا بكل روح وحدوية واستشرافية للمستقبل، وذلك بهدف استعادة شعلة الأمل وتمكين النساء من ولوج مواقع صنع القرار السياسي والتشريعي على مستوى الشأن العام والمحلي.

الأمين الجهوي لحزب الأصالة والمعاصرة لجهة فاس مكناس وفي كلمة له أثناء انعقاد لقاء تواصلي “عند بعد” مع عضوات المجلس الوطني للحزب وعضوات المجلس الوطني للمنظمة ومنتخبات البام وفعاليات نسائية حزبية على صعيد أقاليم جهة فاس مكناس، ذكر بالسياق الذي ينعقد فيه هذا اللقاء التواصلي، والذي يأتي في إطار سلسلة اللقاءات التواصلية والتنظيمية التي يباشرها الأمين الجهوي ن بمعية قيادات وبرلمانيي الحزب على صعيد الجهة مع مختلف المؤسسات الحزبية والمنظمات الموازية ومع منتخبي ومنتخبات ومناضلات ومناضلي الحزب جهويا وإقليميا.

مشيرا إلى أن اللقاء يأتي في إطار الدينامية السياسية والتنظيمية التي يعرفها الحزب منذ المؤتمر الوطني الرابع وبعد تعيين الأمناء الجهويين والإقليميين رغم الظروف الاستثنائية بسبب جائحة كورونا، وذلك بتوظيف كل الإمكنات التقنية الممكنة للحفاظ على التواصل التنظيمي أفقيا وعموديا.

وفي معرض حديثه عن المستجدات السياسية والتنظيمية ، ذكر الأمين العام الجهوي بالمبادرات السياسية التي يباشرها المكتب السياسي بالصفة بإشراف مباشر من السيد عبد اللطيف وهبي، الأمين العام الوطني سواء على مستوى المواقف من الأحداث السياسية المستجدة والعلاقات مع الأحزاب السياسية الأخرى أو على مستوى اللقاءات التواصلية مع الجهات والأقاليم والمنظمات والمنتديات الموازية مستدلا باللقاء الأخير الذي عقد بتازة مع برلمانيي وأمناء أقاليم جهة فاس مكناس.

من جانب آخر، شدد الدكتور الحجيرة على أن هذا اللقاء يأتي في إطار الرؤية الجديدة للحزب في التعاطي مع المنظمات والمنتديات الموازية وهي الرؤية التي تعكف منظمة نساء البام على الإعداد لها وفق برنامج تشاركي يستهدف تقوية هياكلها على صعيد الجهات والأقاليم ويهدف أساسا إلى الاستعداد للاستحقاقات الانتخابية المقبلة التي يعتزم الحزب تقديم عدد من المقترحات التي تهم القوانين الانتخابية وضمنها القوانين المؤطرة للمشاركة النسائية بغية تقوية حضورها التمثيلي وطنيا وجهويا وإقليميا ومحليا.

هذا ولم يفت الدكتور الحجيرة تقديم أصدق عبارات الشكر والامتنان للمبادرات الاستباقية لصاحب الجلالة الملك محمد السادس نصره الله في مواجهة جائحة كورونا وللصفوف الأمامية بمختلف فئاتهم الصحية والأمنية والجيش والقوات المساعدة والدرك ومستخدمي الجماعات الترابية والتعليم، وغيرها من القطاعات.

اللقاء الذي تم مساء أول أمس الأحد 12 يوليوز، بدعوة من الأمين العام الجهوي لحزب الأصالة والمعاصرة بجهة فاس مكناس، وبتأطير من الأستاذة رجاء الأزمي رئيسة منظمة نساء الأصالة والمعاصرة والنائبة البرلمانية الأستاذة ثورية فراج والأستاذة أسماء الامراني عضوة المكتب الوطني للمنظمة/ المنسقة الجهوية للمنظمة بجهة فاس مكناس، عرف مداخلات نوعية بمضامين قيمة تمحورت جميعها حول ضرورة وراهنية تدارس الصيغ التشريعية والقانونية والتنظيمية على مستوى الحزبي للرفع من وتيرة حضور المرأة في الحياة العامة وداخل المؤسسات المنتخبة وطنيا، جهويا ومحليا.

