لقاء طنجة التشاوري يعتمد الأرضية السياسية لشبكة الأحزاب السياسية في شمال إفريقيا.

0 828

بعد تقديم ومناقشة الأرضية السياسية لشبكة الأحزاب الديمقراطية في شمال إفريقيا، اعتمدت الأحزاب السياسية المشاركة في لقاء طنجة، يومي 23 و24 فبراير 2019، الأرضية السياسية للشبكة، والتي جاء فيها:

بعد اللقاء الأولي لأحزاب ديمقراطية من شمال إفريقيا على هامش المؤتمر الوطني الخامس لحزب التجمع من أجل الثقافة والديمقراطية الجزائري في فبراير 2018، استضاف حزب حركة مشروع تونس، بمدينة المنستير بالجمهورية التونسية يومي 14 و15أبريل 2018، أول لقاء تشاوري لإحدى عشر (11) حزبا تقدميا ديمقراطيا حداثيا من منطقة شمال إفريقيا.

بعد عدة جلسات نقاش و تبادل، أصدرت الأحزاب المشاركة “إعلان المنستير” الذي وضع الملامح الأولى للاختيارات و المبادئ المؤسسة و المؤطرة لعملها المشترك المأمول و المتمثلة أساسا في :

• خدمة طموحات شعوبنا إلى التنمية و الأمن و التقدم و النهوض الحضاري والانخراط الذكي في مجتمع الإبتكار  التكنولوجي و الثورة الرقمية،و السلام والانفتاح و الاستقرار و سيادة دولة القانون و الديمقراطية و حقوق الإنسان والعدالة الاجتماعية و المساواة بين الجنسين.
• نبذ و مقاومة التطرف و التطرف العنيف و خلط الدين بالسياسة وفوضى السلاح و الانفصال. 
• اعتماد التعاون و الحوار الدائم و التنسيق و العمل المشترك  على مستوى الشمال الإفريقي كما في المحافل و المنتديات الدولية. 
• لكل دولة تاريخ سياسي و اجتماعي يميزها و يحدد اختياراتها السيادية التي يتوجب احترامها و في مقدمتها الوحدة الوطنية و الترابية. 
• العمل من أجل تعاون وثيق اقتصادي و اجتماعي و سياسي و ثقافي بين دول وشعوب  شمال إفريقيا، و من أجل عمل مشترك و تنسيق مستدام حول القضايا العادلة دوليا .
• يستمر التشاور بين الأحزاب الملتئمة في المنستير، بعقد لقاء بطنجة المغربية في استلهام جلي لروح مؤتمر طنجة لسنة 1958 ، بدعوة و استضافة من حزب الأصالة والمعاصرة. 

إن الأحزاب السياسية المشاركة في لقاء طنجة التشاوري لشبكة الأحزاب الديمقراطية في منطقة شمال إفريقيا المجتمعة بطنجة المغربية يومي 23 و 24 فبراير 2019 :
⎫ و هي تعيد استحضار روح مؤتمر طنجة و إعلان المنستير و مبادئه السالف ذكرها، 
⎫ و هي تشدد على حاجة بلداننا و شعوبنا إلى عمل حزبي و مدني مشترك ، مستدام و استراتيجي يعلو على الظرفيات العابرة و يتحدث لغة الطموحات الكبيرة، و المصالح المشتركة.
فإنها توصي “الهيئة المؤقتة العليا للتنسيق” المشكلة من قادة الأحزاب الديمقراطية في شمال إفريقيا ، بمعية الفرق الفنية التي ستتشكل من كوادر و أطر هذه الأحزاب إلى فتح ورش التفكير الجماعي المشترك حول القضايا والاهتمامات ذات الأبعاد المشتركة و لمتقاسمة،  بغاية الإحاطة بأقصى ما يمكن من خيوط نسج تشبيك حزبي وطني تقدمي ديمقراطي اجتماعي حداثي، فاعل و مستدام.
شهد و يشهد العالم تحولات سريعة عميقة تسائل كل منشغل بمصير الإنسان والكرة الأرضية. كما شهدت و تشهد منطقة شمال إفريقيا وشرق الأوسط ودول الساحل، مخاضات و تحولات كثيرة و متنوعة تساءل كل مهتم بمصير شعوب و أقطار المنطقة. 
تناسلت عن التحولات هذه جملة أسئلة كونية و إقليمية تستوجب من أحزاب سياسية ديمقراطية إجتماعية حداثية أن تتلمس طريق الجواب عليها لامتلاك مشروع حقيقي للتغيير :

