ليلى أزرقان: التصميم الجهوي لإعداد التراب طموح للفاعلين بالجهة لرفع معدلات النمو وتحسين ظروف عيش الساكنة وجاذبية المجال

0 1٬043

قالت رئيسة لجنة إعداد التراب بمجلس جهة طنجة تطوان الحسيمة السيدة ليلى أزرقان، إن التصميم الجهوي لإعداد التراب، ينبني على طموح مجموع الفاعلين على مستوى الجهة إلى رفع معدلات النمو والتحسين المستمر لظروف عيش الساكنة وجاذبية المجال الجهوي، وفق رؤية تروم الزمن الطويل، أي المستقبل المتوسط والبعيد في حدود 25 سنة.

وأضافت أزرقان، في كلمة ألقها بمناسبة إعطاء الانطلاقة الرسمية لمسلسل إعداد التصميم الجهوي لإعداد التراب لجهة طنجة تطوان الحسيمة، بمقر عمالة إقليم الفحص أنجرة، برئاسة والي جهة طنجة تطوان الحسيمة، تحت شعار:”المستقبل لا يتوقع بل يتم بناؤه”، المنظم من طرف ولاية الجهة ومجلس الجهة، (أضافت) :”هذا تحدي كبير لنا جميعا، وخصوصا نحن المنتخبون الذي يشغلنا كثيرا ما هو استعجالي وآني وهذا طبيعي بحكم قربنا من الانشغالات اليومية للمواطنين، ولكن هنا، من الضروري أن يشغلنا المستقبل أكثر، مستقبل أبنائنا وأحفادنا أيضا، مستقبل جهتنا ووطننا، وهذا ما سيبقى للمستقبل، للأجيال القادمة لتقول كلمتها فيه”.

واعتبرت المتحدثة أن هذه المحطة، أي اللقاء الأول للجنة الاستشارية الجهوية لإعداد التراب، الغاية منه إعطاء الانطلاقة لعملية حيوية وغاية في الأهمية، ألا وهي إعداد التصميم الجهوي لإعداد التراب، وذلك لما لهذا التصميم من وظائف في توجيه العملية التنموية، وتنسيق أدوار مختلف الفاعلين على مستوى الجهة، قصد رفع التحديات والاستجابة لحاجيات ومتطلبات التنمية البشرية المستدامة”.

بالمقابل، أوضحت أزرقان، أن التأخر لبعض الوقت في مباشرة هذه المهمة جاء بسبب إكراهات بعضها تنظيمي يتعلق بتأخر صدور النصوص التنظيمية المؤطرة لهذه العملية، وبعضها الأخر يتعلق بمسطرة وآجال إصدار مقرر المجلس بهذا الشأن وإعلان طلب العروض لاختيار مكتب الدراسات الذي سيتولى هذه العملية، وقالت في نفس السياق، إن مجلس جهة طنجة تطوان الحسيمة، صادق خلال دورته العادية (مارس 2018) على قرار إطلاق دراسة التصميم الجهوي لإعداد التراب بالجهة، وقام بعدها بالإعلان عن طلب العروض عبر وكالته الجهوية لتنفيذ المشاريع وحاز عليه مكتب الدراسات SUD .

وقالت أزرقان: “إننا اليوم إذن بصدد توقيع أول وأهم وثيقة مرجعية للتهيئة المجالية لمجموع التراب الجهوي، وذلك تجسيدا للاختيار الاستراتيجي لبلادنا للجهوية المتقدمة، اللاتمركز الإداري والديمقراطية التشاركية. بالإضافة إلى مراجعة النموذج التنموي الوطني وعبره مراجعة الاختيارات التنموية الجهوية كمداخل أساسية للإجابة عن الإشكاليات الكبـرى المطروحـة لتنميـة الجهـة وتحسـين التماسـك الاجتماعـي والمجالـي بها.