وهكذا عبرت السيدة رجاء الأزمي، رئيسة منظمة نساء الأصالة والمعاصرة، عن شكرها على هذه المبادرة التواصلية والتنظيمية التي وصفتها بالهامةالمهمة، وذلك بالرغم من الظروف الاستثنائية التي فرضت عملية التواصل عن بعد. ومنوهة بالمبادرات الملكية وبجنود الصفوف الأمامية في مواجهة تفشي فيروس كورونا، وبالروح التضامنية التي أبان عنها الشعب المغربي بكل فئاته وشرائحه.

مشددة في كلمتها بالمناسبة على أن هاته الجائحة وما صاحبها من إجراءات الحجر الصحي، أظهرت الإشكالات المركبة التي تعاني منها النساء اقتصاديا واجتماعيا وسياسيا، خاصة على مستوى العراقيل القانونية في تقديم الشكايات الخاصة بالنساء المعنفات وتفشي الأمية والفقر والهشاشة وانعكاس ذلك على ضعف المشاركة السياسية.

وهو ما يفرض، بحسب رئيسة منظمة نساء الأصالة والمعاصرة، الاستمرار في النضال على مختلف الواجهات وعرض الملفات والقضايا النسائية ومراجعة قانون الأسرة من أجل تحصين مكتسبات الحركة النسائية والنضال من أجل فرض التمكين السياسي للنساء وولوج مراكز القرار الحزبي والتمثيلية في المؤسسات المنتخبة.

معبرة عن إلحاحها على ضرورة تقديم منظمة نساء البام لمقترحات وتصورات تهم القوانين الانتخابية وخاصة ما يتعلق باللوائح الوطنية والجهوية. خاتمة كلمتها بالإشادة بالحضور نساء الحزب الوازن والنوعي بمختلف أقاليم الجهة مناضلات ومنتخبات وشابات، وبالمداخلات المتكاملة والنوعية والمتميزة، والتي وصفتها بالبوح الجميل والراقي، داعية الجميع إلى تكاثف الجهود والعمل والنضال واستكمال ورش بناء المنظمة على صعيد الجهة والأقاليم، وفتح النقاش حول قضايا المرأة وتسطير برنامج للتكوين والتأطير والإعداد الجيد للاستحقاقات الانتخابية المقبلة.

أما مداخلة السيدة أسماء الأمراني عضو المكتب الوطني والمنسقة الجهوية للمنظمة بحهة فاس مكناس، فقد كانت فرصة للتذكير بنضالات المرأة المغربية لانتزاع مكتسبات قانونية وسياسية. لافتة الانتباه إلى توفر منظمة نساء الأصالة والمعاصرة على تصور استراتيجي واضح ومتكامل لإنجاز خارطة طريق لتحقيق المناصفة وتمكين النساء من المشاركة بقوة وفعالية في تدبير الشأن العام سواء من داخل الأحزاب السياسية او من داخل المؤسسات المنتخبة، حيث ذكرت بالمسار النضالي للمرأة المغربية على المستوى الاجتماعي والاقتصادي والسياسي، وبالنظرة الاستشرافية للبام التي تثمن كثيرا المشاركة السياسية للنساء.

داعية في ذات السياق إلى توحيد صفوف نساء البام جهويا وإقليميا واستكمال الهياكل التنظيمية للمنظمة وإعداد برنامج عمل يهم كل شرائح النساء والفئات خاصة الشابات والمرأة في العالم القروي والجبلي. كما أكدت على ضرورة تكثيف التوصل الداخلي للنساء الباميات والتواصل مع المواطنات خاصة في المناطق التي تعرف هشاشة اجتماعية واقتصادية،واستحضار تنوع فئات النساء باختلاف المناطق من مجال قروي وحضري. مشددة على أهمية تقديم مقترحات تهم الاستقطاب والتنظيم والتأطير.

