مجلس المنافسة.. يحذر من التداعيات الخطيرة لجائحة كورونا ويعتزم محاربة الممارسات المحظورة

0 243

قال مجلس المنافسة إن تداعيات الأزمة الصحية الحالية لن تمس فقط الجانب المالي، أو الميزانياتي للدولة المغربية، بل ستطال، أيضا، الركائز الأساسية المشكلة لمنظومة الاقتصاد الحر، كما هي متعارف عليها حاليا.

وأوضح المجلس، في تقرير مرفوع إلى الملك محمد السادس، أن مجموعة من العوامل باتت تتضافــر، ســتفضي حتمــا إلــى تغييــر دعائــم المنظومــة الاقتصاديــة كمــا هــي متعــارف عليهــا في الوقــت الراهــن، وتشــمل ديــون الــدول، وتضخــم الميزانيــات العموميــة للبنــوك المركزيــة، مــن خـلال إعــادة الشــراء الضخمــة للديــون العموميــة، ودعــم القــوة الشــرائية في الاقتصــادات، التــي تعانــي مــن كســاد يفاقــم عجــز الميزانيــة، بالإضافــة إلــى خطــط إنعــاش الميزانيــة الممولــة مــن الديــن العمومــي.

وأضاف ذات المصدر، إن تداعيات الأزمة الصحية ستؤدي، أيضا، إلى استمرار انخفاض معدل الفائدة، الذي أصبح ســلبيا في بعض الأحيان، وفي بيئة اقتصادية تتسـم بانخفاض التضخم، وهو الأمر الذي سيتسبب في خـلق وضعية اقتصاديــة فريدة من نوعهــا في تاريــخ الاقتصاد العالمي.

وقد ساعدت السيولة منخفضــة التكلفة في تضخيــم قيمــة الأصول المالية، خـلال فترة الكساد العالمي بالصورة، التي تعكس حقيقة الواقع.

وأورد مجلس المنافسة في تقريره السنوي برسم سنة 2020، أن المغـرب ظل جزءً لا يتجزأ من منظومة الاقتصاد العالمي، مبرزا أن التحولات، التي تجري بالعالم بسبب مرض كورونا، ستنعكس مما لا شك فيه بشكل كبير على أداء الاقتصاد الوطني.

وأعلن المجلس أنه سيحرص على التواصل الدائم مع النسيج الإنتاجي، وفي نفس الوقـت، رصده للممارسات المحظورة بحكم القانون، وزجرها، قصد تشجيع اعتماد الممارسات السليمة، ومواكبة التدابير الرامية إلى ضمان قواعد المنافسة الحرة.

وأبرز التقرير، في ديباجته التقديمية، أن التداعيات السلبية لكورونا تنطــوي كل عناصرها على مخاطر تهدد منظومة المغرب الاقتصادية، قبل أن يعود إلى تأكيد أن هذه التحولات العالمية من شأنها أن توفر في نفس الوقت فرصا كثيرة بفضل خيارات المغرب القائمــة على الانفتاح، والتحديث والدفاع عن البيئة.

وتوقع التقرير أن يشكل المغرب أرضية فعالة لتوفير الخدمات، وممارسة الأنشطة الصناعية، مبرزا أن المغرب تتوفر لديه إمكانيات ستجعله من أكثر البلدان جذبا للمسـتثمرين التواقين إلــى مواقع إنتاجية تتسم بالفعالية، وتحترم البيئة، وتدعم الاستقرار.

وأكد تقرير مجلس المنافسة أن المغرب يمكنه أن يستغل بسهولة موقعه، ويقوم بتثبيت نفسه كأرضية خضراء للإنتاج الإقليمي، توفر تكاليف إنتاج أكثر تنافسية.

وكشف المجلس، في هذا الإطار، أنه ســيظل بالنظر إلى ما وصفه بـ”حالــة يقظــة” واعيــا بأهميــة إرســاء دعائــم اقتصاد يتســم بالمرونــة، والانفتــاح، والتنافســية، ويكــون بمثابــة بوابــة للمســتثمرين داخــل وخــارج المغــرب.

وشدد المجلس أيضا على أن توفير مناخ تنافسي يتسم بالوضــوح والشفافية ضرورة حتمية لبناء الثقة، وإحدى الضمانات الممنوحة للفاعلين في السوق، وكذا المستثمرين.

كما سيواصل مجلس المنافسة عمله وفقا لمقاربة موجهة ترتكز على محورين، أهمهما السهر على احترام النصوص، والقوانيــن المؤطرة للممارسات المتعلقة بالأسعار والمنافسة، ووفقا لمقاربة تستند على الوسائل البيداغوجية، والمواكبة.

الشيخ الوالي

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.