وبمناسبة انطلاق هذا الورش الجهوي الهام، أكدت أزرقان على بعض خصائص التصميم الجهوي لإعداد التراب، الذي أسند القانون التنظيمي 14.111 مهمة إعداده إلى مجالس الجهات:

حيث أنه بالإضافة إلى أنه يعكس طموحا جماعيا بالجهة لتطوير المجال وتحسين سبل عيش الساكنة كما سلف الذكر، فإنه، أي التصميم الجهوي لإعداد التراب كوثيقة مرجعية لتحقيق التنمية البشرية المستدامة، ينبغي أن تكون نتيجة مسلسل من التفاعلات والمشاورات ومفاوضات أيضا بين الفاعلين، من جماعات ترابية ومصالح لاممركزة ومجتمع مدني، بشكل ايجابي وفق رؤية تشاركية وإستراتيجية، تروم المستقبل المنشود من طرف الجميع، هذه الرؤية تستحضر ما تم انجازه بمناسبة الحوار الوطني حول إعداد التراب، وما تم مراكمته من معارف وإنتاجات علمية وتقنية وخبرات حول الجهة.

ولذلك، فقد أكدنا، تقول رئيسة لجنة إعداد التراب بمجلس جهة طنجة تطوان الحسيمة، في العناصر المرجعية للمشروع على ضرورة اعتماد المقاربة التشاورية مع كل المتدخلين وعلى كل المستويات كآلية أساسية في كل مراحل الدراسة ستتيح لمختلف المتدخلين الاشتراك والمساهمة في بلورة التصميم انطلاقا من مرحلة التشخيص إلى متم الدراسة وذلك عبر الاعتماد على مجموعات للتفكير والنقاش (focus groupes) وفق ورشات موضوعاتية تنظم عبر كل تراب الجهة تشارك فيها جميع المكونات.


وفي الأخير، تقاسمت أزرقان مع الحضور بعض الانتظارات فيما يتعلق بالقضايا الرئيسية التي يرجى أن يتضمنها المخطط الجهوي لإعداد التراب، ومنها: التباينات والفوارق الكبرى بين المكونات المجالية للجهة على مستوى التجهيزات والفرص المتاحة، من أجل إعمال العدالة المجالية ومحاربة الهشاشة والفقر. إضافة إلى النقطة المتعلقة بالتنمية المستدامة ومواجهة التغيرات المناخية والوقاية من المخاطر الطبيعية. وكذا الموقع الجيوستراتيجي للجهة باعتبارها واجهة المغرب المتوسطية وصلة وصل بين أوربا وإفريقيا، مما يفتح لها أفاق كبرى وتحديات أكبر .

وجددت رئيسة لجنة إعداد التراب بمجلس الجهة، شكرها في الأخير للسيد والي الجهة ولكافة الشخصيات الحاضرة من سلطات ولائية وإقليمية وهيئات ترابية منتخبة ومصالح لاممركزة وكذا مكونات القطاع الخاص وفعاليات المجتمع المدني على مجهوداتهم ومساهمتهم في نجاح هذا الورش الهام كنموذج تنموي يضمن ارتقاء الجهة كلها وجعلها قطبا تنمويا بامتياز ويراعي الحاجيات الحالية والمستقبلية.

تجدر الإشارة إلى أن الاجتماع تميز بحضور السادة عمال أقاليم جهة طنجة تطوان الحسيمة، ونائب رئيس مجلس الجهة مكلف بقطاع إعداد التراب، ومديرة الوكالة الجهوية لتنفيذ المشاريع، ورؤساء الجماعات الترابية ومنتخبات ومنتخبي الجهة، ورؤساء الهيئات الإستشارية ومختلف الفاعلين والمتدخلين على مستوى الجهة.

إجمالا، يهدف التصميم الجهوي لإعداد التراب على وجه الخصوص إلى تحقيق التوافق بين الدولة والجهة حول تدابير تهيئة المجال وتأهيله وفق رؤية استراتجية واستشرافية، بما يسمح تحديد توجهات واختيارات التنمية الجهوية. وسيتم إعداده عبر استراتيجية على المدى البعيد (في أفق 25 سنة القادمة) على أساس التشخيص الترابي، وعبر وضع خطة عمل على المدى المتوسط والبعيد لانجاز الأهداف الاستراتيجية للجهة وتنفيذ التوجهات المرسومة.

مراد بنعلي

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.