• التحديات الإقليمية ذات الطابع الجيوسياسي، والاقتصادي والأمني والبيئي التي تواجهها المنطقة المغاربية والتي تحد على نحو ملحوظ من قدرتنا على تسريع الإصلاحات المؤسساتية و الاقتصادية و الاجتماعية الضرورية التي تمكن كل فئات مجتمعاتنا و شعوبنا من الولوج إلى حقوقهم المدنية و السياسية و الاقتصادية والاجتماعية و الثقافية و البيئية .
• تصاعد الشعبويات بمختلف ألوانها الإيديولوجية، وبروز خطاب الانغلاق الهوياتي والكراهية والتطرف العنيف المبني على أساس ديني على المستوى العالمي و على المستوى الإقليمي كإحدى النتائج غير المباشرة للديناميات التي سميت ب”الربيع العربي”، مما يطرح مخاطر جدية فيما يتعلق بحماية قيم المجتمع الديمقراطي وتعاظم حجم التحديات التي تواجهها على حد سواء الديموقراطيات الناشئة والموطدة : (أزمة الوساطة السياسية والاجتماعية، أزمة التمثيل السياسي، أزمة إدماج مختلف الفئات الهشة ، والشباب في المؤسسات الديمقراطية سواء التمثيلية أو التشاركية منها…).
• ظهور جيل جديد من التحديات يتعلق بكيفية جعل الديمقراطيات أكثر ابتكارا واستجابة للقضايا الناشئة (الهجرة ،تغير المناخ، الأعمال التجارية و حقوق الإنسان، التنمية المستدامة، تقليص التفاوتات المجالية، تدبير التنوع اللغوي والثقافي، حماية قيم المجتمع الديمقراطي من الشعبويات، و التطرف العنيف، وخطاب الكراهية و العنصرية) وهي تحديات مشتركة بين بلداننا على تنوع تجاربها
• تزايد نفوذ المركبات المالية و الاقتصادية العابرة للقارات و تعاظم الاختيارات الاقتصادية الليبرالية المتوحشة  في محاولة حثيثة إلى تحويل العالم إلى مجرد سوق بلا روح، مع ما ترتب عن ذلك من ارتفاع منسوب الهجرات، التهديد المتزايد للمناخ(الكرة الأرضية )، بروز الكثير من التعبيرات العنيفة، توسع رقعة فقراء العالم.

• أية حصيلة بسلبياتها و إيجابياتها لزخم الوقائع و التطورات التي كانت منطقة شمال إفريقيا مسرحا فسيحا لها و لم تنته  كل فصولها بعد ؟.
• أي مكانة و دور جديدين للفكرة / المشروع التقدمي الديمقراطي الاجتماعي الحداثي أمام المنحى الانغلاقي فكريا وسياسيا والتيار الليبرالي المتوحش اقتصاديا، الرجعي ثقافيا ؟.
• أية كلفة اقتصادية و سياسية و اجتماعية و ثقافية و حضارية لاستمرار الوضع الشاذ  للامغرب في عالم الأقطاب و التكتلات بعد 60 سنة على مؤتمر طنجة(أحزاب المغرب العربي )، و 30 سنة على مؤتمر مراكش(معاهدة اتحاد المغرب العربي ) ؟.
• أية سياسات عمومية للنساء و الشباب، و أية مكانة لهم بين النخب، بما هم  إمكان بشري هائل ببلدان شمال إفريقيا، من شأن تأهيله و إحقاق حقوقه كاملة في التكوين و المساواة و تثمين القدرات أن يغذي شرايين مجتمعاتنا بجرعات قوية من الإصلاح و التقدم و النهوض و الدمقرطة والتحديث؟.
• أية وظائف و أدوار للمجتمع المدني الشمال إفريقي لمرافقة دينامية التعاون والعمل المشترك هذه عبر التبادل الفني والإعلامي والثقافي، والرياضي، والجمعوي،  والجامعي في تفاعل مع العصر ومستجده، و بما يخدم العملية الديمقراطية لا بما يخربها؟.   
• كيف يمكن، إعمال الالتزامات المتعلقة بحماية بلداننا من آثار التغيرات المناخية؟ وكيف يمكن وضع آليات الديمقراطية التشاركية واستشارة العموم في مختلف القضايا المتعلقة بالتغيرات المناخية والحقوق البيئية والحق في التنمية المستدامة.؟ و كيف نحمي مجتمعاتنا، لا سيما الفئات الأكثر هشاشة وفقرا من الآثار الاجتماعية للتقلبات المناخية، في إطار متطلبات التنمية المستدامة، و ذلك عبر آليات دعم عمومي ملائم. ؟
  هذه بعض أسئلة من ركام أسئلة لامنتهي، يوصي لقاء طنجة بأن تكون مواضيع لندوات دورية تتزامن مع ما يستقبل من لقاءات لأحزاب شمال إفريقيا بمختلف الأقطار.  
إن إطلاق ورش التفكير الجماعي حول قضايا مصيرية و إستراتيجية، لا يعني بأي حال من الأحوال تعطيل التواصل والتنسيق وتبادل الخبرات والزيارات  و التعاون في المنتديات، بشكل جماعي و ثنائي ، لأنه سبيلنا الوحيد نحو إبلاغ و توطين رسالتنا التاريخية.

طنجة في 23 فبراير 2019

– حزب التجمع من أجل الثقافة والديمقراطية (الجزائر)- حزب جبهة المستقبل الجزائرية- حزب طلائع الحريات (الجزائر) حزب المؤتمر (مصر)- حزب حركة المستقبل الليبية- حزب ليبيا الأمة – حزب الأصالة والمعاصرة (المغرب)- حزب الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية (المغرب) – حزب جبهة القوى الديمقراطية(المغرب) – حزب الاستقلال (المغرب) حزب التقدم والاشتراكية (المغرب)- حزب التجمع من أجل موريتانيا – حزب اتحاد قوى التقدم (موريتانيا)- حزب حركة مشروع تونس- اتحاد الشبيبة الاشتراكية الديمقراطية بالعالم العربي.

– تحميل الأرضية السياسية

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.