مؤســــــــف حقا

0 809

في الوقت الذي لا يتوانى فيه المغرب، ملكا وشعبا، عن إبداء حسن نيته في مد جسور التعاون والأخوة والتاريخ والروابط الحضارية والثقافية والدينية المشتركة مع الأشقاء الجزائريين، يبدو أن السيد الرئيس الجزائري ما يزال مصرا على تبني النهج القديم، وذلك بإنكاء الجروح وإذكائها، ومن ثم رد التحية بطريقة أقل ما يقال عنها أنها مجافية لقواعد الدبلوماسية الدولية ولا تليق بالتاريخ المشترك بين البلدين الجارين والشعبين الشقيقين.

وفي اللحظة التي ما فتئ المغرب ينادي فيها ببناء علاقات أخوية، قائمة على ضرورة احترام سيادة كل بلد وعدم التدخل في شؤونه الداخلية، والسعي إلى فتح الحدود من أجل خلق تعاون وتكامل اقتصادي بين البلدين في زمن التكتلات والتحالفات، والذي باتا الشعبان الجزائري والمغربي في أمس الحاجة له أكثر من أي وقت مضى بسبب جائحة كورونا وغيرها من التحديات… يصر السيد رئيس الجمهورية الجزائرية على تقديم تصريحات معادية ومناوئة ومعاكسة لمصالح الشعبين، ولا تليق بتاتا بتاريخ العلاقات المشتركة بين البلدين الجارين، بل تعبر عن انتهاك دبلوماسي مرفوض بالتدخل في شؤون المغرب.

إنه مؤسف حقا أن يتحدث الرئيس الجزائري في خطاب رسمي له أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة أمس الأربعاء، عما سماه ب “العقبات لتسوية قضية الصحراء والتماطل في تعيين مبعوث أممي جديد، وعن أسطوانة استفتاء تقرير المصير”، وغيرها من المواقف التي تجسد في جوهرها وحقيقتها ذات المواقف المعلنة من قبل جبهة “البوليساريو” الانفصالية. الأمر الذي يدفعنا للتساؤل من جديد: هل حقا تعيش الجزائر الحياد في هذه القضية؟ وكيف لمن ينشد بناء علاقات جديدة مع المغرب أن يتبنى مواقف جبهة متطرفة اختارت الانفصال عن وطنها الأم ومن تم السير ضد الطبيعة وضد التاريخ؟

أمام هذا التصعيد غير المفهوم وغير المنتظر والخارج عن السياق الذي تفرضه العديد من المتغيرات الإقليمية والدولية، نجد أنفسنا مضطرين للجهر: مؤسف حقا سيادة الرئيس.

مــــراد بنعلي

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.