ليلى بنعلي: المغرب يعزز مكانته العالمية في العمل المناخي ويستعد لـ “كوب 30” بالبرازيل

0 163

أكدت؛ وزيرة الانتقال الطاقي والتنمية المستدامة، السيدة ليلى بنعلي، أن المغرب يواصل تحويل التزاماته المناخية إلى إنجازات ملموسة، مواكبا التوجيهات الملكية التي جعلت الدبلوماسية المناخية متعددة الأطراف ركيزة أساسية للسياسة البيئية الوطنية.

وشددت الوزيرة، في جلسة الأسئلة الشفوية بمجلس النواب يوم الاثنين 27 أكتوبر 2025، على استعداد المغرب الجاد للمشاركة في مؤتمر الأطراف الثلاثين حول المناخ “كوب 30” بالبرازيل سنة 2030، داعية المجتمع الدولي إلى تسريع تنفيذ التزامات اتفاق باريس، مع التركيز على الإجراءات العملية بدل الاكتفاء بالمشاورات.

وأوضحت السيدة بنعلي أن المشاركة المغربية ستسلط الضوء على النموذج المغربي للتنمية المستدامة، الذي يدمج بين البيئة والاقتصاد والمجتمع، ويجذب تمويلات إضافية للأقاليم والجهات والجماعات الترابية، ما يعزز ريادة المملكة على المستويين الإقليمي والدولي.

وأشارت المسؤولة الحكومية إلى أن المغرب استثمر منذ اتفاق باريس حوالي 500 مليون دولار في إطار التمويل المناخي، عبر الصندوق الأخضر للمناخ، وصندوق البيئة العالمي، وصندوق التكيف، إضافة إلى التعاون الثنائي مع شركاء مثل ألمانيا والاتحاد الأوروبي ومنظمات الأمم المتحدة، إذ مكنت هذه الموارد من تنفيذ مشاريع في مجالات الطاقات المتجددة، النقل المستدام، وتكيف المناطق الهشة كالسواحل والواحات والنظم الغابوية.

وحصلت عدة جهات على تمويلات كبيرة، أبرزها جهة فاس- مكناس بـ33 مليون دولار، وجهة درعة- تافيلالت بـ30 مليون دولار، وجهة مراكش- آسفي بـ13 مليون دولار، ما يجعلها نماذج حية لترجمة الالتزامات المناخية إلى مشاريع ميدانية على المستوى الترابي.

كما أبرزت الوزيرة أن النسخة الثالثة من الإسهام المحدد وطنيا (CDN 3.0) اعتمدت منهجية مبتكرة وتشاركية، تقيم الأثر الاقتصادي والاجتماعي والبيئي للإجراءات المناخية، مع اعتماد مؤشر التكلفة المتوسطة للتخفيف على مستوى كل قطاع، وتكريس التقائية التمويلات المناخية والمشاريع التنموية، واصفة هذه التجربة بـ”ابتكار مغربي رائد في التخطيط المناخي”.

على صعيد التعاون الدولي، كشفت المتحدثة ذاتها أن المغرب وقع اتفاقيات ثنائية في إطار المادة السادسة من اتفاق باريس مع سويسرا وسنغافورة والنرويج وكوريا الجنوبية، من بينها اتفاق مع سويسرا يوفر تمويلا بقيمة 6 مليارات درهم ويخلق حوالي 6000 منصب شغل.

وفي خطوة نوعية، قررت الوزارة هذه السنة توسيع قاعدة المشاركة الوطنية في مؤتمر بليم بالبرازيل، عبر اتفاقية شراكة مع وزارة التعليم العالي والبحث العلمي والابتكار، توفر 50 منحة جامعية لطلبة الدكتوراه العاملين في مجالات البيئة والمناخ.

وأكدت السيدة بنعلي أن هذا الإجراء يعزز مشاركة المغرب من خلال الاستثمار في المعرفة والبحث العلمي، مشيرة إلى أن طاقم التفاوض المغربي سيكون مكونا من أقل من 10 أطر شابة، 80% منهم دون 35 سنة، لتأمين التفاوض بكفاءة وجودة.

وختمت الوزيرة بالقول إن المغرب لا يشارك في المؤتمرات الدولية بشكل رمزي، بل لتقديم حلول وبدائل واقعية، معتبرة أن هذه المشاركة “تعكس رؤية الملك محمد السادس في جعل المغرب نموذجا عالميا للعمل المناخي والانتقال الطاقي المستدام”.

سارة الرمشي

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.