ومن موقع المرأة البامية الفاعلة والكفؤة من داخل مؤسسة البرلمان، نوهت النائبة البرمانية ثورية فراج، عضو فريق الأصالة والمعاصرة بمجلس النواب بمبادرة الأمين العام الجهوي لعقد هذا اللقاء التواصلي الذي يعزز تواجد المرأة وتمكينها في مجال السياسة. حيث تحدثت عن دورها كبرلمانية مهتمة بالقضية النسائية ودائمة الترافع عنها، وحرصها على تثمين عمل المرأة والدفاع عن مبدأ المناصفة كآلية فعالة وناجعة للوصول إلى المساواة، واللتان تشكلان عاملين أساسيين للتنمية المستدامة وترسيخ الديموقراطية سواء عبر المجموعة الموضوعاتية للمناصفة والمساواة بالبرلمان أو كعضوة في لجنة القطاعات الاجتماعية.
النائبة البرلمانية تساءلت خلال هذا اللقاء الهام عن جدوى العمل من أجل التمكين الحقوقي والسياسي للمراة الذي يعد رافدا للتنمية والديمقراطية والحداثة، وإلى أي حد مكنت الجهود المبذولة من تحقيق التمكين للمرأة، مع العلم أنه لا قيمة للحقوق والقوانين إذا لم تكن مُفعّلة ولها أثر مادي على الواقع، مذكرة بتصنيف المغرب ضمن مؤشرات الولوج إلى التمثيلية السياسية للنساء عالميا، حيث يحتل المرتبة 137من مجموع 144 دولة (حسب تقرير المنتدى الاقتصادي العالمي).

باقي مداخلات نساء الأصالة والمعاصرة الحاضرات في هذا اللقاء “عن بعد”، همت عددا من القضايا النسائية والحزبية والشبابية، منها التأكيد على ضرورة الإسراع بحل المشاكل التنظيمية في بعض أقاليم الجهة وتقوية التواصل التنظيمي سواء على مستوى منظمة النساء أو على مستوى المؤسسات الحزبية والتركيز على النساء في المناطق الهشة والجماعات القروية الجبلية لما لها من خصوصية وتأثير انتخابي.

كما طُرِح إشكال عدم تنزيل مضامين دستور 2011 فيما يتعلق بالمناصفة والنساء وملاءمتها بباقي التشريعات، خاصة مدونة الانتخابات واعتماد مداخل وآليات أخرى لإقرار التمييز الايجابي وليس فقط الكوطا النسائية. ومن أجل ذلك تم الإلحاح خلال هذا اللقاء على أهمية تشخيص الوضع التنظيمي لمنظمة النساء والوقوف على الإكراهات والهفوات التنظيمية وتسطير برنامج تواصلي على المستوى الداخلي والخارجي واقتراح مواضيع للتأطير والتكوين بحسب فئات النساء المستهدفة. كما تم الوقوف على ضعف المشاركة النسائية في الاستحقاقات الانتخابية بالموازاة مع تنامي مظاهر الفقر والأمية والعزوف السياسي.

إلى ذلك، خلصت نقاشات المجتمعات إلى أهمية اعتماد برنامج تواصلي مكثف يعتمد على سياسة القرب وتشجيع الشابات والعاملات وربات البيوت والمرأة القروية على الانخراط في العمل السياسي والانتخابي والانفتاح على مؤسسات المجتمع المدني النسائية والتنموية والتعاونيات وتقديم الدعم لها.

أما على المستوى التنظيمي للمنظمة بجهة فاس مكناس وبعد استحضار السيرورة التنظيمية للمنظمة والأنشطة المنجزة في بعض أقاليم جهة فاس مكناس، خلص اللقاء إلى ضرورة استكمال البناء التنظيمي جهويا وإقليميا ومحليا والانفتاح على مختلف الطاقات والكفاءات النسائية الحزبية والمتعاطفة وتسطير برنامج إشعاعي تواصلي وتكويني وتقديم مقترحات تتعلق بالقوانين والاستحقاقات المقبلة الانتخابية.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.